مجلس الأمن يرفض طلبا لروسيا وزيلينسكي يعلق على شروط بوتين لاستئناف تصدير الحبوب

United Nations Security Council Meets Over Situation In Ukraine
روسيا والصين صوتتا فقط لصالح مشروع القرار الذي قدمته موسكو (الفرنسية-أرشيف)

رفض مجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، مشروع قرار قدمته روسيا للتحقيق فيما أسمته عدم التزام واشنطن وكييف باتفاقية الأسلحة البيولوجية، في حين علّق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على إعلان موسكو استئناف اتفاقية تصدير الحبوب.

وأخفقت روسيا في إقناع مجلس الأمن بإجراء تحقيق رسمي في اتهامها للولايات المتحدة وأوكرانيا بتطوير برامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، وهو ادعاء تنفيه واشنطن وكييف.

ولم تحصل موسكو على موافقة الأصوات التسعة المطلوبة من هيئة الأمم المتحدة المؤلفة من 15 عضوا على مشروع القرار.

وصوتت روسيا والصين فقط لصالح مشروع القرار، في حين صوتت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضده، وامتنعت الدول الـ 10 المتبقية عن التصويت.

وكان مجلس الأمن عقد في مارس/آذار الماضي جلسة طارئة بطلب من روسيا لبحث ملف الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا، وذلك بعدما اتهمت موسكو كلا من كييف وواشنطن بتصنيع أسلحة بيولوجية لنشر أمراض فتاكة عن طريق الحيوانات، وهو ما نفته الولايات المتحدة وأوكرانيا.

وتتهم روسيا حكومة كييف بأنها تدير بالتعاون مع واشنطن مختبرات في أوكرانيا بهدف إنتاج أسلحة بيولوجية، وطلبت موسكو من الإدارة الأميركية أن تفسر للعالم سبب دعمها لما تصفه بأنه برنامج بيولوجي عسكري في أوكرانيا، يشمل مسببات لأمراض فتاكة مثل الطاعون والجمرة الخبيثة عن طريق الطيور المهاجرة بين أوكرانيا وروسيا.

وسبق لروسيا أن اتهمت في 2018 الولايات المتحدة بأنها أجرت سرًّا تجارب بيولوجية بمختبر في جورجيا، وهي على غرار أوكرانيا جمهورية سوفياتية سابقة تسعى للانضمام إلى كل من حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي.

وفي السياق، اعتبرت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن روسيا أصبحت معزولة في المنظمة الدولية وقد أدينت لما قامت به في أوكرانيا.

وأضافت غرينفيلد في مقابلة مع الجزيرة أن الأمم المتحدة ردت بقوة على الحرب الروسية على أوكرانيا.

وتشن روسيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي حربا على جارتها أوكرانيا تحت مبرر نزع الأسلحة التي تشكل تهديدا للأمن الروسي، وتحضير كييف لشن هجوم على قوات الانفصاليين الذين تدعمهم موسكو في الشرق.

تصدير الحبوب وتعليقات بوتين

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو ستستأنف العمل باتفاقية الحبوب التي ينتهي مفعولها في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مضيفة أنه بفضل الأمم المتحدة وتركيا، تمكنت روسيا من الحصول على ضمانات مكتوبة من الجانب الأوكراني.

وكانت موسكو قد علّقت السبت مشاركتها في اتفاقية الحبوب بعد اتهامها لكييف بتنفيذ هجوم بمسيّرات على أسطولها المتمركز في خليج سيباستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها منذ 2014.

وأوضح الكرملين أن موسكو اشترطت للعودة لاتفاقية الحبوب، السماح بمرور منتجاتها، ووقف استخدام كييف الممر الآمن لأهداف عسكرية.

من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده تحتفظ بالحق في الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب، في حال انتهكت أوكرانيا الضمانات.

