مؤتمر بغداد للتعاون بالأردن.. دعم لاستقرار العراق والمنطقة وماكرون يهنئ قطر بتنظيم كأس العالم

دعا قادة مشاركون في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في منطقة البحر الميت بالأردن، اليوم الثلاثاء، إلى دعم الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة، في حين هنأ الرئيس الفرنسي قطر على تنظيمها كأس العالم.
وانتهت أعمال الدورة الثانية للمؤتمر الذي عقد ليوم واحد بدعوة من الملك عبد الله الثاني، وبالتنسيق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وبحضورهما، بإصدار بيان ختامي.
وأكد المشاركون في البيان الختامي على المضي في التعاون مع العراق دعما لأمنه واستقراره وسيادته ومسيرته الديمقراطية وعمليته الدستورية وجهوده لتكريس الحوار سبيلا لحل الخلافات الإقليمية.
كما شدد المشاركون على دعمهم جهود العراق لتحقيق التنمية الشاملة، والعمل على بناء التكامل الاقتصادي، والتعاون معه في قطاعات عديدة تشمل الطاقة والمياه والربط الكهربائي والأمن الغذائي.
وأكد أيضا أن نجاح مشاريع التعاون الإقليمي يتطلب علاقات إقليمية بناءة قائمة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعلى التعاون في تكريس الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب.
وشاركت في المؤتمر 12 دولة، وهي الأردن والعراق المستضيفتان للمؤتمر، وفرنسا الداعية له، وتركيا ومصر والكويت والسعودية والإمارات وقطر وسلطنة عُمان والبحرين وإيران، بالإضافة إلى ممثلين للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وناقش الاجتماع سبل دعم العراق وسيادته وأمنه واستقراره، إلى جانب تطوير آليات التعاون الإقليمي معه بما يعزز الأمن والاستقرار، كما تناول التحديات التي تتعلق بالأمن الغذائي، والأمن الدوائي، وأمن الطاقة في المنطقة والعالم، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية.

استقرار العراق والمنطقة
وفي كلمته بالمؤتمر، شدد الملك الأردني عبد الله الثاني على دور العراق المحوري في المنطقة وفي تقريب وجهات النظر لتعزيز التعاون الإقليمي، قائلا إن انعقاد المؤتمر يؤكد تصميم الجميع على العمل مع العراق من أجل مزيد من الازدهار والتكامل.
وقال الملك الأردني إن قمة البحر الميت فرصة للبناء على مخرجات مؤتمر بغداد الذي انعقد العام الماضي، ويعيد التأكيد على دعم المشاركين لجهود العراق في مواصلة مسيرته نحو التنمية والازدهار وتعزيز أمنه واستقراره واحترام سيادته.
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن بلاده متمسكة ببناء علاقات وثيقة مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين، مضيفا أن العراق يرفض في الوقت ذاته التدخل في شؤونه الداخلية والمساس بسيادته أو الاعتداء على أراضيه.
وطلب السوداني ممن وصفها بالدول الصديقة والشقيقة مساعدة العراق في استعادة أمواله المنهوبة، وقال إن حكومته بدأت حملة لمكافحة الفساد وإنها تعمل على تعزيز فرص الاستثمار الأجنبي في البلاد.
كما قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن السيادة العراقية يجب أن تحترم من قبل دول الجوار، لا سيما إيران وتركيا، وحل الأمر عن طريق الحوار معهما.
وفي كلماتهم بالاجتماع، أكد وزراء خارجية كل من السعودية والبحرين وسلطنة عُمان استمرار دعم بلدانهم سيادة العراق وأمنه واستعادة دوره المحوري في المنطقة.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إن بلاده لن تدخر أي جهد في سبيل دعم استقرار العراق، مضيفا أن المملكة تؤكد رفضها التام لأي اعتداء على أي شبر في العراق.
وأكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي دعم سلطنة عمان للحكومة العراقية بقيادة السوداني، وتقدير السلطنة لمساعي التوصل الى أرضية مشتركة إقليميا ودوليا لتعزيز الشراكات وتبني الحوار البناء من أجل تحقيق تنمية مستدامة.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العراق إلى اتباع مسار آخر بعيد "عن نموذج يملى من الخارج"، في إشارة إلى إيران.
وقال ماكرون إن بلاده تتمسك عبر تاريخها وعملها الدبلوماسي باستقرار المنطقة، وشدد على ضرورة العمل الجماعي لتجاوز الانقسامات، مضيفا أن العراق اليوم مسرح لتأثيرات وتوغلات وزعزعة ترتبط بالمنطقة بأسرها.
وهنأ الرئيس الفرنسي قطر على استضافة كأس العالم، كما هنأ مصر على استضافة المؤتمر العالمي للمناخ.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن الحوار والتعاون بين دول الإقليم ليس خيارا بل هو ضرورة ملحة.
وفي كلمة ألقى أجزاء منها بالعربية، ذكر عبد اللهيان أن استقرار وهدوء إيران يرتبطان باستقرار وأمن المنطقة بأسرها، مشددا على أن سياسة طهران تقوم على تجنب الحرب.
بدوره، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن العراق الديمقراطي والآمن والمزدهر أساسي للمنطقة وأوروبا والعالم أجمع.
وأضاف بوريل أن تعزيز العلاقات مع دول المنطقة أولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، قائلا إن هناك خططا لعقد اجتماع على المستوى الوزاري بين الاتحاد الأوروبي والعراق في النصف الأول من العام المقبل.
كما قال بوريل إن "الطاقة كانت هي دائما النقطة المركزية في علاقات المنطقة مع أوروبا ونحن مصممون بإنهاء اعتماد الاتحاد الأوروبي على الوقود الأحفوري القادم من روسيا، وبينما نتعامل مع أزمة المناخ وأيضا زيادة استقلالية الاتحاد الأوروبي عززنا وكثفنا تعاوننا مع الدول المصدرة للنفط والغاز لضمان إمدادات الغاز والنفط لأوروبا".
وعلى هامش أعمال المؤتمر، التقى بوريل وعبد اللهيان، وتحدثا عن الملف النووي الإيراني، وذلك وسط تدهور للعلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي بسبب هذا الملف وقضية حقوق الإنسان في إيران، بالإضافة إلى الاتهامات الموجهة لطهران بدعم روسيا في حربها على أوكرانيا.
ومن جهته، قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه التقى بوريل في عمّان، وناقش معه العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية وتحقيقات الفساد في البرلمان الأوروبي.
وأضاف وزير الخارجية القطري أنه جرى التركيز على ضرورة احترام إجراءات القضاء وعدم استباق نتائج التحقيقات، وأوضح أنه أكد لبوريل موقف قطر الرافض للتسريبات الإعلامية المضللة التي تزج باسم قطر في المسألة.