بالتوازي مع ذكرى مجاعة أوكرانية بالحقبة السوفياتية.. قمة دولية للحبوب في كييف وأردوغان يسعى لإيصال الدقيق للدول الفقيرة

شارك رئيس المجر ورؤساء وزراء بلجيكا وبولندا وليتوانيا في قمة دولية للحبوب في كييف دعا إليها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتهدف إلى تصدير الحبوب إلى الدول الأكثر عرضة لخطر المجاعة والجفاف.
وقال زيلينسكي إن بلاده جمعت نحو 150 مليون دولار من أكثر من 20 دولة، ومن الاتحاد الأوروبي لتصدير الحبوب لدول مثل إثيوبيا والسودان وجنوب السودان والصومال واليمن.
وأضاف أن أوكرانيا تعتزم إرسال 60 سفينة على الأقل من الموانئ الأوكرانية للدول الأكثر عرضة لخطر المجاعة والجفاف.
وأشار إلى أنه من خلال هذه الجهود المشتركة، سيتم إنقاذ ملايين الأشخاص في الدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا من الجوع والكوارث الاجتماعية ذات الصلة.
وأكد أن أوكرانيا كانت وستظل على الدوام الضامن للأمن الغذائي العالمي، وحتى في ظل ظروف الحرب القاسية، تعمل القيادة الأوكرانية من أجل الاستقرار العالمي.
ومن جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تعمل حاليا على إيصال الدقيق إلى الدول الفقيرة من الحبوب التي تحصل عليها عبر اتفاقية الحبوب.
جاء ذلك في مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم، السبت، بولاية قونية وسط تركيا.
وأشار أردوغان خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم إلى أن تركيا ليس لديها أي قلق من تأمين الطاقة في فصل الشتاء كما هو الحال في أوروبا.
وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تمديد اتفاق الحبوب 120 يوما اعتبارا من 19 من الشهر ذاته.
وفي 22 يوليو/تموز الماضي، وقعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا اتفاقية في إسطنبول لاستئناف صادرات الحبوب من 3 موانئ أوكرانية على البحر الأسود، والتي توقفت في فبراير/شباط الماضي على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.
أوكرانيا تحيي ذكرى هولودومور
من جهة أخرى، اتهمت أوكرانيا الكرملين اليوم السبت بإحياء أسلوب "الإبادة الجماعية" الذي اتبعه الرئيس السوفياتي الأسبق جوزيف ستالين، في وقت تحيي فيه كييف ذكرى مجاعة أودت بحياة ملايين الأوكرانيين في شتاء 1932-1933 خلال الحقبة السوفياتية.
ويأتي إحياء ذكرى المجاعة، التي تعرف باسم (هولودومور)، في وقت تكافح فيه أوكرانيا لصد لقوات الروسية والتعامل مع انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي بسبب ضربات جوية تقول كييف إنها تهدف إلى كسر عزيمة الشعب على القتال.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تطبيق تيليغرام "أرادوا ذات مرة تدميرنا بالجوع، والآن بالظلام والبرد.. نحن غير قابلين للانكسار".
واحتلت هولودومور، وتعني "الموت جوعا"، مكانا محوريا في الذاكرة الجمعية للشعب الأوكراني منذ أن أطاحت ثورة الميدان في 2014 برئيس تدعمه روسيا ورفعت الوعي الوطني.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1932، نشر الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين قوات الشرطة لمصادرة جميع الحبوب والماشية من المزارع الأوكرانية التي أدخلت حديثا تحت مظلة الشيوعية، بما يشمل البذور اللازمة لإنبات المحصول الجديد.
ومات ملايين المزارعين الأوكرانيين جوعا في الأشهر التالية فيما وصفه تيموثي سيندر المؤرخ بجامعة ييل بأنه "إبادة جماعية متعمدة بكل وضوح".
وكتب أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، على تطبيق تليغرام "سيدفع الروس ثمن قتل جميع ضحايا هولودومور وسيُحاسبون على جرائم اليوم".
واتهمت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان اليوم السبت موسكو بإحياء أساليب الثلاثينيات.
وجاء في البيان "في الذكرى الـ90 لهولودومور التي وقعت في 1932-1933 في أوكرانيا، تسعى حرب الإبادة الجماعية الروسية إلى تحقيق الهدف نفسه خلال الإبادة الجماعية 1932-1933: القضاء على الأمة الأوكرانية ودولتها".
وتنفي موسكو أن تكون الوفيات ناجمة عن سياسة إبادة جماعية متعمدة، وتقول إن الروس ومجموعات عرقية أخرى عانوا أيضا من المجاعة.
وعادة ما يحيي الأوكرانيون ذكرى المجاعة في يوم تحدد بعدما نالت البلاد استقلالها عن الاتحاد السوفياتي في عام 1991، وهو الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، بوضع الشموع على النوافذ.