ماكرون: السيسي تعهد بالحفاظ على صحة علاء عبد الفتاح
أصدرت الرئاسة المصرية بيانا حول لقاء السيسي وماكرون، لكن البيان لم يتطرق لأي تصريحات تتعلق بمناقشة قضية علاء عبد الفتاح

شرم الشيخ – كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن نظيره المصري عبد الفتاح السيسي تعهد بالحفاظ على صحة الناشط علاء عبد الفتاح المسجون منذ عام 2014، وأعلنت عائلته إضرابه عن الطعام والشراب منذ يومين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لماكرون عقده على هامش قمة المناخ في مدينة شرم الشيخ المصرية عقب لقائه بالسيسي مساء أمس الاثنين.
وقال ماكرون خلال المؤتمر الصحفي إنه تحدث مع السيسي بشأن عدد من الحالات الفردية التي تعد حساسة وفي وضع هش، بينها حالة علاء عبد الفتاح الذي توقف بشكل كلي عن الطعام والشراب، وفقا لما نقلته شبكة "بي إف إم" (B F M) التلفزيونية الفرنسية.
وأضاف الرئيس الفرنسي: أقول هذا بحذر شديد، لكنني آمل أن تتيح الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة إمكانية الحصول على نتائج، مؤكدا أنه حصل على تعهد من الرئيس المصري بالحفاظ على صحة علاء عبد الفتاح.
وفي السياق ذاته، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون طلب من السيسي بشكل صريح الإفراج عن علاء عبد الفتاح، حسب المصدر ذاته.
من جهتها، أصدرت الرئاسة المصرية بيانا حول لقاء السيسي وماكرون، لكن البيان لم يتطرق لأي تصريحات تتعلق بمناقشة قضية علاء عبد الفتاح.
وصعّد عبد الفتاح أول أمس الأحد إضرابه عن الطعام الذي بدأه قبل 7 أشهر، إذ امتنع عن شرب المياه تزامنا مع انطلاق مؤتمر المناخ "كوب 27" (COP 27) في مصر، بحسب ما أفادت شقيقته سناء عبد الفتاح.
ومنذ إعلانه الإضراب الكلي عن الطعام والماء تصاعدت المطالب الحقوقية بشأن عبد الفتاح وبالتزامن مع مؤتمر المناخ.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الثلاثاء إن حياة علاء عبد الفتاح المضرب عن الطعام في السجن في خطر كبير، وجدد دعوة مصر للإفراج عنه على الفور.
وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان -في مؤتمر صحفي في جنيف- "عبد الفتاح في خطر كبير، إضرابه عن الطعام يعرض حياته لخطر شديد"، مضيفة أن تورك تحدث شخصيا إلى السلطات المصرية يوم الجمعة الماضي وحثها على الإفراج عنه.
من جانبها، حذرت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار القاهرة -خلال مؤتمر صحفي أول أمس الأحد- من أنه "لم يعد هناك الكثير من الوقت، 72 ساعة على الأكثر لإطلاق سراحه، إذا لم تفعل (السلطات المصرية) ذلك فإن موته سيكون في كل مناقشات مؤتمر كوب 27".
أولوية بريطانية
وفي رسالة وجهها إلى سناء شقيقة علاء عبد الفتاح سبق أن أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن علاء "يظل أولوية للحكومة البريطانية باعتباره مدافعا عن حقوق الإنسان ومواطنا بريطانيا".
ووصلت سناء سيف إلى شرم الشيخ بصفتها مواطنة بريطانية، للمشاركة في الضغط من أجل إطلاق سراح شقيقها، وذلك بعدما نظمت لأيام اعتصاما مفتوحا أمام مقر الحكومة البريطانية في لندن.
والأسبوع الماضي، حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن القاهرة على إطلاق سراح سجناء سياسيين، وفي اتصال هاتفي مع نظيره المصري سامح شكري أكد بلينكن أن التعاون بين القاهرة وواشنطن "تعزز من خلال التقدم الملموس في مجال حقوق الإنسان"، حسب بيان للخارجية الأميركية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس الأربعاء الماضي إن الولايات المتحدة تتابع عن كثب قضية عبد الفتاح، مضيفا للصحافة "كررنا للحكومة المصرية مخاوفنا بشأن هذه القضية وحيال ظروف احتجازه".
وقبل انطلاق القمة وجه 15 من الحائزين على جائزة نوبل رسالة مفتوحة تدعو الحكومات والمجموعات البيئية والشركات إلى الضغط لمطالبة الحكومة المصرية بالإفراج عن آلاف المعتقلين السياسيين قبل وأثناء مؤتمر المناخ العالمي.
كما أطلقت 12 منظمة حقوقية مصرية عريضة إلكترونية لجمع تواقيع أكبر عدد من المتضامنين من أجل الضغط لفتح الفضاء المدني وإطلاق سراح كل المحتجزين تعسفيا في البلاد.
يذكر أن علاء عبد الفتاح هو أحد أبرز نشطاء ثورة يناير/كانون الثاني 2011، وحكم عام 2014 بالسجن 5 سنوات إثر إدانته بالتجمهر والمشاركة في احتجاج غير مرخص، كما أوقف عام 2019 وحكم بالسجن 5 سنوات جديدة بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة.
وحصل عبد الفتاح على الجنسية البريطانية في وقت سابق من العام الجاري باعتبار أن والدته مواطنة بريطانية.