الجهاد الإسلامي تنعى اثنين من أبرز قادتها الميدانيين.. شهيدان برصاص قوات الاحتلال إثر اقتحامها مخيم جنين

جماهير غفيرة في جنين شيعت جثماني الشهيدين السعدي والزبيدي صباح اليوم (الفرنسية)

استشهد شابان فلسطينيان وأصيب ثالث خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس مدينة ومخيم جنين شمالي الضفة الغربية، كما اعتقلت 10 آخرين خلال عمليات دهم شملت مدنا وقرى فلسطينية عدة، وقد نعت حركة الجهاد الإسلامي الشهيدين، وقالت إنهما من أبرز قادتها الميدانيين، وتوعدت بالرد.

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات الاحتلال اقتحمت مدن جنين والخليل والقدس ورام الله ونابلس، ودهمت منازل عدة، ودخلت في مواجهات واشتباكات عنيفة مع فلسطينيين، مضيفا أن قوات الاحتلال اقتادت جميع المعتقلين إلى مراكز للتحقيق معهم بتهمة مقاومة الاحتلال.

من جهته قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته اعتقلت خلال الليلة الماضية مطلوبين فلسطينيين من أنحاء الضفة الغربية بينهم 3 يشتبه في ضلوعهم في تنفيذ عملية ضد إسرائيل.

ونشر الجيش الإسرائيلي عبر حسابه على تويتر مشاهد من عملية اعتقالهم التي تخللتها اشتباكات نتج عنها استشهاد اثنين من الفلسطينيين.

من ناحيتها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن الشابين "محمد أيمن السعدي (26 عاما) ونعيم جمال الزبيدي (27 عاما) استشهدا برصاص الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم خلال عدوانه على مخيم جنين".

وقد نعت حركة الجهاد الإسلامي وذراعها المسلحة "سرايا القدس" الشهيدين، وقالت إنهما من أبرز قادتها الميدانيين، مؤكدة أنهما استشهدا خلال تصديهما الاقتحام الإسرائيلي للمخيم.

وشددت الحركة على أن جريمة قتلهما لن تمر دون رد، وأنها لن تكسر إرادة المقاومة في مقارعة الاحتلال.

ونقلت الوكالة الألمانية عن مصادر أن السعدي هو قائد كتيبة جنين المسلحة، وتم استهدافه خلال اشتباكات بعد أن نشر الجيش الإسرائيلي قناصة على أسطح عدد من المنازل والبنايات.

وقالت مصادر محلية لوكالة الأناضول إن "قوة إسرائيلية اقتحمت مدينة ومخيم جنين وحاصرت منزلا، مما أدى لاندلاع اشتباك مع مسلحين فلسطينيين"، وأضاف الشهود أن الاشتباك استمر نحو ساعة ونصف الساعة.

وشيعت جماهير غفيرة في جنين جثماني الشهيدين السعدي والزبيدي، في موكب جاب شوارع مخيم ومدينة جنين بمشاركة عشرات المقاومين والمسلحين، وسط التكبيرات والنداءات التي تمجد الشهداء وتفتخر بتضحياتهم، والهتافات الداعية إلى الثأر لدمائهم وتصعيد المقاومة ضد الاحتلال.

وسجي جثمانا الشهيدين وسط مخيم جنين، حيث أقيمت الصلاة عليهما وألقيت نظرة الوداع الأخير عليهما قبل مواراتهما الثرى في مقبرة الشهداء بالمخيم.

وأعلنت حركة التحرير الفلسطيني (فتح) والقوى الوطنية والإسلامية في جنين اليوم الخميس الإضراب الشامل "حدادا على روحي الشهيدين، وتنديدا بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا"، كما دعت التجار وأصحاب المحال التجارية والمؤسسات إلى الالتزام بالإضراب.

وباستشهاد الشابين اليوم ارتفع إلى 8 عدد الشهداء الفلسطينيين خلال أقل من يومين وسط اقتحامات متكررة للأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كان استشهد أمس الأربعاء الفلسطيني محمد توفيق بدارنة بعد إصابته بالرصاص الحي في بلدة يعبد بجنين.

ترحيب إسرائيلي

من جانبه، رحب رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية يائير لبيد بالعملية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين، وقال إنها استمرار لسياسة إسرائيل في محاربة ما وصفه بالإرهاب دون هوادة.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن العملية التي قامت بها في مخيم جنين جاءت بناء على معلومات مسبقة تفيد بالتخطيط لهجوم كبير ونوعي من قبل المقاتلين الفلسطينيين.

ورفع الجيش الإسرائيلي اليوم حالة التأهب في صفوف قواته بالضفة الغربية تحسبا من تصعيد الوضع إثر استشهاد عنصرين كبيرين من الجهاد الإسلامي على يد قواته، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية.

اقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين فجر اليوم
اقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين فجر اليوم أسفر عن استشهاد اثنين واعتقال نحو 10 آخرين (الجزيرة)

تحذير فلسطيني

من ناحيته، حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم الخميس من "التبعات الخطيرة للجرائم التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها بحق أبناء شعبنا"، مطالبا دول العالم بالتدخل العاجل لوقفها.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) اليوم عن اشتية قوله إن "جنود الاحتلال يستمرئون قتل أبنائنا، بشهوة القتل، لمضاعفة آلامنا ونزف جراحنا ووجع معاناتنا، في تصعيد يعكس وعيد الجناة من أحفاد العصابات الصهيونية الذين يحاولون إعادة إنتاج جرائمهم البشعة بحق أهلنا عام 1948، مستفيدين من غياب المساءلة والعقاب، في ظل سياسة دولية قائمة
على المعايير المزدوجة".

ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ أشهر تنفيذ عمليات في شمالي الضفة الغربية، تتركز في مدينتي نابلس وجنين، بدعوى ملاحقة مطلوبين.

وعادة ما تندلع مواجهات وتبادل إطلاق للنار في كل عملية ضمن غضب من استمرار اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين على الشعب الفلسطيني.​​​​​​​

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، فإن حصيلة الشهداء الفلسطينيين ارتفعت منذ مطلع العام الجاري إلى 210، منهم 158 في الضفة الغربية و52 في قطاع غزة.

المصدر : الجزيرة + الأناضول