موسكو وواشنطن تعلنان إتمام تبادل سجينين والبيت الأبيض ينفي أي وساطة

أعلنت موسكو وواشنطن، اليوم الخميس، تبادل إطلاق سراح نجمة كرة السلة الأميركية بريتني غرينر وتاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت، وقالت وزارتا الخارجية السعودية والإماراتية في بيان مشترك إن وساطة البلدين نجحت لإتمام التبادل، لكن البيت الأبيض نفى وجود أي وساطة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير ردا على سؤال حول دور السعودية، "الدولتان الوحيدتان اللتان تفاوضتا بشأن هذه الصفقة هما الولايات المتحدة وروسيا… لم تكن هناك وساطة".
اقرأ أيضا
list of 3 itemsنيوزويك: يلقب بتاجر الموت.. تعرف على الروسي الذي تعرض واشنطن الإفراج عنه مقابل إطلاق سراح مواطنيْن أميركييْن
واشنطن بوست: تاجر الموت فيكتور بوت.. لماذا تصر روسيا على الإفراج عنه؟
وأضافت جان بيير "نحن ممتنون للإمارات.. لتسهيلها استخدام أراضيها من أجل إجراء التبادل.. ممتنون أيضا لدول أخرى بينها السعودية"، التي أثارت قضية الأميركيين المعتقلين مع الحكومة الروسية.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن بلادها كانت أمام خيارين، إما تأمين الإفراج عن أميركي واحد محتجز أو لا أحد، مشيرة إلى القيام بمحاولات بكل الطرق لضمان الإفراج عن السجين بول ويلان بنفس الوقت دون جدوى.
وشددت جان بيير على أن واشنطن ستواصل العمل لإطلاق سراح بول ويلان، وقالت إن المسؤولين تمكنوا من التواصل معه يوم الجمعة الماضي، كما أكدت أن حزم واشنطن في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا لن يتغير.
أنباء عن وساطة
وقال بيان مشترك لوزارتي الخارجية الإماراتية والسعودية، صدر عقب إعلان صفقة تبادل السجينين، إن الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قادا جهود الوساطة للإفراج عن نجمة كرة السلة الأميركية.
وأضاف البيان أن اللاعبة وصلت إلى أبو ظبي على متن طائرة خاصة قادمة من موسكو بعد إفراج السلطات الروسية عنها، بينما وصل المواطن الروسي فيكتور بوت، وهو تاجر أسلحة سابق، على متن طائرة خاصة أخرى قادما من واشنطن بعد أن أطلقت السلطات الأميركية سراحه.
عملية التبادل
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن واشنطن كانت تمتنع عن التحاور في بداية الأمر.
وفي وقت سابق اليوم، قالت الخارجية الروسية في بيان مقتضب "أتممنا إجراءات تبادل السجينين؛ رجل الأعمال الروسي فيكتور بوت، ولاعبة كرة السلة الأميركية (بريتني غرينر)".
وفور إعلان النبأ، قال الرئيس الأميركي جو بايدن "تحدثت مع بريتني غرينر منذ قليل وهي بأمان وعلى متن الطائرة في طريقها إلى بيتها".
كما ألقى بايدن كلمة في البيت الأبيض عن صفقة تبادل السجناء، قال فيها "عملنا منذ فترة طويلة من أجل هذا اليوم، وتطلب الأمر مفاوضات متعبة".
وأضاف بايدن أن غرينر في حالة معنوية جيدة وهي في "طريقها إلى الوطن"، مؤكدا أنها تعرضت لسوء معاملة ضمن محاكمة صورية في روسيا.
وأكد بايدن أن إعادة الأميركيين إلى وطنهم "ليست خيارا وإنما هي واجب"، وأن إدارته أعادت الكثير من المواطنين الذين اعتقلوا أو اختطفوا، كما تعهد بمواصلة العمل لإعادة جميع الأميركيين المحتجزين تعسفا في الخارج.
وقدم بايدن الشكر لدولة الإمارات على دورها في إتمام عملية المبادلة، وقال إن روسيا تتعامل مع قضية بول ويلان (جندي أميركي مسجون في روسيا) بشكل مغاير ومختلف عن قضية بريتني، متعهدا بالعمل من أجل إعادته إلى الوطن.
أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فقال إن غرينر في طريقها إلى منزلها بعد أشهر من الاعتقال غير المشروع في روسيا، وفق وصفه.

وكان القضاء الروسي قد حكم بالسجن 9 سنوات بحق غرينر في الرابع من أغسطس/آب الماضي لإدانتها بحيازة مخدرات، حيث ندد الرئيس الأميركي بالحكم على الفور وقال إنه سيعمل "بلا كلل" لإعادة غرينر، وبول ويلان؛ جندي مشاة البحرية السابق الذي أوقف في فندق بموسكو، في ديسمبر/كانون الأول 2018، بتهمة امتلاك مواد حساسة.
وبخصوص الإفراج عن ويلان، قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض إن واشنطن ستواصل جهودها من أجل إطلاق سراحه، في حين نقلت قناة "سي إن إن" (CNN) الأميركية عن السجين ويلان قوله إنه يشعر بخيبة أمل لعدم القيام بما يكفي لإطلاق سراحه، مضيفا أنه اعتقل لجريمة "لم تقع".
السجين الروسي
في المقابل، تحتجز الولايات المتحدة رجل الأعمال الروسي فيكتور بوت منذ عام 2010، وهو من أشهر تجار السلاح في العالم وكان ضابطا في سلاح الجو السوفياتي سابقا، وقد صنعت عنه هوليود فيلما بعنوان "تاجر الموت".
وحُكم على بوت بالسجن لمدة 25 عاما بعد إدانته بتهمة تآمر لقتل أميركيين بينهم مسؤولون، وإدانته أيضا بتهمة تسليح متمردين في أفريقيا وأميركا الجنوبية.
وفي الشهر الماضي، قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن بوت تعرّض "للاضطهاد" في الولايات المتحدة، متمنيا له امتلاك "صلابة الإرادة وقوة الروح" كي يتحمل ظروف سجنه.