وزير الخارجية الإيراني يندد بـ"نفاق" الغرب وإسرائيل تهدد بقصف المواقع النووية

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان -اليوم الأربعاء- إن نافذة المفاوضات النووية ما زالت "مفتوحة" لكنها لن تبقى كذلك إلى الأبد، منتقدا ما أسمه "نفاق" القوى الغربية، بينما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بشن هجوم على مواقع نووية إيرانية في غضون عامين أو ثلاثة.
وجاءت تصريحات عبد اللهيان على هامش زيارته إلى سلطنة عمان التي تعدّ وسيطا إقليميا مهما، في وقت وصلت فيه المفاوضات النووية إلى طريق مسدود، وازدادت التوترات بين إيران وأوروبا والولايات المتحدة.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsقائد الأركان الإسرائيلي: مستعدون لضرب برنامج إيران النووي وأفشلنا مخططها في سوريا
واستقبل سلطان عمان هيثم بن طارق الوزير الإيراني عبد اللهيان في مسقط، وتسلّم منه رسالة من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي "تتعلق بأوجه التعاون القائم بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات في إطار العلاقات الثنائية الطيّبة التي تجمعهما"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء العمانية.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن القضية النووية كانت على رأس قائمة النقاشات.
القضايا العالقة
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أبو الفضل عموئي إن ما تبقى للتوصل لاتفاق في المفاوضات النووية هو قضية واحدة وعدة جمل في صيغة نص الاتفاق.
وأضاف عموئي -في مقابلة نشرتها اليوم وكالة مهر الإيرانية للأنباء- أن مسألة التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تزال عالقة، موضحا أن الطرف المقابل كان ملزما في أحد المقترحات بالمساعدة في تطبيع ملف إيران النووي في الوكالة.
وتابع أن طهران بدأت في المقابل مسارا جديدا من التعاون مع الأمانة العامة للوكالة ومديرها رافائيل غروسي بالتوازي مع المفاوضات معها، مؤكدا أنه تم التعاون بشأن 3 قضايا عالقة مع الوكالة.
وشدد المسؤول البرلماني الإيراني على أن الطرف الأميركي هو من نأى بنفسه عن دفع المفاوضات بشكل أسرع بسبب الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، التي جرت في نوفمر/تشرين الثاني الماضي، ثم بسبب تحليلاته السياسية الخاطئة، حسب تعبيره.
ورأى أن الغرب كان يأمل أن تسهم ما سماها أعمال الشغب بإيران في تحقيق مزايا سياسية أو إضعاف موقف طهران التفاوضي.
وأوضح المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أن بلاده لا تنوي التراجع عن مصالحها في المفاوضات النووية، وأن التوصل لاتفاق لن يكون بعيد المنال إذا تحلى الطرف الأميركي بالواقعية.
وأشار في هذا الإطار إلى أن إيران أعلنت منذ بداية المفاوضات أنه إذا كان الطرف الآخر مستعدا للعودة إلى التزاماته السابقة بموجب اتفاق عام 2015 ورفع العقوبات، فإنها بدورها مستعدة لاتخاذ إجراءات.
والجمعة الماضي، قال عبد اللهيان إنه اتفق مع مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل -خلال اجتماعه معه في الأردن- على اتخاذ خطوات نهائية بشأن الاتفاق النووي، مضيفا أن الباب مفتوح من قبل إيران لإبرام اتفاق في إطار المفاوضات النووية.
ومنذ شهور، تعثرت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة و5 دول أخرى (فرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا) في العاصمة النمساوية فيينا بشأن صفقة إعادة القيود على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد انسحاب بلاده من الاتفاق في مايو/أيار 2018.
تهديد إسرائيلي
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في كلمة للطلاب المتخرجين في سلاح الجو: "في غضون عامين أو ثلاثة أعوام، ربما تجتازون السماء باتجاه الشرق وتشاركون في هجوم على مواقع نووية في إيران".
وكان قائد أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي قد قال في كلمة ألقاها أمس أمام معهد أبحاث الأمن القومي إن قواته حسّنت جاهزيتها لضرب أهداف نووية إيرانية، مؤكدا أن مستوى الاستعداد لعملية في إيران قد تحسن بشكل كبير.
وأوضح كوخافي أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى مؤخرا تدريبين لمحاكاة قصف المفاعلات النووية الإيرانية، وأن معدل عمليات الجيش ضد الوجود الإيراني في المنطقة بلغ خلال هذه السنة عملية واحدة كل أسبوع، مقابل أقل من 7 عمليات في العام خلال السنوات الثلاث السابقة.
وأشارت توقعات المخابرات العسكرية الإسرائيلية لعام 2023 إلى أن إيران "ستواصل المضي في مسار التقدم البطيء الذي تسلكه حاليا" في المجال النووي، بحسب صحيفة "إسرائيل اليوم" يوم الأحد.