في حوار مع الجزيرة نت.. ناشط فرنسي بارز: عهد ماكرون كان وخيما على المسلمين
قال الناشط الحقوقي الفرنسي مروان محمد إن فترة الرئيس إيمانويل ماكرون كانت وخيمة على أوضاع المسلمين في البلاد، إذ ارتفع مستوى الإسلاموفوبيا والعنصرية والتضييق على الحريات الفردية، رغم أن البعض دعا للتصويت له عام 2017؛ من أجل قطع الطريق أمام اليمين المتطرف.
وأوضح مروان -وهو واحد من أبرز الوجوه المدافعة عن المسلمين في فرنسا- أن أغلب مرشحي الرئاسيات الفرنسية يملكون هوسا غير طبيعي في ما يتعلق بالجالية المسلمة وملف الهجرة، على عكس مرشحي اليسار المعتدلين إلى حد ما.
وهذا نص الحوار الذي أجرته معه الجزيرة نت:
-
ما الملفات التي أخفق فيها ماكرون خلال ولايته الأولى؟ وكيف تقيّم هذه الفترة عامة؟
أولا لكي نقّيم فترة ماكرون علينا أن ندرك أنه جاء من أجل قطع الطريق أمام اليمين المتطرف وزعيمته مارين لوبان في 2017، وتم تقديمه على أنه الرئيس المنفتح أمام الثقافات المختلفة والمتسامح، ليحدث العكس مباشرة بعد انتخابه، وتشهد فترته تضييقا أكبر على المسلمين وسعيا نحو تجريمهم.
ولاية ماكرون الأولى مضت في تجريم المسلمين وارتفاع مستوى العنصرية والإسلاموفوبيا ضدهم، وجاء ذلك بموازاة تصاعد عنف الشرطة تحديدا خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في سنوات ماكرون.
-
ما المرشح الرئاسي الذي يحمل برنامجا يراعي أحوال المسلمين؟
بالنظر إلى مختلف البرامج نجد أن العديد من مرشحي انتخابات الرئاسة يحملون هوسا غير طبيعي تجاه الإسلام والمسلمين، وهو ما نراه في مرشح حزب "استرداد فرنسا" إريك زمور، ومرشحة "الجبهة الوطنية" مارين لوبان، ومرشحة "الجمهوريين" فاليري بيكريس.
هذا الهوس لا نراه عند مرشحي اليسار الذين يعرفون خطورة انتشار الإسلاموفوبيا والعنصرية، مثل مرشح "فرنسا الأبية" و"الاتحاد الشعبي" جون لوك مليونشون، ومرشح "الحزب الجديد" المناهض للرأسمالية فليب بوتو.
-
يتهمك اليمين المتطرف بأنك أحد وجوه الإخوان المسلمين في فرنسا.. كيف ترد على ذلك؟
كنت قد تحدثت في الأمر، شخصيا لا أنتمي لأي تيار، لكنني أود الإشارة إلى أهمية اتخاذ موقف خاص والنضال من أجل قضية المسلمين، من أجل مواجهة كل تلك الضغوط التي يمارسها اليمين المتطرف وتصنيفاته الجاهزة تجاه كل من يخالف أطروحاته، فإن كان مسلما تم وصفه بالسلفي والإخواني، وإن كان فرنسيا يرفض العنصرية يصفونه "بالإسلامويساري".
-
كيف ترى مستقبل الجالية المسلمين في ظل هذه الظروف والتعقيدات المحيطة؟
أعتقد أن الجالية المسلمة في فرنسا بات لها تأثير حقيقي لأنها الأكبر، كما أنها غيّرت النظرة السابقة التي سادت في الثمانينيات وما قبلها، حين كان المسلم لا يشتغل إلا في الحقل أو المصنع، والسيدة المسلمة لا تشتغل سوى خادمة في البيت، ويتقلد المسلمون اليوم مناصب مهمة؛ فمنهم المدير والبروفيسور والرياضي المشهور وغيرها، وهو ما يزعج حقيقة قوى اليمين المتطرف العنصرية.
اليوم حسب ما أعرفه هناك العديد ممن يغادر البلاد نهائيا وهذا أمر مؤسف، وهناك آخرون اختاروا البقاء رغم الصعوبات لأن فرنسا في النهاية بلدهم، هنا وُلد هؤلاء وتربوا، ويؤرقهم سؤال واحد: هل نستطيع العيش وتربية أبنائنا بسلام هنا في فرنسا؟