انتخابات الكنيست الـ25.. النتائج الأولية تؤكد فوز معسكر نتنياهو ولبيد يطلب انتظار النتائج النهائية

أظهرت نتائج الفرز الأولية في الانتخابات الإسرائيلية اليوم الأربعاء حصول معسكر رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو على أغلبية واضحة في الكنيست (البرلمان) بـ67 مقعدا.
وحسب نتائج نشرتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بعد فرز 71.3% من الأصوات، حصل معسكر نتنياهو على 67 مقعدا بالكنيست المؤلف من 120 مقعدا.
وأوضحت الصحيفة أنه وفقا للنتائج حصل حزب "الليكود" بقيادة نتنياهو على 32 مقعدا، و"الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير على 14 مقعدا، وحزب "شاس" على 12 مقعدا، وحزب "يهودوت هتوراه" على 9 مقاعد.
بالمقابل، وفي المعسكر المعارض -وفق الصحيفة- حصل حزب "هناك مستقبل" برئاسة رئيس الوزراء يائير لبيد على 23 مقعدا، وحزب "المعسكر الرسمي" برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس على 12 مقعدا، و"إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير المالية أفيغدور ليبرمان على 5 مقاعد.
كما حصلت القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس على 5 مقاعد، وتحالف الجبهة الديمقراطية والقائمة العربية للتغيير برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي على 4 مقاعد، وحزب "العمل" على 4 مقاعد، وفق المصدر ذاته.
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب "ميرتس" اليساري والتجمع الوطني الديمقراطي أخفقا بالفوز في الانتخابات.
وفي وقت سابق، قال نتنياهو إن حزبه "الليكود" حصل على تصويت هائل بالثقة، ولكنه فضل انتظار النتائج النهائية للانتخابات قبل إعلان النصر، مضيفا لمؤيديه فجر اليوم الأربعاء "نحن أقرب إلى نصر كبير".
الأحزاب اليمينية تحتفل
وبالرقص والهتاف ضد المعارضين احتفل أنصار الأحزاب المؤيدة لنتنياهو بـ"النصر" في الانتخابات قبل ظهور النتائج النهائية.
وفي احتفال حزب "القوة اليهودية" -الذي تحدث فيه رئيس الحزب إيتمار بن غفير- هتف أنصاره "الموت للعرب"، أما في احتفال حزب "شاس" -الذي تحدث فيه زعيم الحزب أرييه درعي- فقد هتف أنصاره في إشارة إلى وزير المالية وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" "(أفيغدور) ليبرمان إلى المزبلة"، و"ليبرمان إلى البيت"، ولكن درعي قاطعهم قائلا "لا داعي للصراخ، إنه في طريقه إلى البيت".

وكانت الأجواء مشابهة في مقر احتفال حزب "الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش، وخاض "القوة اليهودية" الانتخابات بالتحالف مع هذا الحزب، وحصلا على 14-15 مقعدا، بحسب عينات محطات التلفزة، وأصبح القوة الثالثة في الكنيست.
وقال سموتريتش "الصهيونية الدينية تصنع التاريخ، ولأول مرة يكون حزب الجمهور الديني القومي هو ثالث أكبر حزب"، مضيفا "ننتظر النتائج النهائية لكي نقيم حكومة يمينية صهيونية".
وتابع "سنحافظ على الهوية اليهودية للدولة وسنعيد الأمن لها"، ووعد سموتريتش بالعمل من أجل الاستيطان في الضفة الغربية.
أجواء حزينة
بالمقابل، فإن الأجواء في مقر "إسرائيل بيتنا" اليميني كانت حزينة، وقال زعيم الحزب أفيغدور ليبرمان "أشعر بخيبة أمل، وسوف نحترم نتائج الانتخابات وقرار الناخب".
وأضاف "وسوف نحافظ أيضا على طريقتنا الفريدة كحزب يميني ليبرالي، هاتان القيمتان مهمتان جدا لنا، ونحن حقا في مكان فريد جدا في السياسة الإسرائيلية".
ولفت ليبرمان إلى أنه "يجب انتظار النتائج النهائية للانتخابات"، وكانت نتائج العينات التلفزيونية رجحت فوز معسكر نتنياهو بـ61-62 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ120 مقابل حصول معسكر الحكومة الحالية على 54-55 مقعدا، في وقت حصل تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والقائمة العربية للتغيير على 4 مقاعد.
وجرت الاحتفالات بعد وقت قصير من نشر نتائج العينات التلفزيونية التي توقعت فوز معسكر نتنياهو.
يجب انتظار النتائج النهائية
ويبدو أن حزب "هناك مستقبل" برئاسة يائير لبيد سيحل في المركز الثاني، وذلك حسب توقعات منحته بين 22 و24 مقعدا، وبذلك تكون الكتلة "المناهضة لنتنياهو" ككل لم تحقق أي انتصار، وأكد لبيد في خطاب أمام مؤيديه ضرورة "انتظار النتائج النهائية".
وأضاف "لم يتم إقرار أي شيء، سنتحلى بالصبر، سنواصل ما قمنا به، كفاحنا من أجل دولة يهودية وديمقراطية وليبرالية وحديثة".

