أنقرة تؤكد موقفها من الأزمة السورية: الحل بالقرار الأممي ومكافحة الإرهاب وعودة آمنة للاجئين
قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إنه أكّد خلال اجتماع في موسكو مع نظيريه الروسي والسوري ضرورة حلّ الأزمة السورية وفق القرارات الأممية، وأن هدف بلاده الوحيد هو "مكافحة الإرهاب"، كما شدّد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو -في لقاء آخر- على ضرورة تأمين عودة آمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم.
وبعد عودة أكار إلى أنقرة -أمس الأربعاء- قال "من خلال الجهود التي ستُبذل في الأيام المقبلة، يمكن تقديم مساهمات جادة لإحلال السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة".
اقرأ أيضا
list of 3 itemsرغم تفهمها مخاوف أنقرة.. موسكو تواصل وساطتها لمنع عملية برية تركية شمال سوريا
للمرة الأولى.. محادثات في موسكو بين وزراء دفاع ورؤساء استخبارات روسيا وتركيا وسوريا
وأضاف أنه تم في الاجتماع، الذي استمر قرابة ساعتين وضم وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة الاستخبارات في تركيا وروسيا والنظام السوري، بحث الخطوات التي يمكن اتخاذها لتأمين السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة، وتحويل التطورات فيها إلى مسار إيجابي.
Millî Savunma Bakanı Hulusi Akar; Türkiye, Rusya ve Suriye arasındaki üçlü toplantıya ilişkin, “Toplantıda Suriye ve bölgedeki durumun bir an önce olumlu yönde gelişmesi; sulhun, sükûnun, istikrarın sağlanması için neler yapılabileceğini görüştük.” dedi.https://t.co/2uNIqdZtIC pic.twitter.com/jiA2WqyJwS
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) December 29, 2022
وأوضح أكار أنه شدّد خلال الاجتماع على ضرورة احترام وحدة وسيادة أراضي دول الجوار، وفي مقدمتها: سوريا والعراق، وأن هدف تركيا الوحيد هو مكافحة الإرهاب وتأمين حدودها وشعبها، وتحييد تنظيمي حزب العمال الكردستاني والدولة الإسلامية، اللذين يشكّلان تهديدًا على سوريا كذلك، حسب قوله.
وأضاف أكار أن بلاده تبذل الجهود لوقف تدفق المزيد من الهجرة من سوريا إليها.
وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع التركي إنه أكّد خلال الاجتماع في موسكو ضرورة حل الأزمة السورية بما يشمل جميع الأطراف، وفق القرار الأممي رقم 2254″، وهو القرار الذي تبناه مجلس الأمن في أواخر 2015 وينص على وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، وبدء مفاوضات سياسية، وتشكيل حكومة وحدة في غضون عامين تليها انتخابات.
وقالت مصادر تركية للجزيرة إن وزراء الدفاع الروسي والسوري والتركي اتفقوا على تشكيل لجان مشتركة؛ ستبدأ اجتماعاتها نهاية الشهر المقبل في موسكو، تعقبها اجتماعات في أنقرة ودمشق.
وحسب المصادر ذاتها فإن اجتماع موسكو اتفق أيضا على آلية مشتركة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين بعد توفير الأرضية المناسبة.
كما ناقش اجتماع موسكو تصورا يضع حدا لوجود ما يعرف باسم "قوات سوريا الديمقراطية" شمال سوريا، المشكلة أساسا من وحدات حماية الشعب الكردية، وفتح الطرقات الدولية والسماح للبضائع التركية بالمرور عبر الأراضي السورية.
مكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين
من جهة أخرى، ألقى جاويش أوغلو كلمة -اليوم الخميس- بالعاصمة أنقرة خلال اجتماع "تقييم نهاية العام" الذي يتضمن فعاليات وزارة الخارجية، وقال فيه إن النظام السوري يرغب بعودة السوريين إلى بلادهم، مؤكدًا أنه "من المهم أن يتم ذلك بشكل إيجابي مع ضمان سلامتهم".
وأضاف أن الاجتماع الثلاثي في موسكو تضمن "مباحثات مفيدة"، مشيرًا إلى ضرورة وأهمية التواصل مع النظام السوري لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين، ولضمان عودة آمنة للاجئين.
وعدّ الوزير أن وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا تمثّل خطرًا على أمن بلاده، وأن تهديدها لسوريا أكبر، لكونها تمتلك "أجندة انفصالية".
وفي سياق التواصل مع النظام السوري، قال جاويش أوغلو إن المرحلة التالية في خريطة الطريق هي عقد اجتماع بين وزيري خارجية البلدين، مبينًا أنه لم يتم بعد تحديد التوقيت بشأن ذلك.
ونفى الوزير التركي أن يكون قد تم عقد لقاء مع رأس النظام السوري، موضحًا أنه "لم يتم لقاء مع (بشار) الأسد على مستوى الوزير، ولا على أي مستوى سياسي آخر".
كما أكّد مواصلة بلاده بحزم مكافحة الإرهاب، لافتًا إلى أن الخلافات مع النظام السوري حالت دون تأسيس تعاون بينهما في هذا المجال، ومشيرًا إلى إمكانية العمل المشترك مستقبلًا في حال تشكّلت أرضية مشتركة بهذا الشأن.