روسيا لم تقرر بشأن تمديد اتفاق الحبوب ولا مؤشرات على "القنبلة القذرة" في أوكرانيا

Cargo ship Despina V, carrying Ukrainian grain, is seen in the Black Sea off Kilyos near Istanbul
سفن شحن تنقل حبوبا أوكرانية في مياه البحر الأسود بالقرب من إسطنبول (رويترز)

قالت روسيا اليوم الخميس إنها لم تحدد موقفها بشأن إمكانية تمديد اتفاق الحبوب الذي ينتهي العمل به قريبا، وذلك في وقت استؤنفت فيه عمليات شحن المنتجات الزراعية بصورة طبيعية من موانئ أوكرانيا، في حين قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها لم تعثر على أدلة تؤيد اتهام موسكو سلطات كييف بتصنيع "القنبلة القذرة".

وبعد أيام من تعليق مشاركتها في اتفاق الحبوب الذي تم توقيعه برعاية تركية وأممية في يوليو/تموز الماضي في إسطنبول، عادت روسيا للمشاركة في الاتفاق؛ مما سمح بانطلاق العديد من السفن من الموانئ الأوكرانية.

وأعلنت وزارة البنى التحتية الأوكرانية أن 7 سفن خرجت اليوم الخميس من الموانئ الأوكرانية وعلى متنها 290 ألف طن من المنتجات الزراعية.

ونشرت الوزارة مقطع فيديو يظهر عملية التصدير من الموانئ، وأوضحت أن أوكرانيا سيّرت منذ الأول من أغسطس/آب الماضي 430 سفينة محملة بـ10 ملايين طن من المواد الغذائية الأوكرانية.

وكانت روسيا بررت تعليق مشاركتها في الاتفاق بشن أوكرانيا هجوما بطائرات وقوارب مسيرة على الأسطول الروسي في القرم عبر المسار نفسه الذي تسلكه السفن المحملة بالحبوب، في حين اتهمتها كييف باستخدام "ذريعة كاذبة" للانسحاب من الاتفاق الذي يفترض تجديده في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

إعلان

وطالبت موسكو بضمانات مكتوبة من كييف، وأكدت أنها حصلت عليها بالفعل، ومع ذلك لوّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانسحاب مرة أخرى إذا تم خرق الضمانات.

وقال الكرملين اليوم الخميس إن استئناف روسيا العمل باتفاق الحبوب لا يعني أنه مُدد تلقائيا، ويجب تقييم النتائج قبل اتخاذ القرار.

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغَي لافروف إن موسكو تشعر بالارتياح حيال توقيع القيادة الأوكرانية على ضمانات لعدم تكرار استهداف المسارات الإنسانية لأغراض عسكرية، وفق تعبيره.

أما وزير الدفاع التركي خلوصي أكار -الذي تشارك بلاده في تطبيق اتفاق الحبوب- فقال إن الأوكرانيين قدموا ضمانات شفهية ومكتوبة لاستمرار الاتفاق، مضيفا أن كييف تعهدت بمراعاة بنود الاتفاقات التي تم التوصل إليها.

وبينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا وأوكرانيا لتمديد الاتفاق، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الخميس -خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع في مونستر (غربي ألمانيا)- إن دول المجموعة (أميركا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وكندا واليابان) لن تسمح لروسيا "بتجويع" الأوكرانيين هذا الشتاء.

القنبلة "القذرة"

على صعيد آخر، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الخميس أنها لم تجد أي مؤشرات تدل على أنشطة نووية غير معلنة في 3 مواقع في أوكرانيا خلال عمليات تفتيش أجرتها بناء على طلب كييف بعد اتهامات روسية لها بتطوير "قنبلة قذرة".

وأضافت الوكالة أن مفتشيها تمكنوا من الوصول إلى المواقع المعنية دون عوائق.

وقال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي -في بيان- إن الوكالة ستنشر في أقرب وقت تقريرها المتعلق بنتائج العينات التي جمعها مفتشوها في المواقع الثلاثة، وبينها معهد الأبحاث النووية في كييف.

وكانت روسيا اتهمت أوكرانيا بالإعداد لاستخدام "قنابل قذرة" ضد قواتها الروس، ولكن كييف وحلفاءها الغربيين رأوا أن الاتهامات الروسية ربما تكون ذريعة لتبرير استخدام أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا.

إعلان

وتتكون القنبلة الإشعاعيّة أو "القنبلة القذرة" من متفجرات تقليدية محاطة بمواد مشعة معدّة للانتشار في الهواء وقت الانفجار.

Traces of war in Ukrainian city of Kherson
جنديان أوكرانيان يعبران جسرا في مقاطعة خيرسون (الأناضول)

التطورات العسكرية

وفي التطورات الميدانية، قال المجلس الإقليمي في خيرسون (جنوب) إن القوات الروسية أزالت علمها عن المبنى الحكومي الرئيسي في المدينة، كما أزالت نقاط تفتيش في مناطق أخرى بالمقاطعة. وأشارت مصادر محلية إلى أن عدد القوات الروسية في المدينة انخفض في الآونة الأخيرة.

وقالت القوات الأوكرانية إنها استهدفت آليات عسكرية روسية قرب جسر أنتونوف بمدينة خيرسون أثناء نقلها إلى ضفة نهر دنيبرو الجنوبية.

وكانت السلطات الموالية لروسيا أكدت إجلاء عشرات الآلاف من سكان خيرسون تحسبا لهجوم قد تشنه القوات الأوكرانية لاستعادة المدينة التي سقطت بيد الروس في بداية الحرب التي اندلعت في 24 فبراير/شباط الماضي.

وفي مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس (شرق)، قالت السلطات المحلية الموالية لروسيا إن 3 مدنيين قتلوا وجرح آخرون نتيجة قصف أوكراني على مناطق مختلفة.

من جانبه، قال القائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني اليوم الخميس إن القوات الأوكرانية دمرت 278 طائرة حربية روسية خلال 8 أشهر من القتال، موضحا أن ذلك يتجاوز مثلي عدد الطائرات الحربية التي خسرها الاتحاد السوفياتي خلال احتلاله أفغانستان بين عامي 1979 و1989، على حد قوله.

وتقول أوكرانيا إن 74 ألف جندي روسي قتلوا خلال الأشهر الثمانية الماضية. في حين قال وزير الدفاع الروسي في سبتمبر/أيلول إن 61 ألف جندي أوكراني لقوا مصرعهم.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان