موسكو مستعدة لمناقشة "الضمانات الأمنية" مع الغرب وأوكرانيا ترصد تحركات للأسطول الروسي في البحر الأسود

قالت الخارجية الروسية الثلاثاء إن موسكو ستسعى إلى التوصل إلى اتفاق بشأن إنشاء منطقة آمنة حول محطة زاباروجيا النووية، في المقابل أكدت أوكرانيا أنها رصدت تحركات لـ15 سفينة روسية بينها حاملتا صواريخ في البحر الأسود.

وأكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن بلاده مستعدة للعودة لمناقشة الضمانات الأمنية إذا كان الغرب مستعدا لذلك. لكنه أضاف أن روسيا قد تنظر في رفع الحظر الاختياري على نشر صواريخ متوسطة وبعيدة المدى إذا واصل الغرب التصعيد.

في المقابل، أعلن البيان الختامي لاجتماع تيرانا الذي عقد بين رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس وزراء ألبانيا أن تصعيد روسيا ضد أوكرانيا يعرّض الأمن الأوروبي والعالمي للخطر.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت الرئاسة الروسية إن موسكو لا ترى أي آفاق لإجراء مفاوضات مع كييف حاليا.

وصرح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأنه يتفق مع الولايات المتحدة بشأن الحاجة إلى إقرار سلام دائم في أوكرانيا، غير أنه لا يرى فرصة لإجراء مفاوضات في الوقت الحالي.

وردا على تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الاثنين بأن ما يجري في أوكرانيا يجب أن يتوج بسلام عادل، قال المتحدث باسم الكرملين للصحفيين إنه سيتعين أن تحقق روسيا أهداف "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا أولا، قبل إجراء محادثات مع أي شركاء محتملين.

استهداف محطة زاباروجيا

في غضون ذلك، قالت سلطات زاباروجيا الموالية لروسيا إن قصفًا أوكرانيًّا استهدف صباح اليوم الثلاثاء المنطقة الصناعية التابعة لمحطة زاباروجيا للطاقة النووية الواقعة جنوبي أوكرانيا.

وأضافت أنها تعمل في الوقت الراهن على تحديد حجم الأضرار والخسائر.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن قوات بلاده اعترضت خلال الأسبوعين الماضيين 33 قذيفة من العيار الثقيل أطلقتها القوات الأوكرانية على محطة زاباروجيا النووية، وأضاف شويغو أن موسكو تعتبر أن استهداف زاباروجيا يرقى إلى درجة الإرهاب النووي.

وفي الجانب الآخر، نقل مراسل الجزيرة في مقاطعة زاباروجيا عن سلطات المدينة قولها إن شخصين قتلا، وأصيب 4 بينهم طفل، إثر تجدد القصف الروسي على قرى وبلدات عديدة بالمقاطعة؛ كما دمر القصف بعض المنازل وعددا من مرافق البنى التحتية بالمدينة.

وفي السياق، نفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وجود أي حديث عن تخلي بلادها عن سيطرتها على محطة زاباروجيا للطاقة النووية، أو نقلها السيطرة عليها لطرف ثالث.

واعتبرت زاخاروفا -في تصريحات صحفية- أن "المحطة التي تقع على أراضي روسيا وتديرها بالكامل، هي الوحيدة القادرة على ضمان سلامتها المادية والنووية".

زيلينسكي في دونباس

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جبهة إقليم دونباس شرقي أوكرانيا بالصعبة، وذلك خلال زيارة قام بها زيلينسكي للإقليم تفقد خلالها المواقع الأمامية للقتال ضد القوات الروسية.

ونشر زيلينسكي صورا للقائه عددًا من الجنود والضباط، وعبر عن أمله في أن يلتقي الجنود مرة أخرى في مدينتي دونيتسك ولوغانسك، وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها عام 2014.

ضربات متبادلة

ميدانيا، أعلن حاكم مدينة سيفاستوبل أن القوات الروسية أسقطت مسيّرتين في البحر قرب المدينة في شبه جزيرة القرم.

وفي غورلوفكا بمقاطعة دونيتسك، أكدت السلطات المحلية تعرض أحد مصانع المواد الكيميائية لقصف مدفعي أوكراني دون تسجيل إصابات.

في الأثناء، قالت قيادة القوات الجوية الأوكرانية إن مناطق كييف وخيرسون وزاباروجيا وميكولايف تعرضت لقصف روسي بوابل من الصواريخ من البحر الأسود وبحر قزوين، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.

من جانبه، قال أوليكسيه كوليبا رئيس الإدارة الإقليمية العسكرية في كييف إن أحد مواقع البنية التحتية بالعاصمة الأوكرانية أصيب في الضربة الصاروخية الروسية، وأكد أن 40% من منطقة كييف باتت دون كهرباء.

تبادل أسرى

وفي سياق متصل، تبادلت روسيا وأوكرانيا 120 أسيرًا في إطار صفقة جرى إبرامها بين الجانبين.

وفي بيان له، الثلاثاء، قال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني، إن الصفقة الجديدة تضمنت إطلاق سراح 60 أسيرًا من الجنود الأوكرانيين.

وأضاف أن 34 جنديًّا من بين أسرى بلاده، كانوا ممن قاتلوا في مدينة ماريوبول، لافتًا إلى وجود مصابين أيضًا بينهم.

وأشار إلى مواصلة بلاده العمل لاستمرار تبادل الأسرى.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، إطلاق سراح 60 من جنودها نتيجة المباحثات التي أجريت مع الجانب الأوكراني.

وأضافت، في بيان لها، أن الأسرى من الجنود الروس تم نقلهم إلى العاصمة موسكو عبر طائرة تابعة للوزارة.

وفي الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلنت روسيا وأوكرانيا عن صفقة لتبادل الأسرى، تم بموجبها إطلاق سراح 50 جنديًّا روسيًّا ومثلهم من الأوكرانيين.

المصدر : الجزيرة + وكالات