وأضاف بوتين أن موسكو طالبت كييف بتقديم ضمانات بأنها لن تكرر الهجمات في البحر الأسود، موضحا أنه في حال انسحاب بلاده من الاتفاقية، فإنها لن تمنع تصدير الحبوب من أوكرانيا إلى تركيا في المستقبل.

Russian President Vladimir Putin (R) and his Turkish counterpart Tayyip Erdogan shake hands during a news conference following their talks in Sochi, Russia September 17, 2018. Alexander Zemlianichenko/Pool via REUTERS
أردوغان (يسار) أعلن أنه اتفق مع بوتين على أن الحبوب ستذهب إلى أفريقيا أولا (رويترز)

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن أنه اتفق مع بوتين على أن الحبوب ستذهب إلى أفريقيا والبلدان الأقل نموا أولا.

وكانت وزارة البنى التحتية الأوكرانية قالت إنه خلال اليومين الماضيين، عبرت 15 سفينة محملة بالحبوب الأوكرانية ممر البحر الأسود، كما عادت سفينتان فارغتان إلى الموانئ الأوكرانية لتحميل الحبوب.

وأشارت الوزارة الأوكرانية إلى مغادرة 3 سفن أمس، محملة بـ85 ألف طن من المنتجات الزراعية، بينما استقبلت الموانئ الأوكرانية سفينتين للتحميل.

وأضافت الوزارة أن جهود تركيا والأمم المتحدة أسفرت عن زيادة عدد مجموعات التفتيش في مضيق البوسفور التركي إلى 10 مجموعات، لتسريع عمليات تفتيش السفن القادمة والمغادرة في إطار اتفاقية الحبوب.

زيلينسكي شكر نظيره التركي لمساهمته في "الحفاظ" على اتفاق تصدير الحبوب (رويترز)

تعليق لزيلينسكي وواشنطن ترحب

وفي الشأن ذاته، رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأربعاء باستمرار اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود "المهم للعالم بأسره"، وذلك بعد أن وافقت موسكو على استئناف مشاركتها في الاتفاق الدولي المبرم في يوليو/تموز الماضي.

وقال زيلينسكي في خطابه اليومي الذي ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي "حققنا اليوم نتيجة دبلوماسية مهمة لبلدنا وللعالم بأسره: تنفيذ مبادرة تصدير الحبوب (الأوكرانية) سيستمر".

كما أشاد بـ"الكفاءة" و"النهج المنصف" الذي عملت به الأمم المتحدة وتركيا، الوسيطان في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، لإيجاد حلّ مع موسكو، إلا أنه اعتبر أن طلب روسيا ضمانات "يظهر فشل العدوان الروسي ومدى قوتنا عندما نظل متحدين"، وفق تعبيره.

من جهتها، رحبت الولايات المتحدة الأربعاء بعودة روسيا إلى الاتفاق، وحثّت موسكو على تمديده في وقت لاحق من هذا الشهر.

وأشاد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، لكنه قال إنه من المهم "ألا تعود الصفقة إلى سابق عهدها فحسب، بل أن تمدد كذلك في وقت لاحق من هذا الشهر".

وأضاف في تصريح للصحفيين "سيؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى مزيد من القدرة على التنبؤ والاستقرار في هذه السوق، والأهم من ذلك، الضغط لخفض الأسعار" في سوق الغذاء العالمية.

قتال عنيف في باخموت

ميدانيا، تحدثت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع للتلفزيون الأوكراني الأربعاء عن قتال عنيف في باخموت وسوليدار في منطقة دونباس شرقي البلاد، مشيرة إلى صد "عشرات الهجمات" في يوم واحد.

ووفقا لهيئة الأركان العامة الأوكرانية، واصلت روسيا قصف البنية التحتية في عدة مناطق من البلاد بالصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.

وفي منطقة خاركيف شرقا، أعلنت كييف إصابة خمس نساء ورجلين بجروح، كما تضررت ستة مبان ومتجر بنيران المدفعية.

المصدر : الجزيرة + وكالات