مخبأة فوق سطح عيادة طبية.. صدمة بتونس عقب العثور عن جثث 5 أجنة

عمّت حالة من الصدمة والحزن منصات التواصل الاجتماعي بتونس خلال الساعات الماضية، وذلك عقب العثور على جثث 5 أجنة مدفونة داخل أصيص فوق سطح عيادة طبية.
وتشير تفاصيل الموضوع -وفقا لما نشرته مواقع إخبارية محلية-إلى أنه وخلال وقوع أحداث شغب عقب مباراة جمعت النادي الرياضي البنزرتي بالترجي الرياضي، مساء أمس الأربعاء، في مدينة بنزرت (شمال) قامت مجموعة من الشبان بإلقاء أصيص من فوق سطح إحدى البنايات على عناصر الأمن الذين لاحقوهم.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsضحايا الانتهاكات في تونس يأملون تحقيق العدالة ومحاسبة الجناة
وكشف تحطّم الآنية الفخارية المخصصة لزراعة النباتات عن وجود جثث 5 أجنة غير مكتملة النمو.
وأوضحت الروايات المنشورة -والتي نقلتها أيضا إذاعات تونسية صباح اليوم- أن سطح البناية يعود لعيادة طبية مغلقة، مشيرة إلى أن هذه الأجنة تعود إلى سيدات قمن بعملية الإجهاض بطريقة غير قانونية.
وانتشر على مواقع التواصل مقطع فيديو يوثق العثور على الأجنة غير المكتملة (تمتنع الجزيرة نت عن نشر الفيديو لما فيه من مشاهد صادمة) حيث بدت الأجنة متناثرة على الإسفلت وحولها أجزاء من الأصيص التي دفنت فيه.
وتعالت أصوات الشبان الذين وجدوا الأجنة، وخيّمت مشاعر الصدمة عليهم، حيث بدأ أحدهم بالعدّ، وتحدث آخر عن ضرورة وضعهم في كيس بلاستيكي، ووصف ثالث حالة الأجنة.
استهجان وصدمة
واستهجن رواد مواقع التواصل في تونس المشاهد المؤلمة، معتبرين أن ما يحدث أزمة أخلاقية بالأساس، وأنّ من قاموا بهذا الأمر وحوش وليسوا بشرا.
وقالت إحدى المتابعات للحادثة إنها ومنذ سماعها بالأمر وهي مبهورة بعجائب الأقدار وحكمة الله، وفسرت الأمر قائلة: قابلة كرة قدم تنتهي وتعقبها أعمال شغب وكر وفر بين الشرطة وعدد من الشبان، الشبان يهربون من الملاحقة ويصعدون فوق سطح عمارة ويرمون أصص النباتات على عناصر الأمن، لتنكسر وتظهر منها 5 جثث لأجنة في مراحل حمل مختلفة.
وتابعت: سبحان من يقول للشيء كن فيكون، سبحان ربي الذي شاء أن يكشف حق تلك الأرواح البريئة ويكشف هذه الجريمة لحكمة لا يعلمها سواه.
في المقابل، اكتفى كثيرون بنقل التدوينة ذاتها على موقع فيسبوك التي أرفقت بالفيديو الأصلي، مع إضافة عبارة صادم.
تحقيقات
وبحسب إذاعة "موازييك إف إم" المحلية فإنه يبدو أن عدد الأجنة أكثر من خمسة، مشيرة إلى أن الشكوك تحوم حول العيادة الطبية، وإلى أن حالة الأجنة ليست متعفنة ويبدو أنها دفنت بطريقة خاصة لتفادي تعفنها وخروج الروائح منها.
ومساء أمس، فتحت الشرطة تحقيقا في الحادثة، وبحسب ترجيحات مصدر أمني فإن الأجنة مصدرها عمليّات إجهاض تمّ القيام بها داخل العيادة المغلقة.
وتونس من البلدان التي تجيز الإجهاض بشروط، ووفقا للفصل 214 من المجلة الجزائية فإنه يمكن إسقاط الحمل عمدا في حالتين: أولا: إذا لم تتجاوز مدة الحمل 3 أشهر الأولى، ثانيا: يرخص فيه بعدها إذا يخشى من أن يتسبب تواصل الحمل في انهيار صحة الأم.
وبحسب القانون ذاته فإنه وفي كلا الحالتين لابد من القيام بعملية إسقاط الحمل بمستشفى أو مصحة مرخص لها وبواسطة طبيب مباشر لمهنته بصفة قانونية تجنبا لأي خطر على صحة الأم.

عقوبات الإجهاض
ويعاقب القانون "استعمال جميع الوسائل من أطعمة ومشروبات وأدوية أو وسائل أخرى لإسقاط الحمل، وبالسجن أو الغرامة أو بإحدى العقوبتين، الأم المعنية بالأمر ومن ساعدها أو أشار إليها بذلك".
كما ينصّ على أن "تعاقب المرأة على جريمة الإجهاض تحت أيّ ظرف، سواء استخدمت وسيلة منزلية للإجهاض أو توجهت إلى مركز مجهز، بالسجن لمدّة عامين وغرامة مالية قدرها 650 دولارا".
كما يعاقب بالسجن والغرامة المالية من ساعدها على ذلك من أهل وأقارب، والطبيب الذي أجرى العملية أو الصيدلي الذي باع دواء الإجهاض.
ويعاقب بالسجن 5 سنوات وغرامة مالية قدرها 3500 دولار كل من ساعد على الإجهاض. وتشدد العقوبة لتصل إلى السجن 10 سنوات لمن ساعد على الإجهاض وله سلطة طبية بأداء الإسقاط أو إعطاء أدوية تساعد فيه.
وفي الواقع فإن هذا القانون لا يطبق، حيث كشفت عدة تحقيقات صحفية عن وجود عيادات طبيبة ومصحات تقوم بعمليات الإجهاض خارج الأطر القانونية.