قبيل زيارة بيلوسي المرتقبة.. تايوان تتأهب عسكريا والصين تتوعد أميركا بدفع الثمن

أعلنت تايوان حالة التأهب العسكري، وأكدت قدرتها على حماية أمنها، وذلك قبيل وصول رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبيه في زيارة مرتقبة أثارت غضب الصين، التي توعدت الولايات المتحدة بأنها ستدفع الثمن إذا تمت الزيارة.
وقررت وزارة الدفاع التايوانية اليوم الثلاثاء رفع مستوى الإنذار القتالي لقواتها بداية من صباح اليوم الثلاثاء وحتى ظهيرة بعد غد، وقالت إن لديها العزم والثقة والقدرة على ضمان الأمن الوطني.
وأضافت الوزارة أن قواتها على دراية تامة بالأنشطة القريبة من تايوان، وأنه سيتم نشرها لمواجهة أي تهديدات للعدو، وذلك في إشارة إلى تحركات عسكرية صينية جوا وبحرا.
بدوره، جدد رئيس وزراء تايوان سو تسينغ تشانغ التأكيد على ترحيب بلاده بالضيوف الأجانب، وأكد أن بلاده ستتخذ الترتيبات التي تتلاءم مع هؤلاء الضيوف وخططهم، حسب تعبيره.
وكانت رويترز نقلت عن مصادر -وصفتها بالمطلعة- أن رئيسة مجلس النواب الأميركي ستزور تايوان في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، في حين ذكرت صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times) البريطانية أن بيلوسي تخطط للقاء رئيسة تايوان تساي إنغ ون في تايبيه غدا الأربعاء.
وقد أثارت الزيارة المرتقبة توترا بين واشنطن وبكين، ومخاوف من مواجهة عسكرية بين الجانبين في حال أقدمت القوات الصينية على اجتياح هذه الجزيرة.
وتقوم بيلوسي بجولة آسيوية شملت حتى الآن سنغافورة وماليزيا، وتجنبت واشنطن تأكيد زيارة تايبيه أو تحديد موعد لها.
وتعدّ الصين زيارات المسؤولين الأميركيين لتايوان إشارة تشجيع للمعسكر المؤيد للاستقلال في الجزيرة.
ولا تقيم واشنطن علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، لكنها ملزمة بموجب القانون الأميركي بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.
وتأتي زيارة بيلوسي، التي تتولى ثالث أعلى منصب في الولايات المتحدة والمنتقدة منذ مدة طويلة للصين، وسط تدهور للعلاقات بين واشنطن وبكين، وآخر زيارة لتايوان قام بها رئيس مجلس النواب الأميركي كانت من الجمهوري نيوت جينغريتش عام 1997.

تحركات عسكرية
في ظل التوتر الذي أثارته زيارة بيلوسي المحتملة لتايبيه، نشر الجيش الصيني اليوم الثلاثاء مقطع فيديو لتدريبات برية وبحرية وجوية قبيل زيارة بيلوسي المحتملة إلى تايوان.
وحمل مقطع الفيديو الذي نشره الجيش الصيني شعار "دفن كل الأعداء الذين يجرؤون على الغزو، والمضي قدما نحو انتصارات متتالية".
كما نقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع أن طائرات حربية صينية حلقت صباح اليوم قرب خط الوسط لمضيق تايوان، وذلك بالتزامن مع تحرك سفن حربية صينية في المضيق.
وفي المقابل، تمركزت 4 سفن حربية أميركية، بينها حاملة طائرات، في المياه شرقي تايوان في إطار عمليات انتشار وُصفت بالاعتيادية.
وقال مسؤول في البحرية الأميركية لرويترز -اليوم الثلاثاء- إن حاملة الطائرات "يو إس إس رونالد ريغان" عبرت بحر جنوب الصين، وهي حاليا في بحر الفلبين شرق تايوان والفلبين وجنوب اليابان.
وتعمل حاملة الطائرات المتمركزة في اليابان مع سفينة الصواريخ الموجهة "أنتيتام" والمدمرة "هيغينز".
وقال المسؤول متحدثا عن تحرك القطع البحرية الأميركية في المنطقة "في حين أنها قادرة على التعامل مع أي احتمال، فهذه عمليات انتشار اعتيادية".
وأضاف أن سفينة الهجوم البرمائي تريبولي موجودة أيضا في المنطقة في إطار انتشار بدأ أوائل مايو/أيار الماضي من مينائها الأصلي في سان دييغو بالولايات المتحدة.
بدوره، قال موقع المعهد البحري الأميركي إن 3 سفن رئيسية أميركية، من بينها حاملة الطائرات رونالد ريغان والسفن المرافقة لها، تعمل بالقرب من سواحل تايوان.
وأضاف الموقع -نقلا عن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)- أنه لم يتم إرسال تلك السفن إلى المنطقة لتقديم الحماية لرئيسة مجلس النواب خلال زيارتها المرتقبة إلى تايوان، لكنه نقل عن مسؤول رفيع في البنتاغون قوله إن السفن الموجودة بالفعل في المنطقة على استعداد للبقاء كخيار طارئ.
تحذيرات صينية
سياسيا، قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشونيينغ -اليوم الثلاثاء- إن "الجانب الأميركي سيتحمّل المسؤولية وسيدفع الثمن في حال المساس بمصالح الصين الأمنية السيادية".
واتهمت هوا الولايات المتحدة باستخدام تايوان ورقة لاحتواء الصين، وقالت إن واشنطن عمدت إلى القيام بما سمته إجراءات استفزازية بالتعاون مع تايوان.
وأضافت أن الصين كررت موقفها الرافض لزيارة بيلوسي إلى تايوان وتأمل أن يدرك الأميركيون خطورة ذلك، محذرة من أنه إذا واصلت واشنطن طريقها في المسار الخاطئ، فستتخذ بكين الخطوات التي تضمن سيادتها ومصالحها، حسب تعبيرها.
وشددت المتحدثة باسم الخارجية الصينية على أن مبدأ "الصين الواحدة" هو مبدأ متعارف عليه في العلاقات الدولية، وأن واشنطن انتهكت التزاماتها وعززت تواصلها مع تايوان وتجارة الأسلحة معها.
وكانت الخارجية الصينية أكدت مجددا أن الجيش لن يقف مكتوف الأيدي إذا زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي تايوان.
وفي نيويورك، حذر المندوب الصيني بمجلس الأمن الدولي جانغ جون -خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الأمم المتحدة في نيويورك بمناسبة تولي الصين رئاسة مجلس الأمن الدولي خلال أغسطس/آب الجاري- من أن بلاده ستتخذ إجراءات حازمة وقوية لحماية سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها.
في المقابل، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي جون كيربي -أمس الاثنين- إن زيارة بيلوسي المحتملة إلى تايوان لا تغير الوضع الراهن أو التزام الولايات المتحدة بسياسة الصين الواحدة.
وأضاف كيربي أن بلاده تعارض تغيير الوضع الراهن بشكل أحادي، وأنها لا تدعم استقلال تايوان.
ورجح المسؤول الأميركي أن تقوم الصين بخطوات عسكرية استفزازية، ردا على زيارة بيلوسي المحتملة إلى تايبيه، وقال إن ذلك قد يشمل إطلاق الصواريخ على تايوان، محذرا من "السقوط في حسابات خاطئة أو عواقب غير مقصودة".
وقبل أيام، حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ -خلال اتصال مع نظيره الأميركي جو بايدن- الولايات المتحدة من "اللعب بالنار" في ما يتعلق بتايوان.