الجيش الأوكراني يؤكد عزل قوات روسية في خيرسون والمعارك تحتدم في دونيتسك

أعلن الجيش الأوكراني أنه عزل قوات روسية في مقاطعة خيرسون بجنوب البلاد، وبينما تحتدم المعارك شرقا في دونيتسك بإقليم دونباس، يستمر تبادل الاتهامات بين كييف وموسكو باستهداف محطة زاباروجيا النووية.
فقد قالت قيادة الأركان الأوكرانية -اليوم الأحد- إن قواتها استهدفت مجددا جسر أنتونيفسكي في مدينة خيرسون الخاضعة للسيطرة الروسية، وأظهرت صور نشرتها قيادة الأركان سقوط الصواريخ على الجسر رغم محاولة أنظمة الدفاع الروسية اعتراضها.
وتعدّ هذه المرة الخامسة التي تستهدف فيها الجسور في مقاطعة خيرسون، حيث قال الجيش الأوكراني إنه دمر جسورها الأربعة الأساسية، وعزل القوات الروسية في الضفة الغربية عن خطوط الإمداد والاتصال في الضفة الشرقية لنهر دنيبرو.
من جهته، أكد سيرغي خلان، نائب حاكم مقاطعة خيرسون، أن القوات الروسية التي عبرت نهر دنيبرو في مدينة خيرسون قد تبقى عالقة في المنطقة بعد قصف كل جسورها.
وفي تصريحات للتلفزيون الأوكراني، قدّر خلان عدد الجنود الروس الموجودين على الضفة اليمنى من النهر بنحو 20 ألفا، مشيرا إلى أنه ما زال يمكنهم عبور الجسور المتضررة مشيا على الأقدام، أو باستخدام الألواح العائمة بالقرب من جسر أنتونيفسكي.
وكشف المسؤول الأوكراني أن روسيا تنقل مراكز القيادة من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو إلى الضفة اليسرى، لأنها تدرك أنه قد يتعذر عليها إخلاء الموقع في الوقت اللازم عند تصاعد القتال، وفق تعبيره.
وكانت القوات الروسية سيطرت على مدينة خيرسون وأجزاء من ريفها، كما سيطرت على أجزاء من مقاطعة زاباروجيا القريبة في بداية الحرب التي بدأتها روسيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
ومنذ أسابيع، يشنّ الجيش الأوكراني هجوما مضادا في خيرسون، ويؤكد أنه استعاد أجزاء من المقاطعة، وبات يسيطر ناريا على طرق الإمداد الروسية بالمنطقة.
من جانبه، قال فلاديفسلاف نازاروف المتحدث باسم قيادة العمليات العسكرية الجنوبية في أوكرانيا إن القوات الروسية تواصل ما سماها الهجمات الاستفزازية، مؤكدا أن جيش بلاده يرد عليها وأوقع خسائر في صفوف الروس.
معارك دونباس
وفي إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا)، قالت القيادة العسكرية الأوكرانية -اليوم الأحد- إن الجنود الروس واصلوا مهاجمة مواقع أوكرانية بالقرب من بلدة أفدييفكا التي أصبحت منذ 2014 إحدى نقاط تمركز القوات الأوكرانية بالقرب من دونيتسك، لكن جميع هجماتها باءت بالفشل.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس سيطرة قواتها على قرية بيسكي المحاذية لمطار دونيتسك الدولي، لكن الجيش الأوكراني أكد أن الاشتباكات ما زالت مستمرة في القرية.
وفي وقت سابق، أقرّت كييف بأن الروس أحرزوا تقدما في بعض الجبهات بمقاطعة دونيتسك، بينها جبهة باخموت. وتشكل دونيتسك مع مقاطعة لوغانسك -التي سيطرت عليها القوات الروسية أخيرا- إقليم دونباس.
وفي السياق، قالت وزارة الدفاع البريطانية في إفادتها الاستخباراتية اليومية على تويتر إن قوات مدعومة من روسيا وتابعة لما يسمى جمهورية دونيتسك الشعبية -التي أعلنت استقلالها من جانب واحد في دونباس- واصلت هجماتها على شمال مدينة دونيتسك.
وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية -اليوم الأحد- السيطرة الكاملة على منطقة "أودي" السكنية الواقعة في مقاطعة خاركيف في عملية هجومية شنّتها القوات الروسية في المنطقة. وقالت الوزارة إن نحو 300 عسكري أوكراني قتلوا في العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الروسية اليوم الماضي.
محطة زاباروجيا النووية
في موضوع آخر، أعلن عمدة مدينة إنرغودار الأوكرانية -اليوم الأحد- مقتل 3 أشخاص بينهم موظف في محطة زاباروجيا النووية نتيجة قصف روسي.
ومن جهتها، أعلنت الخارجية الروسية اليوم أن موسكو تكافح لإدخال مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زاباروجيا، لكنها قالت إن الغرب يمنع ذلك.
ويأتي ذلك في وقت تستمر فيه روسيا وأوكرانيا في تبادل الاتهامات بقصف محطة زاباروجيا النووية، وهي الأكبر من نوعها في أوروبا.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن عضو بالإدارة العسكرية والمدنية الروسية في زاباروجيا قوله إن القوات الأوكرانية قصفت مجددا مدينة إنرغودار ومحطة زاباروجيا النووية.
في المقابل، قالت المخابرات العامة الأوكرانية إن القوات الروسية جدّدت قصفها لمحطة زاباروجيا، وإنها تمكنت من تحديد المكان الذي تستهدف منه المحطة وهو قرية فوديان، مشيرة إلى أضرار في محطة الضخ وورشة الاتصالات الحرارية تحت الأرض ووحدة الإطفاء المسؤولة عن سلامة المحطة.
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن على كل جندي روسي يستهدف محطة زاباروجيا أن يفهم أنه أصبح هدفا للمخابرات الأوكرانية وللجيش الأكراني وعملياته الخاصة.
وتقبع محطة زاباروجيا النووية على الضفة الجنوبية لنهر دنيبرو. ووسط مخاوف من حدوث كارثة نووية جراء استهداف محتمل للمحطة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أخيرا لإنشاء منطقة منزوعة السلاح هناك.