يواجه تهديدات من الاتحاد الأوروبي.. إيلون ماسك يثير عاصفة بتعليقه حسابات على تويتر لصحفيين بمحطات إعلامية عالمية

سبّب الملياردير المثير للجدل إيلون ماسك، المالك الجديد لتويتر الذي يؤكد أنه مدافع عن حرية التعبير، عاصفة، اليوم الجمعة، بتعليقه حسابات عدد من الصحفيين الأميركيين على شبكة الرسائل القصيرة، وبات يواجه تهديدات من الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات عليه.
وقالت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية فيرا جوروفا إن "الأنباء عن التعليق التعسفي لحسابات صحفيين على تويتر مقلقة"، مذكرة بأن القانون المتعلق بالخدمات الرقمية الذي يفترض أن يطبق على مجموعات التكنولوجيا العملاقة الصيف المقبل "يفرض احترام حرية الإعلام والحقوق الأساسية".
وأضافت "يجب أن يدرك إيلون ماسك ذلك"، مشيرة إلى أن "هناك خطوطا حمرًا وأن هناك عقوبات قريبا".
وبدوره، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، تيم ماكفي، إن حظر بعض المنصات على الإنترنت، كتويتر، لحسابات مستخدمين أو إيقافها من دون إخطارهم بالأسباب أو إعطائهم حق التظلم أمر غير مقبول، وإن ذلك سيصبح أمرا يستحق العقاب عندما تدخل اللائحة الأوروبية للخدمات الرقمية حيز التنفيذ مطلع العام المقبل.
وحذر مفوض السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي، تيري بريتون، ماسك من أن موقع "تويتر" يتعين عليه أن يمتثل لقواعد الاتحاد الأوروبي أو يخاطر بتعرضه لغرامات أو بوقف العمليات في الاتحاد الأوروبي.
ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الألمانية، في تغريدة اليوم الجمعة، إن "حرية الصحافة يجب ألا يتم تشغيلها وتعليقها حسب الأهواء". وأضافت "لهذا السبب، لدينا مشكلة مع تويتر".
وفي تغريدة أخرى، قال الوزير الفرنسي للتحول الرقمي جان نويل بارو إنه "صدم بالطريقة التي يدفع بها إيلون ماسك تويتر إلى الهوة"، مؤكدا أن "حرية الصحافة هي أساس الديمقراطية، والمساس بأحد الأمرين يعني المساس بالآخر".
وقانون الخدمات الرقمية الأوروبي هو اللائحة التاريخية الأخيرة للتكتل، والتي تحدد مسؤوليات شركات التكنولوجيا والإنترنت، وتدخل حيز التنفيذ بدءا من فبراير/شباط 2024.
ويفرض القانون على الشركات تعديل منصاتها للتعامل مع المحتوى الضار، مثل المعلومات المضللة، وتطبيق بروتوكولات لمنع انتشار المواد الخطيرة، خلال أزمات مثل جائحة "كوفيد19".
ويجب على الشركات أيضا زيادة الشفافية فيما يتعلق بتفاعلات مع المستخدمين وتبسيط الاتفاقيات الخاصة بالمستخدم.
تعليق مؤقت
وعُلّقت حسابات عشرات الصحفيين الأميركيين على تويتر، بينهم عاملون في وسائل إعلام من بينها سي إن إن (دوني أوسوليفان) ونيويورك تايمز (راين ماك) وواشنطن بوست (درو هارويل)، فضلا عن صحفيين مستقلين.
وكان بعضهم كتبوا تغريدات عن قرار اتخذه موقع تويتر الأربعاء بتعليق حساب يرصد تلقائيا رحلات إيلون ماسك على متن طائرته الخاصة.
ولم يذكر "تويتر" سبب تعليق هذه الحسابات أو مدة التعليق، غير أن مالك الشبكة الاجتماعية الذي أثار جدلا مرات عدة، منذ شرائه الشبكة في أكتوبر/تشرين الأول، أصدر بعض الإشارات في سلسلة تغريدات نُشرت مساء الخميس (ليلة الجمعة).
فقد كتب إيلون ماسك على تويتر "الحسابات المتورطة في التشهير ستحصل على تعليق مؤقت مدته 7 أيام"، مشيرا إلى أن هذه القواعد تنطبق "على الصحفيين مثل أي شخص آخر".
وقال ماسك "نشروا مكان وجودي بدقة في الوقت الفعلي والإحداثيات التي تسمح باغتيالي، في انتهاك مباشر (وواضح) لشروط خدمة تويتر".
وتم تعليق حساب "ماستودون"، منافس تويتر، على الشبكة الاجتماعية.
ودانت سي إن إن "التعليق المتسرع وغير المبرر لحسابات عدد من المراسلين"، معتبرة أنه "أمر مزعج لكنه غير مفاجئ".
وأضافت أن "مسألة عدم الاستقرار والتقلبات المتزايدة في تويتر تثير قلقا خاصا لأي شخص يستخدم المنصة"، موضحة أنها "طلبت من تويتر توضيحا"، وقالت "سنعيد تقييم علاقتنا بناء على هذا الرد".
من جهته، قال المتحدث باسم صحيفة نيويورك تايمز، تشارلي ستاتلاندر، "نأمل إعادة حسابات جميع هؤلاء الصحفيين، وأن يقدم موقع تويتر تفسيرا مرضيا".
مطارد مجنون
وفي بداية هذه القصة كتب إيلون ماسك الأربعاء أن "مطاردا مجنونا" تعقب سيارته في لوس أنجلوس بينما كان مع طفله، كما ذكر أنه تم تعقب طائرته الخاصة أيضا، وأعلن في هذه التغريدة أنه سيقاضي الشخص الذي يقف وراء حساب "إيلون-غيت" المعلق الآن.
وقد أنشأ هذا الحساب طالب يتابعه نحو نصف مليون شخص، وكان هذا الحساب يستخدم بيانات عامة للإشارة بشكل تلقائي إلى زمن ومكان إقلاع وهبوط طائرة رئيس "سبايس-إكس" و"تسلا".
وفي وقت لاحق، نشر موقع تويتر تغريدة أكد فيها منع معظم التغريدات التي تكشف موقع أي شخص في الوقت الفعلي.
وعندما تولى ماسك رئاسة تويتر، وعد بألا يمس بموقع "إيلون-غيت"، بيد أن الملياردير ومنذ شرائه المنصة مقابل 44 مليار دولار، أطلق رسائل متضاربة حول ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به.
وأعاد المدافع المتحمس عن "حرية تعبير كبيرة" -ما دامت الملاحظات تحترم القانون- الحسابات التي كانت محظورة سابقًا من قبل الشبكة الاجتماعية، بما في ذلك حساب دونالد ترامب.
لكنه علق أيضا رسالة كاني ويست بعد نشر عدة رسائل اعتبرت معادية للسامية، ورفض عودة منصة اليميني المتطرف أليكس جونز المؤمن بنظرية المؤامرة.