الطفل الفلسطيني مصطفى الهصيص.. الجريح الذي وقع فريسة لجنود الاحتلال الإسرائيلي

جنود الاحتلال تعاملوا بوحشية مع الطفل الجريح (الأناضول)

مصطفى الهصيص، طفل فلسطيني في الـ 16 من عمره، وقع ضحية لرصاصة متفجرة أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي فأصابت ركبته اليسرى، بعد رصاصة مطاطية في القدم ذاتها.

لم ينته المشهد هنا، بل سارع جنديان، والحدث في قلب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، إلى جرّ وسحب الطفل المصاب من يديه تاركين قدمه تنزف وتتأرجح لا إراديا.

بعد ذلك، التحق بالمشهد جنديان آخران ليحملا مصطفى من قدميه، في مشهد أعاد للأذهان سحل الشهيد الفلسطيني شاكر حسونة، ونقله بالطريقة نفسها وفي المكان ذاته عام 2001.

استمر المشهد بنقل الطفل إلى نقطة عسكرية قريبة تقع على مدخل شارع الشهداء، في منطقة باب الزاوية، حيث اكتملت الصورة بتعذيب الطفل حتى شارف على الموت، وفق روايته ورواية والده خليل الهصيص للجزيرة نت.

في النقطة العسكرية اجتمع الجنود حول مصطفى وسارعوا إلى توجيه الركلات له بأحذيتهم ذات المقدمات الفولاذية. واستهدفت الركلات منطقة الركبة حيث الإصابة بالرصاص المتفجر، واليدين ومنطقة الإصابة بالرصاص المطاطي، وجانبي البطن حتى فقد الطفل الأسير الوعي.

يقول الطفل الهصيص مكابدا الألم "لم أشعر بإصابة المطاط، لكن شعرت بانفجار في ركبتي بعد الرصاصة المتفجرة، وبدأت أنزف، هاجمني الجنود وجرّوني (سحبوني) عدة أمتار".

الطفل الفلسطيني الجريح مصطفى الهصيص
الطفل الفلسطيني الجريح مصطفى الهصيص بعد إجراء العملية الجراحية (الجزيرة)

عملية جراحية

وبعد ساعات من إجرائه عملية جراحية في المستشفى الأهلي بالخليل، استغرقت 5 ساعات لترميم عظام الركبة، يضيف الطفل الأسير "جاء جنديان آخران لحملي من القدمين، وبعدها شعرت بانفصال قدمي عن جسدي، وخلال الضرب شعرت بفقدانها".

وتابع "على الحاجز العسكري هاجمني 3 جنود، في كل ضربة كنت أشعر بالموت وأصيح من شدة الألم، وأردد الشهادتين، ثم أغمي عليّ، ولم أشعر بشيء حتى نقلت إلى سيارة الإسعاف الفلسطينية (مساء الأربعاء) ثم غبت عن الوعي واستيقظت في المستشفى".

يشير مصطفى إلى رضوض وآثار ضربات على أنحاء جسده، يرجّح أنه أصيب بأغلبها في فترة غيابه عن الوعي، مشيرا إلى أن التحقيق معه كان عن اسمه وفيما إذا ألقى عليهم حجارة أم لا، خلال مواجهات شهدتها المدينة احتجاجا على استشهاد 3 شبان بمدينة نابلس.

يطمئن مصطفى كل من شاهد الفيديو بأنه في صحة جيدة، رغم الألم الشديد الذي يعانيه نتيجة الإصابة.

تنكيل وتعذيب

والد مصطفى، خليل الهصيص، يشعر بالصدمة من هول ما رأى، ولم يكن يتوقع أن يعود نجله للحياة، يقول للجزيرة نت "عندما رأيت فيديو مصطفى، تذكرت الشهيد شاكر حسونة، صدمت، لكن دعوت الله أن يلهمني الصبر".

يضيف "حاولت الوصول إلى مصطفى لكن دون جدوى، وعندما تسلمه الهلال الأحمر الفلسطيني اطمأن قلبي أنه لم يستشهد. الحمد لله كتبت له حياة جديدة".

عن وضعه الصحي، يقول الوالد إن الأطباء وجدوا الرصاصة المتفجرة مستقرة داخل ركبة مصطفى، وقد أحدثت تهتكا في العظم، فأجروا له عملية تنظيف وترميم وتثبيت بقضبان معدنية.

وأضاف أن ابنه أصيب برصاصة مطاطية في عضلة القدم قبل الرصاصة المتفجرة، وتقديرات الأطباء أنه لن يتمكن من المشي على قدمه قبل 6 أشهر.

وقال إن ما جرى مع مصطفى لا يمت للإنسانية بصلة، متسائلا "لماذا يتم التنكيل به وتعذيبه من قبل جيش نظامي؟".

 

تفاعل شعبي

وهزت مشاهد التنكيل بالطفل الهصيص وجدان كثيرين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إذ تُظهِر سحْله بعد إصابته، ثم نقله إلى الحاجز العسكري ثم سيارة إسعاف فلسطينية.

وتشير معطيات الأمم المتحدة إلى استشهاد 66 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وإصابة 6843 آخرين منذ بداية 2022 وحتى مطلع أغسطس/آب الجاري.

ويقول نادي الأسير الفلسطيني إن عدد شهداء الحركة الأسيرة، بمن فيهم شهداء ارتقوا نتيجة إعدامهم ميدانيا بعد اعتقالهم، بلغ 231 منذ عام 1967.

ووفق معطيات رسمية فلسطينية، قتلت إسرائيل خلال العقدين الماضيين نحو 10 آلاف فلسطيني، بينهم ألفي طفل.

المصدر : الجزيرة