ضربات روسية على أوكرانيا بـ70 صاروخا وتعديل أميركي "سري" في راجمات هيمارس

أطلقت روسيا وابلا جديدا من الصواريخ على مختلف أنحاء أوكرانيا اليوم الاثنين، حيث دوت صفارات الإنذار وهرع السكان للاحتماء بالملاجئ، وفي الأثناء زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جسر القرم الذي دمر جزئيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبثت وسائل الإعلام الروسية مشاهد تظهر بوتين يقود سيارة، وأفادت بأن الرئيس على الجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية.

وتعد هذه أول زيارة لبوتين إلى شبه الجزيرة -التي ضمتها روسيا عام 2014- منذ بدء الحرب في أوكرانيا، وفقا لوسائل الإعلام الروسية.

وقد تضرر جسر القرم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي جراء انفجار قوي اتهمت السلطات الروسية المخابرات الأوكرانية بالوقوف وراءه.

ضربات صاروخية

من ناحية أخرى، دوت صفارات الإنذار اليوم الاثنين في العاصمة كييف وفي مختلف أرجاء أوكرانيا جراء ما وصفها مسؤولون بأنها أحدث موجة من الضربات الصاروخية الروسية منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي.

وأعلنت قيادة القوات الجوية الأوكرانية أنها تمكنت من إسقاط 60 صاروخا من بين أكثر من 70 صاروخا أطلقتها روسيا اليوم على أوكرانيا.

ونقلت وكالة رويترز أن هجمات اليوم أدت إلى مقتل شخصين على الأقل وتدمير منازل في جنوب شرقي البلاد وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وتكدست جموع من الناس للاحتماء في شبكة مترو الأنفاق بالعاصمة الأوكرانية، وسط برودة في حدود 5 درجات تحت الصفر.

وقال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني عندما دوت صفارات الإنذار "لا تتجاهلوا الإنذار".

وقالت الإدارة الإقليمية لكييف إن صواريخ أطلقت باتجاه العاصمة، داعية السكان للبقاء في الملاجئ والأماكن الآمنة.

من جهته، قال كيريلو تيموشينكو نائب مدير المكتب الرئاسي إن صواريخ سقطت على مبان في زاباروجيا بجنوب شرقي البلاد ودمرت عدة منازل وقتلت شخصين، مضيفا أن 3 أشخاص -بينهم طفل- أصيبوا.

وصرح حاكم مقاطعة كييف أوليكسي كوليبا بأن الكهرباء قُطعت عن 40% من المقاطعة جراء الهجمات الروسية.

لكنه أشاد في الوقت نفسه بعمل الدفاعات الجوية الأوكرانية، وقال إنه لم ير حتى الساعة أي "عواقب خطيرة" لهجمات اليوم على المقاطعة.

وكانت أوكرانيا تتوقع هذه الضربات الروسية منذ أيام، وقد جاءت في اليوم الذي كان مقررا أن ينتهي فيه الانقطاع الطارئ للكهرباء بعد إصلاح أضرار سابقة.

وأغرقت الهجمات أجزاء من البلاد مرة أخرى في ظلام دامس.

وفي ردود الفعل، أعربت الولايات المتحدة عن إدانتها أحدث الضربات الصاروخية الروسية، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن هذه الهجمات "تذكير بوحشية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

تعديل الراجمات الأميركية

من ناحية أخرى، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة عدلت سرا راجمات الصواريخ من طراز هيمارس التي قدمتها إلى أوكرانيا.

وأفادت هذه المصادر بأن التعديل جاء للحيلولة دون استخدام هذه الراجمات لإطلاق صواريخ بعيدة المدى على روسيا.

وأوضح المسؤولون الأميركيون أن واشنطن بهذا التعديل تتخذ إجراء احترازيا لمنع توسع الحرب مع موسكو.

في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) بات يشكل "تهديدا خطيرا" لروسيا.

وقال لافروف -في تصريحات أدلى بها اليوم الاثنين- إن مواقف الغرب تخاطر "بصدام مباشر بين القوى النووية ستكون له عواقب وخيمة".

وعبر عن أسفه لرفض الولايات المتحدة إجراء محادثات مع موسكو حول "الاستقرار الإستراتيجي" بشأن مجموعة من القضايا المتعلقة بالأسلحة النووية، وقال إنه من دون محادثات مباشرة بين أكبر قوتين نوويتين في العالم فإن الخطر على الأمن العالمي سيزداد.