الناتو يتحدث عن سعي روسيا لتجميد القتال في أوكرانيا.. بوتين: خطر نشوب حرب نووية آخذ في التزايد

Russian President Vladimir Putin holds the annual meeting of the Presidential Council for Civil Society and Human Rights, via video link in Moscow
بوتين: روسيا لن تستخدم السلاح النووي إلا في حالة الدفاع عن نفسها (رويترز)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، إن خطر نشوب حرب نووية آخذ في التزايد، معترفا بأن النزاع في أوكرانيا "طويل الأمد"، في المقابل ذكر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أن موسكو تسعى لتجميد القتال في الأراضي الأوكرانية لفترة قصيرة بهدف تجميع قواتها وتنفيذ هجوم أوسع.

وأوضح الرئيس الروسي أن "التهديد بحرب نووية يتزايد" نظرا للمواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، محملا الأميركيين والأوروبيين مسؤولية ذلك.

وشدد بوتين -خلال اجتماع مع المجلس الروسي للمجتمع المدني وحقوق الإنسان- أن بلاده تعتبر الأسلحة النووية أداة للرد فقط على تعرضها للهجوم، وأضاف أن موسكو لديها أكثر الأسلحة تطورا ولكنها لا تريد التلويح بها وتعتبرها أداة للردع.

نزاع طويل

وأقر بوتين بأن النزاع في أوكرانيا "طويل الأمد" وذلك بعدما دخلت الحرب شهرها العاشر، مضيفا أن نحو 150 ألف عسكري ممن تمت تعبئتهم مؤخرا في روسيا، موجودون في منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ونفى الحاجة لأي عملية تجنيد أو تعبئة إضافية.

وفي وقت سابق، وصفت روسيا ميزانية الدفاع الأميركية بأنها تحمل طابعا صداميا، وقال المتحدث باسم الكرملين (الرئاسة الروسية) ديمتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، إن "الوثيقة التي جرى إقرارها ذات طبيعة تصادمية للغاية فيما يتعلق ببلدنا"، وذلك في إشارة إلى إقرار الكونغرس الأميركي، أمس الثلاثاء، مشروع قانون للمساعدات العسكرية يتضمن تقديم 800 مليون دولار لأوكرانيا.

إعلان

ومن المتوقع أن يقر مجلسا الشيوخ والنواب الأميركيان المشروع هذا الشهر، قبل إرساله للبيت الأبيض ليوقع عليه الرئيس جو بايدن ويصبح قانونا، وهو يتيح زيادة قدرها 500 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عما طلبه بايدن في وقت سابق.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده مستعدة للحديث بشأن تسوية الوضع في أوكرانيا، إذا كان هناك أي مقترح جاد لذلك.

وأضاف لافروف أن الدول الأوروبية أصبحت غير قادرة على حماية مصالحها، وأن موسكو اقترحت توقيع اتفاقية بشأن الأمن الأوروبي، لكن ذلك رفض بشكل غير لائق، وفق تعبيره.

تجميد القتال

في المقابل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، اليوم الأربعاء، في حدث نظمته صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times) البريطانية "ما نراه الآن هو أن روسيا تحاول فرض نوع من تعليق هذه الحرب، لفترة قصيرة على الأقل، حتى تتمكن من إعادة تجميع صفوفها واستردادها وتعافيها ثم محاولة شن هجوم كبير أوسع في الربيع المقبل".

وأضاف الأمين العام للحلف أن أعضاء الناتو يواصلون إمدادهم "غير المسبوق" لأوكرانيا بالأسلحة ودعمها، رغم المخاوف من احتمال نفاد المخزونات الغربية.

وأشار ستولتنبرغ إلى "إضافة أنظمة جديدة لا تقل أهمية عن ضمان عمل الأنظمة أو الأسلحة التي قمنا بتسليمها بالفعل.. هذا يعني أنهم بحاجة إلى كمية كبيرة من الذخيرة وقطع الغيار والصيانة".

وقال ستولتنبرغ إنه لا يملك معلومات عن هجمات مزعومة لمسيّرات أوكرانية على قواعد جوية في روسيا، بعد أن أكد الأميركيون أنهم "لم يسمحوا ولم يشجعوا" على مثل هذه الهجمات.

واعتبر الأمين العام أن شروط الحل السلمي للنزاع "غير متوافرة، لأن روسيا لم تُظهر أي إشارة على التزامها بالمفاوضات التي تحترم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".

معارك واستهداف بالمسيّرات

إعلان

واستقر الوضع على الخطوط الأمامية في أوكرانيا منذ أن استعادت قوات كييف مدينة خيرسون (جنوب) والمناطق المحيطة بها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو الشهر الماضي، بينما تتركز المعارك حاليا حول بلدة باخموت (مقاطعة دونيتسك) التي تحاول روسيا السيطرة عليها.

وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تركز هجومها على باخموت، ونفذت خلال الساعات الماضية 33 ضربة جوية و75 هجوما من أنظمة صاروخية على مواقع القوات الأوكرانية المنتشرة على طول خطوط التماس.

كما قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها نفذت خلال الساعات الماضية 26 غارة على مواقع تمركز القوات الروسية، وأسقطت 17 طائرة مسيّرة روسية في عدد من خطوط التماس.

وأعلن حاكم مدينة سيفاستوبول أن القوات الروسية أسقطت أمس طائرتين مسيّرتين في البحر قرب المدينة الواقعة في شبه جزيرة القرم، كما أعلن حاكم مقاطعة كورسك الروسية المحاذية لأوكرانيا رومان ستاروفويت أن مسيّرة أوكرانية استهدفت مطار مدينة كورسك.

بدوره، قال منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن بلاده لم تر نقلا لصواريخ إيرانية باليستية لاستخدامها في أوكرانيا، ولكنها على علم برغبة روسيا فيها.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان