المخلب- السيف.. أردوغان: عملياتنا تمتد إلى حيث يبدأ أمننا ونعرف الدول التي تدعم المنظمات الإرهابية

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن حكومته مستعدة لوضع ما سماه الخط الفاصل بين تركيا وسوريا والعراق.

وأضاف أردوغان في تعليقه على العملية العسكرية "المخلب- السيف" ضد حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا والعراق إن أنقرة تعرف الدول التي تقف خلف المنظمات الإرهابية وتدعمها وتشجعها، لافتا إلى أن صبر تركيا عليها يأتي مراعاة للاتفاقات.

وأوضح أن تركيا أوفت بالتزاماتها وواجباتها في كل اتفاق أبرمته حول تأمين الحدود السورية، ومن الآن فصاعدا المقياس الوحيد لتركيا هو أمنها وسلامة مواطنيها.

وشدد أردوغان على أنه لا شيء يهم حكومته سوى أمن الأتراك، مؤكدا الاستعداد لفعل أي شيء من أجل ذلك. مضيفا أنه "حق شرعي لنا أن نذهب إلى النقطة والمنطقة التي يبدأ أمننا منها"، مطالبا الدول "التي جاءت من مسافة آلاف الكيلومترات لتحقيق أمنها باستخدام القوة المفرطة أن تتفهم حقنا الشرعي هذا".

أكبر عملية

من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن العملية الجوية العسكرية التي تنفذها بلاده في شمال سوريا والعراق هي أكبر وأشمل من العمليات التي نفذتها في الفترة الأخيرة "وهذه العملية استهدفت المواقع العائدة للإرهابيين فقط ودمرت العديد منها".

وأضاف أكار أنه على جميع الدول -وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية- أن تدرك أن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية هما منظمة واحدة، مطالبا "بقطع جميع أنواع الدعم التي تقدم إلى الإرهابيين".

في المقابل، دعت الرئاسة الروسية كافة الأطراف إلى الابتعاد عن الخطوات المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء سوريا، وضبط النفس.

وأوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن موسكو تتفهم وتحترم هواجس تركيا بشأن ضمان أمنها، لافتا إلى أن هذا حق قانوني، لكنه أقر بوجود اختلافات دائما في نهجي روسيا وتركيا بشأن الوفاء بالتزامات اتفاق سوتشي.

من جهته، دعا المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف الحكومة التركية إلى عدم استخدام القوة المفرطة في سوريا، ونقلت وكالة نوفوستي عن لافرنتييف قوله إنه من الضروري البحث عن حل سلمي للقضية الكردية.

وأكد المبعوث الروسي أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا سيساعد على استقرار الأوضاع في هذا البلد.

وقف التصعيد

من جانبه، دعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إلى وقف التصعيد في سوريا لحماية المدنيين، وقال إن بلاده أبلغت أنقرة قلقها من آثار أي هجوم محتمل على مساعي إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية.

وعبر برايس عن معارضة بلاده هجمات استهدفت جنوبي تركيا وامتعاضها من أي عمل عسكري تركي غير منسق ينتهك سيادة العراق أو يزعزع الاستقرار في سوريا.

وكشف المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن واشنطن طالبت أنقرة بعدم تنفيذ عملية عسكرية في سوريا.

وفي السياق، أنهى مجلس النواب العراقي جلسة مغلقة لمناقشة الهجمات المسلحة التي تشنها تركيا وإيران داخل الأراضي العراقية، دون الإعلان عن أي قرارات.

قصف متجدد

ميدانيا، نقل مراسل الجزيرة عن المعارضة السورية قولها ان القواعد التركية في ريف حلب قصفت مواقع ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية في محيط مدينة تل رفعت.

بدورها، قالت مواقع إعلامية موالية لما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية إن طائرات مسيرة تركية استهدفت موقعين للنفط في منطقة القحطانية، مشيرة إلى مقتل عنصرين وجرح 3 مما تسمى قوات مكافحة الإرهاب جراء قصف طائرة مسيرة تركية قاعدة مشتركة شمال مدينة الحسكة.

وفي سياق متصل، قالت مواقع إعلامية مقربة من الأكراد إن القوات التركية قصفت مواقع أخرى في ريف حلب ومطار منغ، وفي ريف منبج وقرية العوجة بريف الحسكة، ومنطقة القحطانية بريف القامشلي.

في غضون ذلك، قالت مصادر تركية ومن المعارضة السورية إن طائرات حربية تركية اخترقت المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة لأول مرة لمهاجمة وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.

لكن القيادة المركزية للجيش الأميركي أعلنت اليوم الثلاثاء أن قواتها كانت "بمنأى عن الخطر"، كما لم تستهدف أي غارة مواقع وُجدت فيها.

وينتشر بضع مئات من قوات التحالف الدولي -وأبرزها القوات الأميركية- في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، ويوجدون في قواعد بمحافظة الحسكة والرقة شمالا ودير الزور شرقا.

وأطلقت تركيا عمليتها العسكرية بعد أسبوع على اتهامها حزب العمال الكردستاني -الذي يتخذ مقرات له في العراق- والوحدات الكردية في سوريا بالوقوف خلف تفجير إسطنبول الذي أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 81 آخرين.

المصدر : الجزيرة + وكالات