أردوغان يتعهد بـ "اجتثاث" الوحدات الكردية وروسيا تدعو لعدم شن هجوم بري شامل بسوريا

تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، بـ "اجتثاث" الوحدات الكردية من مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب (كوباني) بالشمال السوري، ومن جانبها طالبت موسكو أنقرة بالامتناع عن شن هجوم بري شامل، إذ تكتفي القوات التركية حتى الساعة بقصف مواقع المسلحين الأكراد بالمدفعية والطائرات الحربية والمسيرة.
وقال أردوغان -في كلمة أمام كتلة حزبه بالبرلمان- إن بلاده عازمة على إكمال "الممر الآمن" على حدودها الجنوبية مع سوريا، مؤكدا أنهم سيبدؤون بعملية برية عسكرية شمال سوريا في الوقت الذي يجدونه مناسبا.
وفي إشارة إلى تفجير إسطنبول الأخير، أضاف أردوغان أن الأحداث الأخيرة أظهرت أن "القوى التي قدمت ضمانات بعدم انطلاق أي تهديد ضد تركيا من المناطق الخاضعة لسيطرتها في سوريا لم تف بوعودها.
وتوعد الرئيس التركي بأن العمليات الجوية شمال سوريا ليست سوى البداية.
وبدأ الجيش التركي منذ الأحد الماضي هجوما جويا ومدفعيا شمال سوريا والعراق ضد ما يسمى وحدات حماية الشعب الكردية، وهي العمود الفقري لما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية.
3 جماعات
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن العملية العسكرية التي تشنها بلاده تحت اسم "المخلب السيف" منذ الأحد الماضي تستهدف حزب العمال الكردستاني ووحدات "حماية الشعب" وتنظيم "الدولة الإسلامية".
وجاءت العملية العسكرية بعدما اتهمت أنقرة حزب العمال ووحدات "حماية الشعب" بالمسؤولية عن التفجير الذي أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 81 آخرين يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي في شارع تقسيم وسط إسطنبول.
وأضاف وزير الدفاع التركي أن قوات بلاده استهدفت حتى الآن 471 موقعا لهذه الجماعات التي تقصفها قوات بلاده.
قاعدة روسية
وقال المتحدث باسم قوات "سوريا الديمقراطية" فرهاد شامي إن مسيرة تركية استهدفت مقرا لقواته في قاعدة روسية تقع شمال تل تمر بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف التركي طال مكتبا لقوات "سوريا الديمقراطية" داخل القاعدة الروسية، وأسفر عن إصابة جندي روسي بجروح، وهو أمر لم يؤكده ولم ينفه المتحدث شامي.
وأفاد مراسل الجزيرة في سوريا بتجدد القصف التركي على مواقع قوات "سوريا الديمقراطية" شمال وشمال شرقي البلاد. وقال إنّ القصف استهدف مواقع بمدينة تل رفعت، وأطراف مدينتي منبج وعين العرب (كوباني) بريفي حلب الشمالي والشرقي.
كما أفادت مصادر محلية في سوريا بأن الجيش التركي استهدف مواقع لقوات "سوريا الديمقراطية" في ريفي الحسكة والقامشلي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف المدفعي التركي ركز مساء أمس على مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا، وهي معقل وحدات "حماية الشعب" منذ أن طردت منها تنظيم الدولة عام 2015 بدعم من الغرب.
طلب روسيا
من جانبه، قال المفاوض الروسي ألكسندر لافرنتيف اليوم إن بلاده طلبت من تركيا الامتناع عن شن هجوم بري شامل في سوريا، لأن "مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى تصاعد العنف".
وأضاف المفاوض الروسي بعد جولة جديدة من المحادثات السورية مع وفدين من تركيا وإيران بالعاصمة الكازاخية أستانا "نأمل أن يصل صدى مناقشاتنا إلى أنقرة وأن توجد وسائل أخرى لحل الأزمة".
وقال لافرنتيف إن أنقرة ترى أن "جميع الأكراد شمال شرقي سوريا إرهابيون وموسكو لا تتفق معها في ذلك" مشددا على أن حل القضية الكردية سيكون عاملا مهما في تحقيق استقرار أوضاع المنطقة.
وتعهدت روسيا وتركيا وإيران، في بيان مشترك بعد محادثات أستانا، بمقاومة "الخطط الانفصالية التي تهدف لتقويض سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وتهدد الأمن القومي للدول المجاورة بأمور مثل الهجمات العابرة للحدود واختراقها".
وكان منسق الشؤون الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي صرح بأن تركيا تعاني من "تهديد إرهابي" لا سيما على حدودها الجنوبية، وأن لديها الحق في الدفاع عن نفسها، لكنه شدد على أن موقف واشنطن ثابت بشأن العمليات العسكرية التركية العابرة للحدود، محذرا من أن تؤدي لتقويض قدرة قوات "سوريا الديمقراطية" على قتال "تنظيم الدولة".