الصين تجري مناورات جديدة ورئيسة تايوان تتهمها بتقويض السلام الإقليمي

أجرت الصين اليوم الاثنين مناورات عسكرية جديدة في محيط تايوان ردا على زيارة وصفتها بـ"الاستفزازية" لوفد برلماني أميركي إلى الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها، في حين اتهمت الرئيسة التايوانية بكين بتقويض الاستقرار والسلام الإقليميين.

فقد قال الجيش الصيني إنه أجرى اليوم مناورات قرب تايوان لتشكيل ما وصفه برادع جدي لواشنطن وتايبيه "اللتين تواصلان لعب الحيل السياسية وتقويض السلام والاستقرار" عبر مضيق تايوان.

وأوضحت القيادة الشرقية للجيش الصيني أن جيش التحرير الشعبي نظم مناورات قتالية بالذخيرة الحية في البحر والمجال الجوي حول تايوان.

وفي الإطار نفسه، قالت وزارة الدفاع الصينية إن قواتها تواصل التدرب والاستعداد للحرب والدفاع بحزم عن السيادة الوطنية، وسحق أي شكل من أشكال استقلال تايوان ومحاولات التدخل الخارجية.

وحذرت الوزارة الولايات المتحدة والحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايبيه من أن استخدام تايوان لاحتواء الصين مصيره الفشل.

وتأتي المناورات الجديدة بعد أيام من انتهاء مناورات صينية وُصفت بأنها الأضخم حول تايوان، وقالت بكين إنها كانت ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبيه.

في المقابل، نددت وزارة الدفاع التايوانية اليوم الاثنين بالمناورات الصينية، واتهمت الجيش الصيني بتعريض الأمن والسلام بالمنطقة للخطر.

وقالت الوزارة إن قواتها رصدت اليوم 30 طائرة صينية و5 سفن تنشط حول المضيق، وأضافت أن 15 من تلك الطائرات عبرت الخط الأوسط، وهو خط غير رسمي لترسيم الحدود لا تعترف به بكين.

وفي خضم التوترات الأخيرة، أجرت القوات التايوانية بدورها مناورات، وأكدت سلطات تايبيه أن الجزيرة مستعدة لصد هجوم صيني محتمل.

تقويض الاستقرار

في هذه الأثناء، وصفت رئيسة تايوان تساي إنغ ون المناورات العسكرية الصينية بالقرب من الجزيرة بأنها تشكّل تقويضا خطيرا للاستقرار والسلام الإقليميين. وأكدت تساي التزام بلادها بالحفاظ على الوضع المستقر القائم في مضيق تايوان.

وقد التقت الرئيسة التايوانية اليوم وفدا يضم أعضاء جمهوريين وديمقراطيين في الكونغرس الأميركي، والوفد هو ثاني مجموعة أميركية رفيعة المستوى تزور الجزيرة، وسط توترات عسكرية مستمرة مع الصين.

وقالت تساي للوفد الذي يؤدي زيارة للجزيرة تستغرق يومين، إنها ترغب في المحافظة على استقرار الوضع الراهن عبر مضيق تايوان وعلى الازدهار والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

من جهته، قال السيناتور إد ماركي، الذي يقود وفد أعضاء الكونغرس، إن بلاده لديها التزام أخلاقي وستفعل كل ما في وسعها لمنع حدوث نزاع غير ضروري، مضيفا أن تايوان أظهرت التزاما وتقديرا للمواقف في الأوقات الصعبة.

في المقابل، دعا مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون الولايات المتحدة للتوقف عن السير في الاتجاه الخاطئ، وذلك تعقيبا على زيارة الوفد الأميركي لتايبيه. كما قالت سفارة الصين في واشنطن إنه لا بد أن يتصرف أعضاء الكونغرس بما يتسق مع سياسة الصين الواحدة التي تنتهجها الحكومة الأميركية.

ولا تعترف بكين باستقلال تايوان، وتعدها جزءا من الأراضي الصينية، وترفض أي محاولات لانفصالها عنها، وفي المقابل لا تعترف تايوان بحكومة بكين المركزية.