وفد أميركي في بغداد لبحث الهجمات المسلحة على إقليم كردستان العراق وإيران ترسل وحدات مدرعة

التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في العاصمة العراقية بغداد وفدا من الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور مارك تاكانو؛ لمناقشة الهجمات العسكرية المستمرة التي تنفذها إيران وتركيا على أراضي العراق، في الوقت الذي أعلنت فيه إيران إرسال وحدات مدرعة وقوات خاصة إلى مناطق كردية؛ "لمنع تسلل إرهابيين".
وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء للجزيرة، إن اللقاء بين السوداني ووفد الكونغرس الأميركي تطرق إلى مناقشة القلق العراقي من استمرار الهجمات المسلحة الإيرانية والتركية على أراضي العراق.
وأضاف المصدر أنّ الوفد عبّر عن رفضه وإدانته للهجمات التي تشنها إيران، مؤكدا مساندة الإدارة الأميركية للعراق في وقوفه ضد الهجمات، كما أوضح أن السوداني تعهد بأن تعمل حكومته على حماية وإعطاء أولوية لملف حقوق الإنسان في البلاد.
وحدات مدرعة وقوات خاصة
وفي الأثناء، أعلن قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني -اليوم الجمعة- إرسال وحدات مدرّعة وقوات خاصة إلى مناطق كردية، بهدف "منع تسلّل إرهابيين" من العراق.
وقال الجنرال محمد باكبور إن "بعض الوحدات المدرعة والقوات الخاصة التابعة للقوات البرية تتجه حاليا إلى المحافظات الحدودية في غرب وشمال غرب البلاد"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء "تسنيم".
وأضاف أن "الإجراء الذي تقوم به القوة البرية للحرس الثوري يقوم على تعزيز الوحدات المتمركزة على الحدود، ومنع تسلل الجماعات الإرهابية التابعة للجماعات الانفصالية المتمركزة في إقليم شمال العراق".
وكان باكبور "نصح" الثلاثاء سكان المناطق الواقعة على مقربة من "المناطق المتاخمة لقواعد المجموعات الإرهابية، بإخلائها حتى لا يصابوا خلال عمليات الحرس" الثوري.
إستراتيجية عراقية لضبط الحدود
وكان العراق أعلن أول أمس الأربعاء في بيان، بعد اجتماع للمجلس الوزاري للأمن الوطني برئاسة السوداني، عن "إستراتيجية" لتأمين الحدود مع إيران وتركيا.
وقال البيان إن "الحكومة قررت وضع خطة لإعادة نشرة قوات الحدود العراقية، لمسك الخط الصفري على طول الحدود مع إيران وتركيا".
وأوضح أن هذه الخطة ستوضع "بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان العراق ووزارة البيشمركة"، مشيرا إلى أن رئيس أركان البيشمركة شارك في الاجتماع.
وكان الحرس الثوري الإيراني نفذ الثلاثاء ضربات صاروخية وهجمات بمسيّرات مفخخة على مواقع تابعة للمعارضة الإيرانية الكردية المتمركزة في كردستان العراق، الإقليم المتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق.
بدورها، شنت تركيا الأحد الماضي عملية عسكرية ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال العراق وسوريا.
وبحسب مراقبين، يبدو أن الإعلان العراقي موجّه بشكل خاص إلى إيران التي أكدت في وقت سابق الأربعاء عزمها على الاستمرار في مواجهة "التهديد" الآتي من الإقليم العراقي.
وتتواجد في كردستان العراق مجموعات كردية إيرانية منذ الثمانينيات، وتتهمها طهران بشنّ هجمات على أرضيها.
ويقول خبراء إن هذه المجموعات أوقفت تقريبا كل أنشطتها العسكريّة، لكن السلطات الإيرانية تتهمها بإثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر/أيلول، إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة.