هجوم على كييف بالطائرات المسيرة والناتو يؤيد ضرب أهداف عسكرية داخل روسيا

Police officers examine the wreckage of a downed rocket after Russian missile attacks in Kyiv
الشرطة تتفقد حطام صاروخ روسي أسقط في كييف أمس الخميس (الأناضول)

أعلن حاكم مقاطعة كييف أوليكسي كوليبا أن المنطقة تتعرض لهجوم جديد بالطائرات المسيرة؛ إذ انطلقت صفارات الإنذار في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، ودعت السلطات السكان للتوجه إلى الملاجئ.

وأفادت وكالة رويترز بأن انفجارات عدة سمعت على مسافة 20 كيلومترا جنوب كييف، كما سمع دوي مضادات الطائرات.

وأصدرت سلطات العاصمة نحو الساعة 2 فجرا بالتوقيت المحلي تحذيرا للسكان عبر منصة تليغرام تدعو فيه إلى التوجه للملاجئ.

من جهته، قال عمدة كييف فيتالي كليتشكو إن الدفاعات الأوكرانية أسقطت 7 طائرات مسيرة أطلقها الروس باتجاه العاصمة.

وجاء هذا بعد قصف روسي على المدن الأوكرانية أمس الخميس، وُصف بأنه من أكبر الهجمات الصاروخية منذ بدء الحرب في فبراير/شباط الماضي.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في خطاب مصور مساء الخميس- إن الكهرباء انقطعت في معظم مناطق البلاد بسبب الهجوم، لا سيما العاصمة، وفي أوديسا وخيرسون (جنوبا) وفي لفيف (غربا).

وذكر زيلينسكي أن الدفاعات الأوكرانية تصدت لـ54 صاروخا و11 طائرة مسيرة. وكان مسؤولون قالوا في وقت سابق إن أكثر من 120 صاروخا أطلقت على أوكرانيا في هجوم أمس الخميس.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن البلاد تعرضت لهجوم هو الأعنف منذ أسابيع من جهات مختلفة بصواريخ كروز من الجو والبحر، من طائرات وسفن إستراتيجية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية -في بيان- أن أكثر من 18 مبنى سكنيا و10 منشآت أساسية للبنية التحتية دمرت في الهجمات الأخيرة.

رؤية الاستخبارات الأوكرانية

في غضون ذلك، قال رئيس إدارة الاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية الجنرال كيريلو بودانوف -في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)- إن القتال في ديسمبر/كانون الأول الجاري بين الجيشين الروسي والأوكراني وصل إلى "طريق مسدود".

وأوضح بودانوف أن كلا الجانبين يعاني من نقص في العدد والعتاد، وأن الجيش الأوكراني لا يقوى على هزيمة روسيا بشكل كامل وعلى كل الجبهات في الوقت الحالي، وأن الأمر يعتمد على المساعدات العسكرية التي ستتلقاها أوكرانيا من حلفائها.

وأعلنت هيئة الأركان الأوكرانية صباح اليوم الجمعة أن قواتها واصلت قصف مواقع القوات الروسية في مقاطعة زاباروجيا (جنوبي البلاد)، وقالت إن القصف على منطقة بيرديانسك في المقاطعة أدى إلى مقتل نحو 50 جنديا روسيا.

هجمات "مشروعة"

من ناحية أخرى، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ -في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية- إنه يرى أن الهجمات الأوكرانية الأخيرة على أهداف عسكرية في روسيا مشروعة تماما.

وأضاف ستولتنبرغ أن "لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها، وكذلك أوكرانيا"، مؤكدا أن الهجمات الأوكرانية يجب أن ينظر إليها في سياقها.

وأعلنت روسيا أمس الخميس اعتراض طائرة مسيرة أوكرانية قرب قاعدة إنغلز الجوية الروسية التي تقع بالقرب من مدينة ساراتوف على بعد 730 كيلومترا جنوب شرق موسكو.

وتعد هذه ثالث حادثة من نوعها خلال شهر واحد في محيط هذه القاعدة الروسية المعروف أنها تضمّ قاذفات إستراتيجية وأجهزة مصممة لضرب أهداف عالية الأهمية.

وفي السياق نفسه، نشرت وسائل إعلام روسية أمس الخميس صورا قالت إنها تظهر تصدي الدفاعات الجوية لقصف على مدينة بيلغورود الروسية.

من جهته، طالب الأمين العام للناتو بإرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، وقال "قد يبدو الأمر مفارقة، لكن الدعم العسكري لأوكرانيا هو أسرع طريق للسلام"، وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجب أن يقتنع بأنه لن يحقق هدفه في السيطرة على أوكرانيا.

وصرح ستولتنبرغ بأنه يمكن أن يكون هناك "حل سلمي تفاوضي يضمن سيادة أوكرانيا كدولة ديمقراطية مستقلة".

وعن رأيه في إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ متوسطة المدى، قال ستولتنبرغ إن هناك "حوارا مستمرا بين الحلفاء وأوكرانيا حول أنظمة محددة".

من جهة أخرى، قالت بريطانيا إنها منحت أوكرانيا أكثر من ألف جهاز للكشف عن المعادن و100 من معدات إبطال مفعول القنابل للمساعدة في تطهير حقول الألغام.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس اليوم الجمعة -في بيان- إن "استخدام روسيا الألغام الأرضية واستهداف البنية التحتية المدنية يؤكدان القسوة المروعة في غزو بوتين".

وأضاف "ستساعد هذه الحزمة الأخيرة من الدعم البريطاني أوكرانيا على تطهير الأراضي والمباني بأمان وهي تستعيد أراضيها".

وصرح بن والاس أمس الخميس بأن بريطانيا ستخصص 2.3 مليار جنيه إسترليني (2.77 مليار دولار) مساعدات عسكرية لأوكرانيا في عام 2023، وهو ما يعادل المبلغ الذي قدمته هذا العام.

المصدر : الجزيرة + وكالات