عملية "المخلب-السيف".. تركيا تجدد قصف مواقع الوحدات الكردية بشمال سوريا وقلق أميركي "عميق" من استمرارها

أفادت مصادر محلية في سوريا للجزيرة بأن الجيش التركي جدد استهدافه لتمركزات ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية من خلال قواعده المنتشرة في مناطق المعارضة شمال غربي سوريا في إطار عملية "المخلب-السيف" التي أطلقها منذ أسبوعين في الشمال السوري.
وأضافت المصادر أن القصف التركي طال مواقع تلك القوات بمنطقة "شيوخ تحتاني" بمحيط مدينة عين العرب بريف حلب وقرى "صيدا" و"تل طويل" و"تل اللبن" و"الخالدية" والطريق الدولي بريف الحسكة.
كما أفادت مصادر محلية بقيام طائرة مسيرة تركية باستهداف سيارة عسكرية تابعة لما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية في قرية سنجق سعدون شمال الحسكة.
وبثت وسائل إعلام موالية لما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية -التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية- صورا قالت إنها لاحتراق السيارة التي تم استهدافها.
وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلامية كردية عن محمود برخدان عضو القيادة العامة لما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية قوله إنهم بدؤوا بإعداد جدول جديد للبدء بعمليات ملاحقة تنظيم الدولة بالتنسيق والاشتراك مع التحالف الدولي.
وأظهرت صور قيام القوات الأميركية بدورية مشتركة مع ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية. وشوهدت الدورية المكونة من 4 مدرعات أميركية وواحدة تابعة لما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية وهي تغادر قاعدة أميركية في الرميلان بمحافظة الحسكة باتجاه قاعدة أميركية أخرى قرب الحدود العراقية مع سوريا.
وكانت وكالة رويترز قد قالت في وقت سابق إن قوات سوريا الديمقراطية أعلنت تعليق التنسيق والعمليات المشتركة مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بعد القصف التركي.
كما رحب قائد ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بالمواقف الدولية التي وصفها بأنها رافضة للعملية التركية، وأثنى -في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post)- على شراكة قوات سوريا الديمقراطية بالولايات المتحدة في سوريا.
وعبر عن أمله في أن تترجم تلك الشراكة إلى خطوات عملية لإنهاء "هجمات" الجيش التركي وإيجاد حل سياسي عادل للأزمة السورية والقضية الكردية، وفق تعبيره.
موقف أميركي
من ناحية أخرى، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي غريغوري ميكس، وكبير الجمهوريين في اللجنة مايكل ماكول، إن لدى تركيا مخاوف أمنية مشروعة، لكنهما يشعران بقلق عميق من أن الهجمات التركية الأخيرة على ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية قد تعرض جهود مكافحة تنظيم الدولة للخطر.
وحث النائبان -في بيان مشترك بشأن الوضع في شمالي سوريا- الرئيس التركي على الامتناع عن أي عمل من شأنه تقويض قدرة التحالف الدولي على هزيمة تنظيم الدولة أو تهديد حياة المدنيين في سوريا.
لا تراجع
وقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس السبت أن بلاده لن تتراجع إطلاقا عن استكمال إنشاء الشريط الأمني على عمق 30 كيلومترا على طول حدودها الجنوبية.
وقال أردوغان -خلال فعالية في مدينة شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا عند الحدود مع سوريا- إن بلاده لم تعد تركيا القديمة التي يتم تركيعها.
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن للجزيرة إن كل مواقع التنظيمات الكردية في الشمال السوري أهداف مشروعة للقوات التركية سواء كانت قرب الحدود مع تركيا أو بعيدة عنها.
وأضاف قالن أن التنظيمات الكردية تستخدم تحالفها مع الولايات المتحدة لإضفاء الشرعية على وجودها في شمال سوريا.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أعلن أول أمس الجمعة -على هامش مشاركته في "الحوار المتوسطي" بالعاصمة الإيطالية روما- أن بلاده بحاجة لتطهير شمالي سوريا من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي مثلما فعلت مع تنظيم الدولة.
وقال جاويش أوغلو إنه "لا فرق بين التنظيمات الإرهابية في سوريا"، مؤكدا أنها تشكل تهديدا كبيرا، وأن بلاده تأثرت كثيرا بما يحدث في سوريا.
كما قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن العملية العسكرية التركية في سوريا لا تشكل تهديدا لأحد، مؤكدا أن قوات بلاده ستقوم بما يتعين عليها في الزمان والمكان المناسبين.
وصرح أكار -خلال مشاركته في فعالية حزبية أول أمس- بأن "هدفنا الوحيد هو حماية حقوق بلادنا وشعبنا في إطار القواعد القائمة".
عمليات مداهمة
في سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية التركية اليوم الأحد إلقاء القبض على 18 إرهابيا بينهم قيادي في تنظيم الدولة الإسلامية، خلال عمليات مداهمة بمنطقتي جرابلس والباب السوريتين.
وأوضحت الوزارة -في بيان لها- أن العمليات التي جرت في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الجاري بجرابلس والباب أسفرت عن إلقاء القبض على "الإرهابيين"، بما في ذلك ما يسمى بالقائد المالي للتنظيم.
وأشار البيان أن المقبوض عليهم كانوا يقومون بأنشطة مثل الدعاية وتوسيع القاعدة الشعبية للتنظيم وتجنيد الأفراد وجمع المعلومات الاستخبارية.
يشار إلى أن تركيا أطلقت في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عملية "المخلب-السيف" ضد وحدات حماية الشعب الكردية بشمال وشمال شرق سوريا، بعد اتهامها بتدبير التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال بإسطنبول وأوقع 6 قتلى، وهو ما نفاه المسلحون الأكراد.
وشنت القوات التركية ضربات بالطيران والمدفعية على مواقع الوحدات الكردية في أرياف محافظات حلب والحسكة والرقة، وتوعدت بتوسيع ضرباتها لتشمل عملية برية، وهو ما تعارضه كل من الولايات المتحدة وروسيا.