بمشاركة عمال المطارات والسكك الحديدية.. موجة من الإضرابات النقابية تواصل ضرب القطاعات الحيوية في بريطانيا

دخل المئات من عمال الخدمات الأرضية في مطار هيثرو بالعاصمة لندن اليوم الجمعة في إضراب عن العمل للمطالبة بزيادة أجورهم قبل أن يقوموا بوقفه في وقت لاحق، مما تسبب في حدوث اضطراب متزايد بحركة السفر والنقل في عموم بريطانية في ظل موجة طقس شديد البرودة.
وقد أظهرت تقديرات مجموعة من خبراء الاقتصاد أن البلاد تشهد حاليا أكبر عدد من الإضرابات منذ عهد رئيسة الوزراء الراحلة مارغريت ثاتشر التي تولت السلطة بين عام 1979 و1990، وفق وكالة "بلومبيرغ" (Bloomberg) للأنباء.
ويضم المشاركون في الإضرابات المطالبة بزيادة الأجور في مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة، عمال السكة الحديدية وأطقم التمريض وسائقي سيارات الإسعاف وموظفي توصيل البريد وسائقي الحافلات وموظفي الحكومة.
وقد استأنف اليوم نحو 40 ألفا من سائقي وعمال القطارات في عموم البلاد إضرابهم، للمطالبة بزيادة أجورهم وتحسين ظروف عملهم.
كما تشهد أجزاء في جنوب وغرب العاصمة لندن إضرابا جزئيا لسائقي حافلات النقل العام؛ في حين يضرب عمال في إدارة الطرق السريعة بمدن أخرى في شمال إنجلترا.
ونفذت أطقم التمريض في عموم البلاد أمس إضرابا وصف بأنه الأكبر في تاريخ هيئة الصحة الوطنية منذ إنشائها قبل نحو 7 عقود.
وأضرب الممرضون في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية، في حين قرر الاتحاد النقابي في أسكتلندا إلغاء مشاركته في الإضراب بعد مفاوضات ناجحة مع الحكومة الإقليمية.
وقد وصل معدل التضخم في المملكة المتحدة، في أحدث قراءة إلى 10.7%، وفي حين أن معظم الخلافات في هذا الشأن تواصلت على مدار شهور، تعتزم النقابات العمالية تنظيم جولة مكثفة من الإضرابات في الفترة التي تسبق عيد الميلاد (الكريسماس).
وتوقعت شركة "كابيتال إيكونومكس" (Capital Economics) خسارة نحو 1.5 مليون يوم عمل جراء الإضرابات خلال ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهو أعلى معدل منذ يوليو/تموز 1989.
وأظهرت التقديرات أن أكثر من نصف ساعات العمل الضائعة سوف تأتي من العاملين في البريد الملكي.
وقال مكتب الإحصاء الوطني إن 417 ألف يوم عمل أهدرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في معدل هو الأعلى منذ 2011، إلا أن الأرقام لا تزال أقل بشكل كبير مقارنة بسبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان يتم تسجيل أرقام مرتفعة بفقدان ملايين عدة من أيام العمل.