موقف حازم من المفوضية الأوروبية بشأن سفينة مهاجرين عالقة في البحر المتوسط
دعت المفوضية الأوروبية اليوم الأربعاء إلى "الإنزال الفوري" لـ234 مهاجرا من جنسيات مختلفة من على متن سفينة إغاثة عالقة في البحر الأبيض المتوسط، وترفض كل من إيطاليا وفرنسا استقبالها.
وقالت المفوضية الأوروبية -في بيان- إنه يتعين إنزال هؤلاء المهاجرين غير النظاميين الموجودين على متن السفينة "أوشن فايكينغ" التابعة للمنظمة غير الحكومية "إس أو إس ميديتيرانيه" في الميناء الأقرب لهم.
وأضافت أن الوضع على متن السفينة بلغ مستوى حساسا ويحتاج إلى حل عاجل لتجنب مأساة إنسانية، مشيرة إلى أن الواجب القانوني بإنقاذ الأرواح في البحر واضح مهما كانت الظروف التي دفعت هؤلاء المهاجرين للمخاطرة بحياتهم في البحر.
كما دعت المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء إلى العمل بشكل مشترك لإيجاد استجابة مشتركة لهذا الوضع. وبالتزامن، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إيطاليا والاتحاد الأوروبي إلى عدم تغليب الاعتبارات السياسية على محنة المهاجرين.
والسفينة "أوشن فايكينغ" -التي تحمل مهاجرين بينهم أفارقة وعرب- عالقة قبالة السواحل الإيطالية، وهي آخر سفينة إنسانية من بين 4 سفن ظل بعضها عالقا في البحر المتوسط عدة أسابيع، وأثارت القضية توترا بين فرنسا وإيطاليا.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس -عن منظمة "أطباء بلا حدود"- أنه بسبب حالة اليأس قفز سوريان من إحدى السفن الأربع، ولحق بهما ثالث لإنقاذهما.
سياسة إيطاليا
وفي حين تراجعت إيطاليا عن موقفها وسمحت بنزول عشرات المهاجرين من على متن السفن الثلاث التابعة لمنظمات إغاثة -بينها "أطباء بلا حدود"، رفضت فرنسا نداء لاستقبال السفينة الرابعة الأخيرة، ونددت بما سمته سلوك إيطاليا المخالف لقانون البحار والتضامن الأوروبي.
في هذه الأثناء، دافعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اليوم الأربعاء عن سياسة حكومتها المتشددة تجاه الهجرة غير النظامية، وقالت إن تلك السفن تحمل مهاجرين لا ناجين.
وأضافت ميلوني أن الناخبين الذين صوتوا لها في سبتمبر/أيلول الماضي طلبوا منها حماية حدود إيطاليا، وشددت على ضرورة وقف ما وصفتها "بالهجرة غير الشرعية" لتجنب الوفيات، ومحاربة المتاجرين بالبشر.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني -في مقابلة نشرت اليوم الأربعاء- إن النهج الجديد المتشدد لبلاده إزاء الهجرة رسالة لحث الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي على لعب دورها.