معارك وقصف متبادل شرقي أوكرانيا وجنوبها وبريطانيا تعلن تزويد كييف بصواريخ عالية الدقة

استمرت المعارك في أوكرانيا والقصف المتبادل بين طرفي الحرب على طول الجبهة في شرق البلاد وجنوبها، في حين أعلنت بريطانيا تزويد كييف بصواريخ عالية الدقة.

وفي حين ركز الجانب الروسي على ما يحدث في دونيتسك شرقي أوكرانيا، تشهد خيرسون قصفا أوكرانيًا روسيًا متبادلا، إذ تحاول القوات الأوكرانية ضرب طرق الإمداد بين نهر دنيبرو والقرم، بينما تسعى القوات الروسية إلى ضرب البنية التحتية الأوكرانية.

وأعلن الجيش الأوكراني أن قصفا روسيا مكثفا استهدف البنية التحتية في "كريفي ريه" بمقاطعة دنيبرو وسط جنوبي أوكرانيا، إضافة إلى تعرض ضواحي زاباروجيا لقصف بالصواريخ دون وقوع إصابات.

كما أفادت القوات الأوكرانية بمقتل مدني وجرح آخرين في قصف روسي على خيرسون، وأضافت أن الجيش الروسي قصف المنطقة 54 مرة خلال الساعات الأخيرة.

وأكدت كييف مواصلة ضرب خطوط إمداد الروس بين شبه جزيرة القرم ومواقع وجودهم على ضفة نهر دنيبرو في خيرسون، مشيرة إلى وقوع 100 جريح من الجنود الروس وتدمير عشرات قطع العتاد والآليات.

روسيا تعلن مقتل مئات المقاتلين

أما وزارة الدفاع الروسية، فقالت إن القوات الروسية صدت هجمات أوكرانية على محوري دونيتسك ولوغانسك، وقتلت نحو 70 جنديا أوكرانيا، وفق قولها.

كما تحدثت عن مقتل 210 ممن سمتهم القوميين الأوكرانيين، و100 مرتزق أجنبي خلال 24 ساعة.

وقد بثت قوات دونيتسك الموالية لروسيا صورا لما قالت إنه استهداف جنود أوكرانيين حاولوا اقتحام مواقع روسية.

وتظهر المقاطع رصد واستهداف مجموعة تابعة للقوات الأوكرانية، حاولت اقتحام مواقع روسية في مكان غير محدد في الإقليم.

من جهته، قال حاكم مقاطعة دونيتسك الأوكراني سيرغي غايداي إن 5 مدنيين قتلوا وأصيب 4 في قصف روسي استهدف مدنا وبلدات في المقاطعة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأشار الحاكم إلى أن القصف ألحق أضرارا بأربعة مبان في المدينة، متهما روسيا بتعمد استهداف المدنيين.

من جانبها، قالت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا إن قصفا مدفعيا أوكرانيا استهدف مباني سكنية في أحياء ماكييفكا، وكييفسكي، وبتروفسكي، وكراسنو غوروفك، وسط مدينة دونيتسك؛ مما أدى إلى تضرر عدد من المباني السكنية.

ووصفت سلطات المقاطعة القصف بأنه عمل إرهابي، نفذته وحدات من النازيين الأوكرانيين، وفق تعبيرها.

أما في لوغانسك، فنشر الحاكم الأوكراني للإقليم صورا قال إنها لآليات روسية مدمرة على الطريق الواصل بين مدينتي كوبيانسك بمقاطعة خاركيف وسفاتوفا بلوغانسك، حيث ذكرت قيادة الأركان الأوكرانية أن قواتها صدت 5 محاولات روسية للتقدم في المقاطعتين.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية أوكرانية أن محور سوليدار شمال شرق باخموت، والمحور الشرقي لمدينة أفديفكا، يشهدان معارك عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات من القوات الروسية بين قتيل وجريح.

صواريخ بريطانية لأوكرانيا

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية على حسابها الرسمي بتويتر أن المملكة المتحدة قدمت للقوات المسلحة الأوكرانية صواريخ من طراز "بريمستون-2" (Brimstone-2) جو أرض العالية الدقة، كجزء من حزمة مساعداتها العسكرية لأوكرانيا، وقالت الوزارة إن هذه الحزمة من المساعدات لعبت دورا حاسما في عرقلة التقدم الروسي.

وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا ما وصفتها بعملية عسكرية في أوكرانيا، تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة تدخلا في سيادتها.

توقع أوكراني بمغادرة روسيا لمحطة زاباروجيا

من جهة أخرى، قال رئيس شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية -اليوم الأحد- إن هناك مؤشرات على أن القوات الروسية ربما تستعد لمغادرة محطة زاباروجيا الضخمة للطاقة النووية، التي سيطرت عليها في مارس/آذار بعد فترة وجيزة من بدء الحرب.

وستشكل مثل هذه الخطوة تحولا كبيرا في ساحة المعركة في منطقة زاباروجيا الخاضعة لروسيا في جنوب شرق البلاد، والتي لم يشهد خط الجبهة فيها تغيرا يذكر منذ شهور.

ولطالما أثار القصف المتكرر في محيط محطة زاباروجيا المخاوف من وقوع كارثة نووية.

وقال بيترو كوتين رئيس شركة إنرجو أتوم الأوكرانية، للتلفزيون الوطني، "في الأسابيع الأخيرة نتلقى فعليا معلومات بأن مؤشرات ظهرت على أنهم ربما يستعدون لمغادرة (المحطة)".

وأضاف "مبدئيا، هناك عدد كبير جدا من التقارير في وسائل الإعلام الروسية، تفيد بأن الأمر يستحق إخلاء (المحطة)، وربما نقل السيطرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية" التابعة للأمم المتحدة.

وتابع "هناك انطباع بأنهم يحزمون حقائبهم ويسرقون كل ما يستطيعون".

وتتبادل روسيا وأوكرانيا -التي شهدت أسوأ حادثة نووية في العالم في تشرنوبيل عام 1986- الاتهامات منذ أشهر بقصف مجمع محطة زاباروجيا، التي لم تعد تولد طاقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات