دبابات وباتريوت إلى الجناح الشرقي للناتو وواشنطن توضح موقفها من هجمات أوكرانيا خارج الحدود
أعلنت واشنطن موقفها من قيام أوكرانيا بعمليات عسكرية بعيدة المدى خارج حدودها، كما كشفت عن صفقة أسلحة جديدة مع أحد حلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -في تصريح للصحفيين- "لم نشجّع ولم نمكّن الأوكرانيين من تنفيذ ضربات داخل روسيا".
وأضاف "المهم هو أن نفهم ما يعانيه الأوكرانيون يوميا جراء العدوان الروسي المستمر"، متّهما روسيا بـ"استخدام الشتاء سلاحا" عبر شن هجمات على بنى تحتية مدنية.
وأكد بلينكن أن الإدارة الأميركية "تحرص على أن يكون بين أيديهم التجهيزات التي يحتاجون إليها للدفاع عن أنفسهم وأرضهم وحريتهم"، في إشارة إلى الأوكرانيين.
ومتحدثا إلى جانب بلينكن عقب محادثات مع نظيريهما الأستراليين، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن واشنطن لا تمنع أوكرانيا من تطوير صواريخ بعيدة المدى بقدراتها الذاتية، مضيفا "نحن لا نعمل على منع أوكرانيا من تطوير قدراتها الذاتية".
لا تسمح ولا تشجع
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إن الولايات المتحدة لا تسمح ولا تشجع أوكرانيا على القيام بعمليات عسكرية خارج حدودها، مؤكدا أن المساعدات الأميركية والدولية لأوكرانيا مخصصة لدعم استقلالها وسيادتها.
وقال برايس "نزوّد أوكرانيا بما تحتاج لاستخدامه على أراضيها ذات السيادة، على التراب الأوكراني، لمواجهة المعتدين الروس"، وفق تعبيره.
وتجنب برايس التعليق على تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) أشار إلى أن الولايات المتحدة عدّلت سرًا منظومات صواريخ "هيمارس" (HIMARS) -التي زودت بها أوكرانيا والتي يعتقد أنها قلبت الموازين في ساحة المعركة- بما يحول دون استهداف أراضي روسيا بها.
ويشدد الرئيس الأميركي جو بايدن على أنه لا يؤيد تزويد أوكرانيا بقدرات صاروخية بعيدة المدى، خوفا من تصعيد قد يقحم الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع روسيا.
وفي الشأن ذاته، قالت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأميركي إن لدى الولايات المتحدة مخزون أسلحة كافيا للاستمرار في مساعدة أوكرانيا.
وأضافت شيرمان -خلال مشاركتها في ندوة بجامعة لويس في إيطاليا- أن أسرع طريق للسلام في أوكرانيا هو أن تسحب روسيا كل قواتها.
وأشارت إلى أن الدعم الغربي لأوكرانيا نجح في مقاومة "الغزو الروسي"، وفق تعبيرها، مؤكدة ضرورة استمرار هذا الدعم.
صفقة أسلحة أميركية مع بولندا
وفي شأن متصل، أعلنت الولايات المتّحدة أنّها وافقت على بيع بولندا 116 دبابة إضافية من طراز "أبرامز" (Abrams) وأسلحة ثقيلة أخرى، في صفقة تبلغ قيمتها الإجمالية 3.75 مليارات دولار، وتأتي بعد أن اشترت وارسو 250 دبابة من هذا الطراز أبريل/نيسان الماضي.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية -في بيان- إن بولندا تريد شراء 116 دبابة أبرامز في نسختها المحدّثة "إم1 إيه1" (M1 A1)، و12 مركبة إنقاذ "هيركوليس إم 88 إيه 2" (M88A2 HERCULES) و8 جسور محمولة للعمليات الهجومية من طراز "إم 1110" (M 1110) قادرة على تمكين الدبابات من عبور الأنهار، ونحو 50 مركبة خفيفة وأسلحة خفيفة وذخائرها.
وحسب البيان، فإن "هذه الصفقة المقترحة ستعزز قدرة بولندا على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية عن طريق تزويدها بقوة ذات مصداقية قادرة على ردع الخصوم والمشاركة في عمليات حلف شمال الأطلسي".
بولندا توافق على عرض ألماني
من جانبها، أعلنت بولندا قبولها العرض الذي طرحته برلين قبل أسبوعين بنصب بطاريات صواريخ باتريوت على أراضيها، وذلك بعد أن كانت الحكومة البولندية رفضت هذا العرض واقترحت على نظيرتها الألمانية إرسال هذه المنظومة الدفاعية إلى أوكرانيا.
وقال وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك -في تغريدة على تويتر- إنّه تحدث أمس الثلاثاء مع نظيرته الألمانية كريستين لامبرخت و"قبلتُ بخيبة أمل قرارها رفض دعم أوكرانيا".
وأضاف "كان من شأن نصب صواريخ باتريوت غربي أوكرانيا أن يعزّز أمن البولنديين والأوكرانيين في آن واحد. من هنا، فإننا نتّخذ قرارات عملية بشأن مكان نصب البطاريات في بولندا وربطها بمنظومة القيادة لدينا".
وكانت ألمانيا عرضت يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على بولندا تزويدها صواريخ باتريوت لنصب هذه البطاريات الأميركية الصنع في مناطقها الشرقية الحدودية مع أوكرانيا.
وجاء العرض الألماني بعد مقتل شخصين في قرية بولندية بالقرب من الحدود الأوكرانية من جراء صاروخ قالت وارسو والناتو إنّ الدفاعات الجوية الأوكرانية أطلقته للتصدّي لقصف جوي روسي.
بيلاروسيا تنقل معدات عسكرية
وفي تطور ميداني لافت، تعتزم بيلاروسيا نقل معدات وقوات عسكرية اليوم الأربعاء وغدا الخميس، في ما قالت إنها تدريبات لمكافحة الإرهاب، وسط مخاوف من أن تشن روسيا هجوما جديدا على أوكرانيا انطلاقا من أراضي حليفتها.
ونقلت وكالة أنباء "بيلتا" الرسمية عن مجلس الأمن في روسيا البيضاء قوله "خلال هذه الفترة، من المقرر نقل معدات عسكرية وأفراد من قوات الأمن الوطني".
وأضاف "سيتم تقييد حركة المواطنين (النقل) على طول بعض الطرق العامة والمناطق، وسيجري التخطيط لاستخدام أسلحة مقلدة لأغراض التدريب".
وقالت بيلاروسيا إنها لن تدخل الحرب في أوكرانيا المجاورة، لكن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو أمر قواته في الماضي بالانتشار مع القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، مشيرا إلى تهديدات
لبيلاروسيا من كييف والغرب.