مواجهات وعشرات الجرحى.. الآلاف يؤدون الصلاة بالمسجد الأقصى واحتجاجات بغزة والأردن واليمن ضد اعتداءات جيش الاحتلال

Palestinians protest at the compound that houses Al-Aqsa Mosque, known to Muslims as the Noble Sanctuary and to Jews as the Temple Mount, in Jerusalem's Old City April 22, 2022. REUTERS/Ammar Awad
اعتداءات الاحتلال لم تمنع عشرات الآلاف من الصلاة بالمسجد الأقصى (رويترز)

لم تمنع اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الآلاف من الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، وسط احتجاجات بغزة والأردن واليمن ضد تلك الاعتداءات، في حين عبرت الأمم المتحدة عن "قلقها" من هذه التطورات.

وأصيب عشرات المصلين بجروح مختلفة، بعضها خطر، إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمرة السادسة على التوالي باحات المسجد الأقصى واستهدافها المصلين في ساعات فجر اليوم الجمعة، مستخدمة قنابل الغاز والهراوات والضرب المبرح.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن 57 فلسطينيا أُصيبوا بجروح جراء قمع قوات الاحتلال للمصلين في المسجد الأقصى.

وأوضح الناطق باسم الهلال الأحمر أن أغلب الإصابات كانت ناتجة عن استهداف بالأعيرة المطاطية والضرب.

وأفادت مراسلة الجزيرة بأن العشرات من المصلين أصيبوا جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل صوتية وأعيرة مطاطية تجاه المعتكفين في المسجد، الذين ردوا بإلقاء الحجارة على شرطة الاحتلال.

وقال شهود عيان إن شرطة الاحتلال اعتقلت عند باب المغاربة شابا بعد إصابته بجروح وصفت بالخطيرة. من جهتها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن إصابة مجندة إسرائيلية جراء إلقاء الحجارة عليها.

وزعمت الشرطة الإسرائيلية أن قواتها تدخلت عندما بدأ المئات في إلقاء الحجارة والمفرقعات واقتربوا من الحائط الغربي، حيث كانت تقام صلوات يهودية.

وأشارت إلى أنها لم تقم بالرد في البداية ليتمكن المصلون في المسجد الأقصى من إتمام صلاتهم، على حد تعبيرها.

وقد أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق جراء إطلاق الاحتلال قنابل غاز من مسيّرة كانت تحلق فوق المحتشدين في باحات الأقصى وقد أدى ذلك إلى عودة التوتر إلى المنطقة.

"قلق" أممي

وأعربت الأمم المتحدة اليوم الجمعة عن "قلقها العميق" إزاء العنف المستمر منذ شهر في "إسرائيل" والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقالت رافينا شامداساني الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان -في مؤتمر دوري للمنظمة في جنيف- "نشعر بقلق عميق إزاء تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي إسرائيل خلال الشهر الماضي".

وذكرت أن سلوك قوات الأمن الإسرائيلية في 15 أبريل/نيسان الجاري الموثق في تسجيلات عدة "يثير مخاوف جدية من أن استعمال القوة كان على نطاق واسع وغير ضروري وتعسفيا".

صلاة حاشدة

وبالرغم من المواجهات مع قوات الاحتلال، فإن عشرات الآلاف من الفلسطينيين أدوا صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان في الأقصى، وقد قدرت دائرة الأوقاف الإسلامية عدد المصلين بنحو 150 ألفا استطاعوا الوصول من القدس والبلدات داخل الخط الأخضر، إضافة إلى الفلسطينيين الذين قدموا من مناطق مختلفة في الضفة الغربية، حيث لا يسمح لهم بدخول القدس في رمضان إلا في أيام الجمعة، وبالنسبة للرجال يسمح فقط بدخول من هم فوق 50 عاما.

تصعيد مع غزة؟

وأصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي تعليمات إلى قائد القيادة الجنوبية في الجيش بالتأهب والاستعداد لأي تصعيد محتمل على الحدود مع قطاع غزة.

ودعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للاحتشاد والرباط في المسجد الأقصى خلال العشر الأواخر من رمضان، وشددت على أنها لن تسمح للاحتلال بتمرير مخططاته التي وصفتها بالخبيثة في الأقصى والقدس.

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني تستدعي أكثر من أي وقت مضى التمسك بالحقوق بكل الوسائل وعلى رأسها المقاومة المسلحة، وفق تعبيرها.

ونظمت حماس مسيرات جماهيرية في غزة انطلقت من مساجد شمالي قطاع غزة عقب أداء صلاة الجمعة نصرة لمدينة القدس والمسجد الأقصى.

وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس واشنطن بالتدخل الفوري لوقف الإجراءات الإسرائيلية. وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك مجددا وقالت إنها ترى فيه خطورة بالغة.

وحمّل بيان الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن التصعيد الإسرائيلي المتعمد ضد الأقصى ومخاطره على المنطقة برمتها، وأضاف أن وزير الخارجية الإسرائيلي يقلب الحقائق ويزيفها لتحميل المصلين المسؤولية عن التصعيد الحاصل في الأقصى، وعدّ البيان تصريحات الحكومة الإسرائيلية بشأن الحفاظ على الوضع القائم في الأقصى كاذبة، وفق تعبير البيان.

وشمالي الضفة الغربية، شيّع مئات الفلسطينيين جثمان شاب توفي اليوم الجمعة، متأثرا بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي الاثنين الماضي.

غضب في الأردن واليمن

في الأردن، طالبت فعاليات شعبية وحزبية أردنية اليوم بطرد السفير الإسرائيلي من عمّان وقطع العلاقات بين الأردن وإسرائيل، وذلك خلال مسيرة من أمام المسجد الحسيني في منطقة وسط البلد بالعاصمة، لدعم المقدسيين ورفض اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي.

وتتصاعد المطالبات الشعبية منذ عدة أيام في الشارع الأردني لنصرة المسجد الأقصى ودعم المقاومة الفلسطينية، وهي المرة الأولى التي تلتقي فيها الأحزاب القومية واليسارية والإسلامية في تظاهرة واحدة منذ فترة.

وفي اليمن، شهدت ساحة الحرية وسط مدينة تعز عقب صلاة الجمعة تظاهرة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وندد المشاركون في التظاهرة بالممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من قمع واضطهاد وانتهاك لحرمة المسجد الأقصى.

وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي باتخاذ موقف عاجل والتدخل لحماية الفلسطينيين والتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين.

المصدر : الجزيرة + وكالات