إذا اشتعلت الحرب بأوكرانيا.. الشرارة الأولى قد تكون في هذين الجيبين الصغيرين

People are seen inside a bus arranged to evacuate local residents, in the rebel-controlled city of Donetsk, Ukraine February 18, 2022. REUTERS/Alexander Ermochenko
عمليات إجلاء واسعة للمدنيين من جيب دونيتسك (رويترز)

لم يحظَ الانفصاليون المدعومون من روسيا في منطقتي لوغانسك ودونيتسك باهتمام يذكر في السابق، لكن مع تأزم الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية أصبحت الأنظار منصبة عليهما، إذ يخشى الكثيرون أن تبدأ الحرب هناك.

وفي تقرير لمراسلها بالمنطقة آندرو إي كرامر تقول "نيويورك تايمز" (New York Times)، إن ما يطلق عليه منذ سنوات جمهورية لوغانسك الشعبية والجيب الأوكراني الآخر المنشق، جمهورية دونيتسك الشعبية كانتا منسيتين إلى حد كبير، ولم تكونا سوى مجرد كيانين سياسيين صغيرين غريبين، تنتهجان داخليا سياسة ستالينية منغلقة على نفسها ولم تكونا تستحقان الكثير من الاهتمام من العالم الخارجي.

لكن كرامر يلاحظ، في تقريره الميداني، أن ذلك قد تغير الآن بعد أن أصبحت الحرب الأكبر في أوروبا منذ عقود قاب قوسين أو أدنى، فقد غدت هاتان البلدتان أحيانًا هما أول ما يخطر على بال أي شخص مهتم بهذا الموضوع.

ومع محاصرة القوات الروسية لأوكرانيا، تحذر الحكومات الغربية من أن موسكو قد تستخدم هاتين الجمهوريتين المدعومتين من روسيا كمرحلة أولى في هجومها المرتقب.

وما يثير قلق الكثيرين هو أن هذه المناطق ستصبح مكانًا لكارثة، سواء كانت مدبرة أو عرضية، ويمكن أن تؤدي إلى عنف أوسع بكثير، إذ قد تصيب قذيفة طائشة، على سبيل المثال، مبنى سكنيا، أو قد يكون هناك هجوم إرهابي على اللاجئين الفارين، ومهما كان الوضع، فسيتم إلقاء اللوم على أوكرانيا، وسيمثل ذلك ذريعة لروسيا لغزو أوكرانيا.

إعلان

وتقول روسيا، على الرغم من الاتهامات المتكررة من الغرب، إنها لا تنوي الغزو وإنما تريد ببساطة تحقيق مصالحها الجيوسياسية المشروعة المحترمة.

ومساء أمس الأحد، أصدر الجيش الأوكراني بيانًا قال فيه إن الانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة لوغانسك أطلقوا نيران المدفعية الثقيلة على عاصمتهم "بهدف إلقاء اللوم على الجيش الأوكراني".

وقال البيان "في غياب أي عمل عدواني من جانب المدافعين الأوكرانيين، يقوم المحتلون أنفسهم بتفجير البنية التحتية في الأراضي المحتلة وإطلاق النار بشكل عشوائي على البلدات". وأفادت وكالات الأنباء الروسية بقصف مدفعي في المنطقة ولكن لم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات.

وفي حين أن مهاجمة شخص ما لإلقاء اللوم على عدو قد تبدو شريرة بشكل لا يتصور، فإنها لن تكون المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك على مدى 8 سنوات من تاريخ هذين الجيبين، حسب المراسل.

ويذكر المراسل أن المحللين يشتبهون في أن العديد من الأحداث العنيفة في تلك المناطق هي "هجمات بعلم مزيف"، مضيفا أن العنف من الداخل من قبل أجهزة الأمن الروسية أو الوكلاء المحليين ظل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الجمهوريتين لسنوات، وفقًا لأجهزة المخابرات الأوكرانية والتصريحات العامة التي أدلى بها رفاق بعض القتلى.

المصدر : نيويورك تايمز

إعلان