بايدن قد يوافق على تزويد كييف بصواريخ باتريوت وقوات بريطانية شاركت في "عمليات خطيرة" داخل أوكرانيا

بينما تشتد المعارك بين الروس والأوكرانيين في دونيتسك وخيرسون، كشف جنرال بريطاني عن مشاركة فريق من مشاة البحرية لبلاده في عمليات سرية ذات خطورة سياسية وعسكرية عالية في الداخل الأوكراني.
في سياق مواز، أفادت شبكة "سي إن إن" (CNN) نقلا عن مسؤولين أميركيين بأن واشنطن تضع اللمسات الأخيرة على خطط لتزويد أوكرانيا بصواريخ باتريوت، متوقعين أن يوافق الرئيس الأميركي جو بايدن على مقترح وزير الدفاع لإرسالها.
وفي حين تعهد أصدقاء كييف بدعمها بأكثر من مليار دولار في فصل الشتاء، قررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إرسال فريق لتأمين المحطات النووية في أوكرانيا.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الروس قصفوا مقاطعة خيرسون في الساعات الماضية نحو 80 مرة؛ مما تسبب بانقطاعات في التيار الكهربائي والمياه والاتصالات.
وفي مدينة دونيتسك شرقي أوكرانيا، أفادت السلطات الموالية لروسيا بأن 3 مدنيين قتلوا ظهر اليوم الثلاثاء في قصف أوكراني على إحدى البلدات جنوبي دونيتسك.
وكانت السلطات قد أعلنت أن القصف الأوكراني في الساعات الماضية أسفر عن مقتل 5 مدنيين آخرين.
وقالت سلطات دونيتسك إنها سجلت سقوط أكثر من 195 صاروخا، أطلقت من الجانب الأوكراني، واستهدفت مباني سكنية وسوقا تجارية، إضافة إلى موقف للحافلات العمومية في المدينة.
وأعلن حاكم دونيتسك الموالي لروسيا دينيس بوشيلين أن قواتهم تسيطر الآن على أكثر من 50% من المقاطعة، وأنها تسعى لاستكمال السيطرة عليها.
وضع صعب
ورغم حديث بوشلين عن السيطرة على نصف مساحة مقاطعة دونيتسك، فإنه أقرّ بأن الوضع صعب على طول خط التماس في مدينة ليمان بشمال دونيتسك، وأن القوات الأوكرانية تشنّ هجمات معاكسة هناك.
وفي مدينة مارينكا، نقلت وكالة "تاس" الروسية عن مسؤول موال لموسكو أن قواتهم حاصرت المدينة، وأن قتالا عنيفا يدور في شوارعها.
في المقابل، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها صدّت هجوما روسيا على مدينة مارينكا.
وأضافت أن روسيا تواصل محاولاتها للتقدم والسيطرة على مدينتي باخموت وأفدييفكا، وهما مدينتان مهمتان في مقاطعة دونيتسك.
وفي شأن متصل، نقلت "التايمز" (Times) عن جنرال بريطاني قوله إن مشاة البحرية شاركوا في عمليات سرية بأوكرانيا "ذات خطورة سياسية وعسكرية عالية".
ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال اليوم الثلاثاء أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وافقت على إرسال فرق دائمة إلى محطات البلاد النووية بما فيها زاباروجيا الخاضعة للسيطرة الروسية.
وشكّلت المواقع الذرية الأوكرانية مصدر قلق رئيسا على مدى أشهر النزاع العشرة، إذ شهد محيط عدد من المنشآت، بما فيها تشرنوبل، هجمات عززت المخاوف من إمكانية وقوع كارثة نووية.
وكانت الوكالة الدولية نشرت بالفعل فرقا في زاباروجيا حيث سيطرت القوات الروسية على المحطة وأعلنت ضمّ المنطقة إلى روسيا.
وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن "المحطة ما زالت في وضع خطير جدا".
وأضاف "بدأنا النظر في سبل لتعميق هذه الحماية، وقبل كل شيء التوصل إلى اتفاق سيشمل الجانب الروسي، طبعا، لحماية المحطة"، في إشارة إلى زاباروجيا.
مقترح ورفض
وفي التطورات السياسية، رفضت موسكو اقتراح الرئيس الأوكراني لإحلال السلام، ولفت المتحدث باسم الكرملين إلى أنه ينبغي لأوكرانيا أن تأخذ في الاعتبار الحقائق التي استجدّت على الأرض.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قدم مقترحا إلى زعماء دول مجموعة السبع، بعقد قمة سلام عالمية في فصل الشتاء مخصصة لإحلال السلام في بلده.
وتركز القمة المقترحة على تنفيذ خطة سلام من 10 نقاط، وضعتها كييف، وتتضمن التأكيد على أن تسحب روسيا قواتها بالكامل من أوكرانيا، وألا تقدم كييف أي تنازلات.
أموال للشتاء
ومن باريس تعهد المشاركون في مؤتمر للتضامن مع أوكرانيا بتقديم أكثر من مليار يورو لكييف، كدعم مالي وعيني خلال فصل الشتاء الجاري.
وكشفت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا عن وضع آلية جديدة سُميت "آلية باريس"، لتنظيم وتنسيق الدعم الدولي والمساعدات لأوكرانيا.
وقد شاركت في أعمال المؤتمر 46 دولة و24 منظمة دولية، من بينها الأمم المتحدة.
وأعلنت كولونا أن باريس ستدعم كييف بنحو 150 مليون يورو في الأشهر المقبلة لمساعدتها على تخطي فصل الشتاء في ظل المصاعب التي يواجهها قطاع الطاقة.
وأضافت وزيرة الخارجية الفرنسية أن مجموع وعود المساعدات التي أعلنت في مؤتمر دعم أوكرانيا الذي عقد أمس في باريس تجاوز المليار يورو.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن أوكرانيا تواجه تحدّيا جديدا يتمثل في استهداف بناها التحتية من قبل الجيش الروسي.