مصادر: البيت الأبيض بحث إمكانية عدم التعامل مع وزراء متطرفين بالحكومة الإسرائيلية المقبلة

نقل موقع "أكسيوس" (Axios) الإخباري الأميركي عن مسؤولين أميركيين أن البيت الأبيض بحث إمكانية عدم التعامل مع وزراء متطرفين بالحكومة الإسرائيلية المقبلة، وذلك بعدما اتفق حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو مع حزب يميني متطرف على تشكيل ائتلاف حاكم.

وبحسب المصادر، عقد البيت الأبيض اجتماعا رفيع المستوى الأسبوع الماضي لمناقشة مقاربته تجاه الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وإمكانية عدم التعامل مع بعض وزرائها المتطرفين، كما تمت مناقشة ملفات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وحقوق الإنسان وسيادة القانون التي ستركز عليها الولايات المتحدة في التعامل مع الحكومة الجديدة.

وذكر موقع "أكسيوس" أن السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نيدز حث إدارة الرئيس جو بايدن على اتباع نهج أكثر حذرا ودقة مع الحكومة الإسرائيلية المقبلة، لا سيما أنها ستضم وزراء من اليمين المتطرف مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

وأشار الموقع الأميركي إلى تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس جاء فيه أن صعود تيار الصهيونية الدينية المتطرف كشريك محتمل لنتنياهو في الائتلاف الحكومي "أثار جدلاً حول الآثار المترتبة على ديمقراطية إسرائيل، وقدرتها على إدارة التوترات مع العرب والفلسطينيين، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة ودول أخرى".

وأضاف التقرير أن بن غفير وسموتريتش "يؤيدان علنًا السياسات الرامية إلى تفضيل مواطني إسرائيل اليهود على مواطنيها العرب، وضم الضفة الغربية".

وقالت المصادر إن السفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هرتسوغ ضغط على مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية خلال الأسبوعين الماضيين لعدم التسرع، وتجنب اتخاذ موقف متشدد تجاه الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

اتفاق مع اليمين المتطرف

ويأتي ذلك بعدما أُعلن في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء عن اتفاق حزب الليكود اليميني برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف نتنياهو مع حزب يهودوت هتوراة (التوراة اليهودي المتحد) اليميني المتطرف، مما يمنح نتنياهو السيطرة على 53 مقعدا من مقاعد الكنيست (البرلمان) التي تبلغ إجمالا 120.

وينقص نتنياهو حزب آخر ليكون شريكا في ائتلاف حاكم لتأمين أغلبية برلمانية، إلا أن المهلة المحددة لتشكيل حكومة توشك على الانتهاء.

وذكر حزب يهودوت هتوراة في بيان عن الاتفاق مع الليكود، الذي تم رغم عدم تسوية بعض التفاصيل، أن المحادثات بحاجة إلى التمديد لما بعد مهلة الأحد للتوصل لاتفاق الائتلاف الحاكم.

حكومة نتنياهو القادمة ستغير بيئة الصراع جذريا.

نتنياهو يمنح رئيس "الصهيونية الدينية" سموترتش الحق في تعيين منسق أنشطة إسرائيل في الأراضي المحتلة. والمنسق هو المسؤول عن إدارة السياسة تجاه الفلسطينيين، مما يمنح سموتريتش الفرصة لإمضاء سياساته العدوانية وتفريغ عقده العنصرية.

(1-2)

— د.صالح النعامي (@salehelnaami) December 5, 2022

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إنه بموجب الاتفاق سيحصل يهودوت هتوراة على وزارتي البناء والإسكان، بما فيها سلطة أراضي إسرائيل ووزارة القدس والتراث، وعلى رئاسة لجنتي الداخلية وحماية البيئة في البرلمان.

كما سيحصل الحزب المتطرف أيضا على مناصب نائب وزير في مكتب رئيس الوزراء، ونائب وزير المواصلات، ونائب وزير العمل والشؤون الاجتماعية.

وما زال يتعيّن على نتنياهو الاتفاق مع حزب شاس اليميني الديني، والتفاهم مع أعضاء حزبه الليكود على توزيع الحقائب الوزارية.