مواجهات بين الأمن الإيراني وطلاب الجامعات والرئيس السابق خاتمي يؤيد الاحتجاجات
شهدت العديد من الجامعات الإيرانية، اليوم الأربعاء، مواجهات بين طلاب محتجين وقوات الأمن في "يوم الطالب الجامعي" وقد اعتقلت الشرطة عددًا من الطلاب المتظاهرين، في حين أبدى الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي تأييده للاحتجاجات.
وتُحيي إيران اليوم الأربعاء الذكرى الـ70 لأولى إرهاصات ثورتها ضد النظام البهلوي السابق، ودور الجامعات وطلبتها في انتفاضة عام 1953 التي أسست لمرحلة جديدة من تاريخ البلاد الحديث.
ويحلّ "يوم الطالب الجامعي" في إيران هذا العام، بعد مرور أكثر من شهرين على انطلاق الحراك الاحتجاجي على وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما)، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، إثر توقيفها من جانب "شرطة الأخلاق" في طهران بحجة عدم التزامها بارتداء لباس محتشم.
وأغلقت العديد من المتاجر أبوابها، بينما شوهد شباب يخرجون ضمن مسيرات ويهتفون بشعارات احتجاجية في أنحاء البلاد، متحدّين في بعض الأحيان الحضور الأمني الكثيف، بحسب تسجيلات مصوّرة نشرها ناشطون ومجموعات حقوقية على الإنترنت.
وقالت الجمعيات الطلابية في الجامعات الإيرانية إن قوات الأمن اعتقلت 3 طلاب خلال تجمعات احتجاجية مناوئة للنظام الإيراني.
وذكر حساب الجمعيات الطلابية أن مصادمات وقعت بين المحتجين وقوات الأمن الجامعي التي حاولت منع التجمعات في يوم الطالب الجامعي في جامعات عدة بينها جامعات فردوسي وطهران وأمير كبير للتكنولوجيا.
ونشرت قناة "بي بي سي" (BBC) الناطقة بالفارسية تسجيلا يظهر طلابا يحتجون على حضور الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي في جامعة طهران، قبل أن تصدّهم قوات الأمن.
إدانة للاحتجاجات
من جانبه، أشاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالترحيب الذي لاقاه من الطلبة، خلال حضوره لفعاليات يوم الطالب الجامعي في جامعة طهران.
ووجه رئيسي الشكر لمن أسماهم الطلاب أصحاب النظرة الثاقبة الذين لم يسمحوا بتحول أجواء الجامعة إلى "أعمال شغب".
وشدد على أن الحكومة الإيرانية تميز بين الاحتجاج وما وصفه بإثارة الشغب، مشيرا إلى أن حكومته مصممة على سماع أصوات الطلاب المحتجين، وفق تعبيره.
وقال الرئيس الإيراني إن الولايات المتحدة تريد أن تصبح إيران مثل سوريا وأفغانستان وليبيا عبر دعمها لأعمال الشغب (في إشارة إلى الاحتجاجات) لكنها أخطأت في حساباتها.
وفي إطار محاولتها للسيطرة عليها وصفت السلطات الاحتجاجات بأنها "أعمال شغب" تثيرها الولايات المتحدة وحلفاء لها بينها بريطانيا وإسرائيل.
والاثنين الماضي، أعلنت السلطات الإيرانية أن أكثر من 300 شخص قتلوا في الاضطرابات، بينهم العشرات من أفراد قوات الأمن، واعتقلت السلطات آلاف المحتجين من بينهم 40 أجنبيا وممثلون بارزون وصحفيون ومحامون.
وقضت محكمة إيرانية الثلاثاء بإعدام 5 أشخاص شنقا بعدما أدينوا بالتورط في مقتل عنصر من الباسيج خلال الاحتجاجات، في حكم ندد به ناشطون حقوقيون باعتباره وسيلة "لإشاعة الخوف" بهدف إخماد الاحتجاجات. وترفع الأحكام الأخيرة إلى 11 شخصا عدد المحكوم عليهم بالإعدام في إيران على خلفية الاحتجاجات، في إطار ما وصفتها منظمة العفو الدولية بـ"محاكمات صورية".
خاتمي يدعم المحتجين
في المقابل، أكد الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي تأييده للاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 3 أشهر، واصفا شعارها الأبرز "امرأة، حياة، حرية" بـ"الرائع".
وقال خاتمي، في بيان أوردته وكالة "إسنا" الإخبارية، إنه يجب ألا يتم وضع الحرية والأمن في مواجهة بعضهما.
وأضاف يجب ألا يُداس على الحرية من أجل المحافظة على الأمن، وكذلك ينبغي عدم تجاهل الأمن باسم الحرية.
ووصف الرئيس الأسبق البالغ 79 عاما شعار "امرأة، حياة، حرية" (أبرز هتاف يردده المحتجون) بأنه "رسالة رائعة تعكس التحرّك باتّجاه مستقبل أفضل".
وقال خاتمي، المحسوب على التيار الإصلاحي، إن فرض القيود لا يمكن أن يضمن في نهاية المطاف استقرار وأمن الجامعات والمجتمع، داعيا المسؤولين إلى مد يد العون للطلاب والاعتراف بأخطائهم قبل فوات الأوان.
ومُنع خاتمي من الظهور على وسائل الإعلام بعد احتجاجات واسعة أثارتها إعادة انتخاب الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد عام 2009.