"المخلب-السيف".. موسكو ترحب بمقترح أردوغان عقد قمة ثلاثية وحديث عن "ضوء أخضر" روسي إلى تركيا لشن عملية برية

Russia's President Vladimir Putin and Turkey's President Erdogan meet on the sidelines CICA summit in Astana
بوتين (يمين) وأردوغان خلال لقائهما على هامش قمة آستانا بكازاخستان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي (رويترز)

رحبت الخارجية الروسية اليوم الجمعة بالمبادرة التي طرحها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن عقد قمة ثلاثية بمشاركة كل من روسيا وتركيا وسوريا لتسريع المسار الدبلوماسي بين أنقرة ودمشق، بينما أكدت أنها لا تتفق مع تركيا على كل المسائل المتعلقة بعملية "المخلب-السيف" شمالي سوريا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، ردا على سؤال حول موقف روسيا من اقتراح الرئيس التركي، "نرحب دائما بالقضايا المتعلقة بتطبيع العلاقات بين الدول المجاورة ذات السيادة".

وأضاف "من الضروري معرفة رأي دمشق في هذه المبادرة، بيد أن مثل هذا الموقف الذي أبدته تركيا لا يمكننا سوى الترحيب به"، مشيرا إلى أن رد فعل سوريا على هذه المبادرة غير معلوم حتى الآن، لكن وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء قالت إن موسكو على اتصال بمسؤولين في سوريا بهذا الشأن.

رؤية إيجابية

وكان الرئيس أردوغان قد اقترح أمس الخميس على نظيره الروسي فلاديمير بوتين تأسيس آلية ثلاثية مع سوريا، وقال -في تصريحات لصحفيين رافقوه خلال زيارته إلى تركمانستان- إنه عرض المقترح على بوتين الذي أبدى رؤية إيجابية بشأنه.

وأوضح أن المقترح التركي ينص على اجتماع بين أجهزة مخابرات الدول الثلاث أولا، يتبعه لقاء على مستوى وزراء الدفاع ثم الخارجية، ثم قمة على مستوى القادة.

كما أكد الرئيس التركي أن "اتفاقية سوتشي" و"مسار آستانا" ينصان على أن الممر الآمن لتركيا على الحدود الجنوبية مع سوريا يمتد إلى عمق 30 كيلومترا، مشيرا إلى أن قوات التحالف الدولي في سوريا تقوم بدعم وحدات "حماية الشعب" الكردية، داعيا جميع الأطراف -وفي مقدمتها أميركا- إلى قطع الدعم عن هذه المنظمة التي وصفها بأنها إرهابية.

وكان أردوغان قد أكد في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن علاقات بلاده مع سوريا "يمكن أن تعود إلى نصابها في المرحلة القادمة مثلما جرى مع مصر، فليست هناك خصومة دائمة في السياسة".

موافقة روسية

من ناحية أخرى، نقلت وسائل إعلام كردية عن إلهام أحمد، الرئيسة التنفيذية المشتركة لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" (الذراع السياسية لما يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية")، قولها إن لديها معلومات بثتها وسائل إعلام تفيد بحصول الرئيس التركي على الضوء الأخضر من بوتين لشنّ عملية عسكرية ضد مناطق ما تعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" شمال شرقي سوريا، لكنها لم تتلق تأكيدات بهذا الشأن من موسكو.

وقالت إلهام أحمد إن "مجلس سوريا الديمقراطية" ينظر بعين الشك إلى التقارب التركي مع النظام السوري إذا ما حصل هذا، قبل أن تحل قضية "الشعب الكردي"، على حد وصفها، وإن توسيع حلف شمال الأطلسي (ناتو) يجب ألا يكون على حساب ما تعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية".

في سياق آخر، أفادت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري بأن قوات روسية وأخرى تابعة للجيش التركي سيّرت أمس الخميس دورية عسكرية مشتركة في عدة قرى خاضعة لسيطرة قوات "سوريا الديمقراطية" شمالي الحسكة، وذلك في إطار "اتفاقية سوتشي" التي تم التوصل إليها في مارس/آذار 2020.

كما أعلنت وزارة الدفاع التركية تحييد 3 ممن وصفتهم بـ"إرهابيي" تنظيم "سوريا الديمقراطية" شمالي سوريا.

كما أفادت مصادر محلية للجزيرة بأن مواقع قوات "سوريا الديمقراطية" في محيط بلدة عين عيسى وطريق (إم فور) بشمال الرقة تعرضت لقصف من مدفعية الجيش التركي.

وقال المجلس العسكري في منبج، التابع لقوات "سوريا الديمقراطية" الذي تقوده وتهمين عليه وحدات "حماية الشعب" الكردية، إن الجيش التركي استهدف قرية توخار كبير بريف حلب الشرقي بقذائف الهاون، مما تسبب بأضرار مادية.

وقد أطلقت تركيا في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عملية "المخلب-السيف" ضد وحدات "حماية الشعب" (العمود الفقري لقوات "سوريا الديمقراطية") بشمال وشمال شرقي سوريا، بعد اتهامها وحزب العمال الكردستاني بتدبير تفجير في شارع الاستقلال بإسطنبول أسفر عن 6 قتلى، وهو ما نفاه المسلحون الأكراد.

المصدر : الجزيرة + وكالات