بينهم العديد من الرضع والنساء.. مناشدات للسلطات الإيطالية السماح برسو 4 سفن تقل مئات المهاجرين

دعت منظمات خيرية إلى وجوب السماح للأطفال الذين يتم إنقاذهم في المتوسط بالنزول في ميناء آمن، في ظل تصاعد الخلاف مع إيطاليا بشأن وصول عدد متزايد من المهاجرين.

وتنتظر 4 سفن إنسانية تقل مهاجرين الحصول على إذن للرسو بشكل آمن في إيطاليا، في ظل تدهور الظروف في البحر جراء سوء الأحوال الجوية.

وقالت هيرميون بوشمان من منظمة "ميشن لافلاين" التي تشغل سفينة الإنقاذ "رايز أباف" لوكالة الصحافة الفرنسية "لدينا العديد من الرضع على متن السفينة، إضافة إلى نساء مع أطفالهن. نحتاج بشكل عاجل لتخصيص ميناء لنا" من أجل الرسو.

وتعهدت الحكومة الإيطالية الجديدة اليمينية المتشددة التي تولت السلطة الشهر الماضي بتنفيذ حملة أمنية ضد قوارب المهاجرين التي تنطلق من شمال أفريقيا باتجاه أوروبا.

وتحمل سفينة "رايز أباف" الألمانية التي أنقذت 95 شخصا في 3 عمليات الخميس 42 قاصرا بينهم 8 رضع، لا تتجاوز أعمار أصغرهم 7 و10 أشهر.

وأفاد قائد المهمة كليمينس ليدوا بأن "الوضع سيواصل التدهور نتيجة الضغط النفسي الهائل على الأشخاص الذين على متن السفينة".

وتقل السفن الأربع وهي "رايز أباف" و"هيومانيتي 1″ و"أوشن فايكينغ" و"جيو بارنتس" بالمجمل أكثر من ألف شخص أُنقذوا في المتوسط.

وأعلنت إيطاليا الجمعة أنها ستسمح لسفينة "هيومانيتي 1" التابعة للمنظمة غير الحكومية الألمانية "إس أو إس هيومانيتي" بالرسو في مياهها الإقليمية حتى يتمكن الأطباء من إجراء فحوص للركاب.

A medical evacuation of a woman whose pregnancy is at high risk had to be performed on #OceanViking.
Her husband, their 7 y/o daughter & 2 y/o son are still on the ship. Our team can only try to console them.

The 459 remaining survivors must disembark in a Place of Safety now. pic.twitter.com/jgAPBryvEK

— SOS MEDITERRANEE (@SOSMedIntl) September 2, 2022

إجراء "غير قانوني"

وأفاد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاجاني بأن بلاده ستستقبل القصّر والحوامل أو النساء اللواتي وصلن بصحبة أطفال، لكن سيتعيّن على السفينة بعد ذلك "إبعاد" باقي المهاجرين من المياه الإقليمية الإيطالية.

وتواجه إيطاليا ضغوطا متزايدة للسماح للسفن الإنسانية بالرسو؛ فقد بعثت ألمانيا مذكرة دبلوماسية إلى إيطاليا الخميس تطلب فيها من حكومتها توفير المساعدة على وجه السرعة.

لكن لوكاس كالدينهوف من "إس أو إس هيومانيتي" ذكر أن المنظمة لم تتلق أي اتصال من أي نوع كان من السلطات الإيطالية" بشأن الفحوص الطبية ولم يخصص لها أي ميناء للرسو.

ودخلت "هيومانيتي 1" المياه الإيطالية خلال الليل.

وقال كالدينهوف لوكالة الصحافة الفرنسية إن "أكثر من 100 من الأشخاص الـ179 على متن السفينة قصّر، وبينهم رضيع في شهره السابع".

بدورها، لفتت مسؤولة الدعم في المنظمة ميركا شافر في بيان إلى أن قرار الحكومة استقبال بعض الأشخاص فقط هو "بلا شك (إجراء) غير قانوني".

وأوضحت أن "الناجين فروا من ليبيا حيث تعرضوا إلى انتهاكات لحقوق الإنسان مثل التعذيب. إنهم كلاجئين، في وضع هش بكل وضوح، وتبدو الصدمة النفسية جلية على بعضهم".

وأضافت "يجب السماح لمن تم إنقاذهم بالوصول إلى البر فورا حيث يمكن ضمان حصولهم على الرعاية الطبية والنفسية وحيث يمكنهم ممارسة حقهم في التقدم بطلب للحصول على حماية دولية".

وذكرت بوشمان أن السفينة كانت قبالة كاتانيا في صقلية السبت إلى جانب "رايز أباف" التي تبحث أيضا عن ميناء للرسو.

وأكدت أن المركب البالغ طوله 25 مترا "صغير ومخصص للاستجابة السريعة، وليس معدا للانتظار فترات طويلة".

وتنقل السفينة عادة الأشخاص الذين يتم إنقاذهم إلى مراكب أكبر تابعة لمنظمات خيرية، لكن لم تكن هناك مساحة كافية لاستقبال هؤلاء.

وقال مصور على متن "أوشن فايكينغ" التابعة لـ"إس أو إس ميديتيرانيه" (SOS Mediterranee) لوكالة الصحافة الفرنسية إن الظروف في البحر "تزداد سوءا ونتوقع هطول المزيد من الأمطار".

وأضاف أن "أولئك على متن المركب ليسوا في حال جيدة؛ إذ إنهم يعانون من دوار البحر، بما في ذلك الأطفال"، مؤكدا وجود 57 قاصرا من بين المهاجرين البالغ عددهم 234.

ومن جهتها، ذكرت "جيو بارنتس" التابعة لأطباء بلا حدود والتي تقل حاليا 572 شخصا تم إنقاذهم، أنها دخلت أيضا المياه الإيطالية وتبحث عن ميناء بعد حصولها على إذن من السلطات.

وقال مسؤول المهمة ماتياس جيل "ننتظر منذ أكثر من 10 أيام ميناء آمنا للرسو".