الترحيل إلى رواندا.. تعرف على خطة بريطانيا الجديدة للتعامل مع اللاجئين
لندن- أثار قرار الحكومة البريطانية ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا الكثير من الجدل والمخاوف حول مصير من يصل إلى المملكة المتحدة طالبا اللجوء، فيجد نفسه في طائرة ترحيل نحو رواندا.
وفتح الاتفاق الموقع بين وزارة الداخلية البريطانية ونظيرتها في رواندا الكثير من الأسئلة حول هذه الخطة الجديدة التي تقضي بترحيل طالبي اللجوء نحو رواندا، وعن كيفية تطبيق هذه الخطة والفئة التي ستشملها.
في الفقرات التالية أجوبة عن بعض الأسئلة المثارة حول هذه الخطة الجديدة، التي تضع مستقبل اللاجئين في بريطانيا على المحك؟
من اللاجئون الذين سيتم ترحليهم إلى رواندا؟
الفئة الأولى المستهدفة من هذه الخطة هي: البالغون ممن تقل أعمارهم عن 60 سنة ووصلوا إلى البلاد وحدهم دون أسرهم أو أطفالهم.
وبحسب التعديلات الجديدة في قانون الهجرة، فإن أي شخص وصل إلى الأراضي البريطانية بحرا أو برا أو جوا دون إذن دخول، فهو في عرف القانون قد وصل بطريقة غير قانونية، وبالتالي يمكن ترحيله إلى رواندا.
ولكن قبل ترحيله سيتم إجراء مقابلة لطالب اللجوء لمعرفة مدى قوة ملفه، وبعدها لوزارة الداخلية القرار في الإبقاء عليه في البلد أو ترحيله إلى رواندا.
كيف يمكن تقديم طلب لجوء بحسب التعديلات الجديدة؟
بحسب مشروع قانون "الجنسية والحدود" الذي ما زال يناقش في مجلس اللوردات، فإن طلبات اللجوء يجب أن يتم تقديمها من البلد حيث يتواجد الشخص، دون الحاجة إلى الوصول إلى بريطانيا.
وفي حال غادر بلاده بسبب صراع مسلح، فإنه يمكن تقديم طلبه للجوء من أول بلد آمنٍ يصل إليه دون الوصول للأراضي البريطانية.
كل هذه الإجراءات الغرض منها هو التقليص من أعداد المهاجرين الذين يصلون البلاد عن طريق القناة البحرية بين بريطانيا وفرنسا، والذين تقول الحكومة البريطانية إن أعدادهم قد تصل إلى ألف شخص في اليوم.
هل من حق طالب اللجوء رفض قرار ترحيله إلى رواندا؟
من الناحية القانونية، ليس هناك ما يلزم الحكومة بمنح طالبي اللجوء حق الاستئناف القضائي على قرار الترحيل، لكن الحكومة تقول إنه سيحق لكل من صدر في حقه قرار الترحيل أن يتمتع بـ5 أيام لتحضير ملفه وعرضه على لجنة وزارة الداخلية، وخلال هذه المدة سيكون له الحق في الاستشارة القانونية.
متى سيبدأ تطبيق هذه الخطة وكم أعداد الذين ستشملهم؟
بحسب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فإنه ليس هناك سقف للأعداد التي يمكن ترحيلها إلى رواندا، مشيرا إلى أن الأمر قد يشمل عشرات الآلاف من طالبي اللجوء.
في المقابل، أكدت رواندا أن لديها الإمكانيات لاستقبال عشرات الآلاف من طالبي اللجوء، لكن على دفعات، حيث يتم تحضير مراكز لاستقبال طالبي اللجوء، وهي مراكز تعرضت لانتقادات لكونها لا توفر كل شروط العيش الكريم.
ومن المتوقع أن تنطلق عملية ترحيل طالبي اللجوء خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، حيث إنها لن تحتاج لقوانين جديدة ولكن يمكن العمل بالتشريعات الموجودة.
ما مصير طالبي اللجوء عندما يصلون إلى رواندا؟
مباشرة بعد ترحيلهم من بريطانيا، فإن طالبي اللجوء سيصبحون في عهدة الحكومة الرواندية التي قالت إنها مستعدة لاستقبال طالبي اللجوء من البالغين وغير المتزوجين، شريطة ألا يكون لديهم أي سوابق قانونية أو أنهم مسجلون في قوائم البحث الأمنية.
ومن رواندا يمكن لطالبي اللجوء تقديم طلب اللجوء نحو المملكة المتحدة، وفي حال أقدم أي شخص عل مخالفة قانونية أو جناية، فإن السلطات الرواندية ستقوم بترحيله لأول بلد آمن قريب من رواندا، أو تعيده لبلده الذي خرج منه.
كما تقول السلطات الرواندية إنه يحق لطالبي اللجوء التحرك بحرية قرب مراكز الإقامة ومغادرة أماكن إقامتهم، ولمحت الحكومة الرواندية لأنه سيتم منحهم حق العمل أيضا.
هل هناك أي إجراء قانوني لوقف هذه الخطة؟
عبرت العديد من الهيئات العاملة في مجال الهجرة واللجوء عن نيتها رفع دعوى قضائية في الحكمة العليا، لتحدي هذه الخطة وإظهار أنها تنافي القانون الدولي واتفاقيات حقوق الإنسان.
كما أن قانون "الحدود والجنسية" الذي تعول عليه حكومة بوريس جونسون لتشديد الخناق على طالبي اللجوء الذين يصلون إلى بريطانيا عبر البحر، ما زال يراوح مكانه في مجلس اللوردات الذي طلب الكثير من التعديلات عليه.
ويتوقع خبراء قانونيون أن وزارة الداخلية لن تلجأ للترحيل بأعداد كبيرة، تجنبا لأي مواجهة قانونية تؤدي لفشل الخطة، في المقابل يرى البعض أنها خطة سياسية من جونسون وحكومته لاستباق الانتخابات المحلية التي ستشهدها البلاد في شهر مايو/أيار المقبل.
هل هذه أول مرة تستقبل رواندا طالبي اللجوء؟
ليست المرة الأولى، حيث سبق أن عقدت اتفاقا مع إسرائيل امتد خلال الفترة ما بين 2014 و2017، قبل أن يتوقف التعاون بسبب فشل المخطط، وعودة العديد من طالبي اللجوء إلى أوروبا مرة أخرى، كما تنوي الدانمارك هي الأخرى توقيع اتفاق شبيه مع رواندا.