تركيا تواصل عمليتها العسكرية شمالي سوريا وأردوغان يؤكد على استكمال الشريط الأمني على الحدود الجنوبية

الرئيس التركي أكد أن بلاده ستكمل الشريط الأمني الذي تنشئه على حدودها الجنوبية (غيتي)

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستكمل حتما الشريط الأمني الذي تقوم بإنشائه على حدودها الجنوبية، في حين واصلت القوات التركية قصف مواقع خاضعة لسيطرة ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية.

وقال أردوغان حتما سنكمل الشريط الأمني ​​البالغ عمقه 30 كيلومترا، وذلك في كلمة ألقاها -اليوم السبت- خلال مشاركته في حفل افتتاح مجموعة من المشاريع التنموية في ولاية شانلي أورفة (جنوب).

وأشار إلى أن الهجمات، التي يشنها من وصفهم بالإرهابيين من تنظيم حزب العمال الكردستاني "بي كيه كيه" (PKK) ووحدات حماية الشعب الكردية "واي بي جي" (YPG)، لن تتمكن من ثني تركيا عن تحقيق هذا الهدف.

وأوضح أردوغان أن حزب العمال الكردستاني الذي "ترعاه جهات خارج الحدود، يستهدف تركيا في كل فرصة ويقتل مواطنيها دون تمييز بين الأطفال والنساء"، مؤكدا أن عدم معاقبة التنظيمات الإرهابية على  الخسائر الاقتصادية والاجتماعية، التي تسببت بها منذ 40 عاما، شجعها على الظهور من جديد.

من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن التنظيمات الكردية تستخدم تحالفها مع الولايات المتحدة لإضفاء الشرعية على وجودها في شمال سوريا.

وأضاف قالن إن كل مواقع التنظيمات الكردية في الشمال السوري أهداف للقوات التركية سواء كانت قرب الحدود مع تكريا أو بعيدة عنها.

إعلان

في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم السبت، مقتل اثنين من عناصر الحزب الكردستاني ووحدات حماية الشعب، شمالي سوريا.

وأضافت الوزارة أن العنصرين كانا يستعدان لمهاجمة منطقتي غصن الزيتون ونبع السلام.

لا تشكل تهديدا لأحد

من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن العملية العسكرية التركية في سوريا لا تشكل تهديدا لأحد، مؤكدا أن قوات بلاده ستقوم بما يتعين عليها في الزمان والمكان المناسبين.

وصرح أكار -خلال مشاركته في فعالية حزبية أمس الجمعة- بأن "هدفنا الوحيد هو حماية حقوق بلادنا وشعبنا في إطار القواعد القائمة".

وأضاف "لذلك نستعد للقيام بكل ما يجب القيام به، وعندما يحين الزمان والمكان ستقوم القوات المسلحة التركية بما يقع على عاتقها كما فعلت حتى الآن".

ودعا أكار الدول الحليفة لتركيا إلى "قطع علاقتها بالإرهابيين ووقف دعمها والتخلي عنهم". وأضاف أن الجيش التركي قضى على "الممر الإرهابي" شمالي سوريا، وأن أنقرة لن تسمح بوجود مثل هذا الممر.

وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع التركي -عقب لقاء مع المبعوث الأميركي السابق لسوريا جيمس جيفري في أنقرة- إن تركيا حذرت الدول المتحالفة معها من دعم حزب العمال الكردستاني أو حزب الاتحاد الديمقراطي لأي سبب من الأسباب، بما في ذلك ذريعة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف أكار أن الولايات المتحدة طلبت من تركيا إعادة تقييم العملية العسكرية، وأن أنقرة طلبت من واشنطن في المقابل الوفاء بوعودها، وفق تعبيره.

تصريحات جاويش أوغلو

من جهته، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس الجمعة -على هامش مشاركته في "الحوار المتوسطي" بالعاصمة الإيطالية روما- بأن بلاده بحاجة إلى تطهير شمالي سوريا من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي مثلما فعلت مع تنظيم الدولة، حسب تعبيره.

إعلان

وقال جاويش أوغلو إنه "لا فرق بين التنظيمات الإرهابية في سوريا"، مؤكدا أنها تشكل تهديدا كبيرا، وأن بلاده تأثرت كثيرا بما يحدث في سوريا.

وأطلقت تركيا يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عملية "المخلب-السيف" على وحدات حماية الشعب الكردية شمال شرقي سوريا، بعد اتهامها بتدبير التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال بإسطنبول والذي أسفر عن سقوط 6 قتلى، وهو ما نفاه المسلحون الأكراد.

وشنت القوات التركية ضربات بالطيران والمدفعية على مواقع الوحدات الكردية في أرياف محافظات حلب والحسكة والرقة، وتوعدت بتوسيع ضرباتها لتشمل عملية برية، وهو ما عارضته الولايات المتحدة وروسيا.

من جانبه، أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره التركي -الأربعاء الماضي- أن واشنطن "تعارض بشدة أي عملية عسكرية جديدة في سوريا".

كما قال أوستن إن الضربات التركية "هددت بشكل مباشر سلامة الجنود الأميركيين الذين يعملون مع شركاء محليين في سوريا لهزيمة تنظيم الدولة"، وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

التحالف الدولي يستأنف دورياته

وفي السياق، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة استأنف دورياته المعتادة في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد شمالي سوريا بعد أن كان قلصها إثر الضربات الجوية التركية على المنطقة.

وذكرت الوكالة أن دوريتين للتحالف انطلقتا -صباح أمس الجمعة- في اتجاهين مختلفين من قاعدة رميلان (شمال شرقي البلاد) برفقة مقاتلين من ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية التي تتكون بشكل رئيسي من الوحدات الكردية.

وقال مصدر عسكري كردي للوكالة إنه "تم وضع برنامج أسبوعي جديد لاستئناف العمل بشكل طبيعي"، مشيرا إلى أن الدوريات كانت تراجعت من 20 دورية أسبوعيا إلى نحو 5 أو 6 دوريات تقريبا بسبب الضربات التركية.

إعلان
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان