نتنياهو يواصل جهوده لتشكيل الحكومة الجديدة والسلطة الفلسطينية تحذره وبن غفير من تغيير الوضع القائم بالأقصى
يواصل بنيامين نتنياهو -المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة- جهوده للتوصل إلى اتفاق مع شركاء حكومته المقبلة، في وقت حذرت فيه الخارجية الفلسطينية في بيان من تغيير الوضع القائم في الأقصى.
ويلتقي نتنياهو قادة حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراة" للمتدينين اليهود، وحزب "نوعم" أحد أقطاب تحالف "الصهيونية الدينية"، للاتفاق على الحقائب الوزارية، في حين يواجه عقبات مع رئيس حزب "الصهيونية الدينية" بتسيلئيل سموتريتش الذي يطالب بصلاحيات تتعلق بالإدارة المدنية في الضفة الغربية المحتلة.
وكان نتنياهو قد توصل نهاية الأسبوع الماضي إلى اتفاق ائتلاف مع زعيم حزب "العظمة اليهودية" المتطرف إيتمار بن غفير، لتوليه وزارة الأمن الداخلي مع صلاحيات واسعة.
وتشمل تلك الصلاحيات إدارة شرطة حرس الحدود في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب حقائب وزارية أخرى سيحصل عليها حزبه.
فلسطين تحذر
من ناحية أخرى، حذرت فلسطين -اليوم الأحد- من تغيير "الوضع القائم" في المسجد الأقصى، بعد توقيع اتفاق الشراكة بين رئيس الحكومة المُكلف نتنياهو، وعضو الكنيست المتطرف إيتمار.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الفلسطينية، اطلعت عليه وكالة الأناضول، تعقيبا على اقتحام عشرات المستوطنين المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
وقالت الوزارة إن الاتفاقيات التي وقعها نتنياهو مع بن غفير تعطي الأخير "صلاحيات واسعة لممارسة سياسته ومواقفه الاستعمارية العنصرية ضد المسجد الأقصى المبارك، وسعيه لإحداث تغييرات جذرية واسعة النطاق على الواقع التاريخي والقانوني القائم".
و"الوضع القائم" هو الوضع الذي ساد في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أثناء الفترة العثمانية، واستمر خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين والحكم الأردني وحتى ما بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967.
وأضافت الوزارة أنها "تنظر بخطورة بالغة" لنتائج وتداعيات اقتحامات المسجد الأقصى، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى"إبداء أعلى درجات الاهتمام واليقظة والحذر من المخاطر التي تشكلها تلك الاقتحامات، بما يرافقها من أداء طقوس تلمودية في باحات المسجد، خاصة في ظل حكم نتنياهو بن غفير وأتباعهما".
وحذرت من أن هذه الاقتحامات "تندرج في إطار محاولات دولة الاحتلال تكريس التقسيم الزماني للمسجد، ريثما يتم تقسيمه مكانيا إن لم يكن هدمه بالكامل وبناء الهيكل المزعوم مكانه".
وأكدت أن أي تغييرات في واقع المسجد يعتبر "تهديدا مباشرا بتفجير ساحة الصراع والمنطقة برمتها". ودعت إلى سرعة التحرك العربي والإسلامي "لتنسيق جهودهما والاتفاق على برنامج عمل (…) لتوفير الحماية الدولية اللازمة للقدس ومقدساتها".
استمرار الاقتحامات
من ناحية أخرى، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس -في بيان- إن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى صباح الأحد ضمن مجموعات من باب المغاربة بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته ونفذوا جولات استفزازية.
وتحشد جماعات "الهيكل" المتطرفة أنصارها لتنفيذ اقتحامات جماعية واسعة للمسجد في عيد "الحانوكاه" (الأنوار) الذي يحتفل به اليهود في 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل لمدة 8 أيام.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تكثف جهودها لتهويد القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية، ويتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.