وكان وزير الدفاع بيني غانتس قال في كلمة أمام جمع من أنصار حزبه إنهم ينتظرون "النتائج الحقيقية مهما كانت".
وأضاف "سنعمل على خلق إطار عمل واسع يخدم شعب إسرائيل، لقد بدأنا للتو مسار معسكر الدولة، وأمامنا أيام طويلة".
"حكومة يمينية كاملة"
من جهته، سيلعب زعيم اليمين المتشدد إيتمار بن غفير دورا محوريا في مساعدة نتنياهو على العودة إلى السلطة مع حزب "الصهيونية الدينية" الذي يتزعمه، إذ تشير النتائج الأولية إلى حصوله على 14 مقعدا.
وصباح أمس الثلاثاء، وعد بن غفير بتشكيل "حكومة يمينية كاملة" بزعامة نتنياهو، وقال مخاطبا مناصريه بعد صدور النتائج الأولية "حان الوقت كي نعود لنكون سادة بلدنا"، أما جدعون ساعر وزير العدل وزعيم حزب الأمل الجديد فاعتبر انتخاب "ائتلاف من المتطرفين" مخاطرة لإسرائيل.
وتتزامن هذه الانتخابات مع تصاعد اعتداءات إسرائيل على الفلسطينيين بالضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين احتلتهما عام 1967.
وقتلت إسرائيل في الضفة المحتلة منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الحالي 29 فلسطينيا واعتقلت الآلاف.

وجاءت انتخابات الثلاثاء بعد انهيار تحالف من 8 أحزاب متباينة كان قد أطاح صيف العام الماضي بنتنياهو منهيا مسيرته في رئاسة الوزراء بعد 12 عاما متواصلة بالمنصب، وهي الأطول في تاريخ إسرائيل.
ويحاكم نتنياهو بتهم تتعلق بالفساد لكنه ينفيها بشدة، كما أنها لم تؤثر بشكل واضح على مؤيديه.
وسادت مخاوف من أن يشعر الناخبون بالإرهاق وألا يتوجهوا للإدلاء بأصواتهم بسبب تكرار الانتخابات، إلا أن نسبة المشاركة بلغت نحو 71.3% مع إغلاق صناديق الاقتراع في تمام العاشرة بالتوقيت المحلي، وهي الأعلى منذ 2015 بحسب لجنة الانتخابات المركزية، وتجاوز عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم 4.8 ملايين ناخب.
نتيجة طبيعية لتنامي التطرف
من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن فوز اليمين المتطرف بانتخابات الكنيست نتيجة طبيعية لتنامي التطرف ضد الفلسطينيين.
وأضاف اشتية معلقا على النتائج الأولية لانتخابات الكنيست "لم تكن لدينا أي أوهام بأن تفرز الانتخابات الإسرائيلية شريكا للسلام".
وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.