أميركا تطلب من كييف الانفتاح على المفاوضات والرئيس الأوكراني يزور خيرسون بعد الانسحاب الروسي منها

قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الرئيس الأوكراني وحده من يختار توقيت التفاوض مع روسيا. وقالت مفوضية السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن أوروبا ستقف مع أوكرانيا خلال الحرب مهما طالت.
وأضاف كيربي -في تصريح للجزيرة- إن واشنطن ستواصل دعم القوات الأوكرانية ميدانيا.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن مصادر مطلعة أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال لقائه في كييف، بضرورة الانفتاح على المفاوضات مع روسيا، وقال له إن كييف ستكتسب نفوذا من خلال إظهار انفتاحها على المفاوضات.
وأضافت -نقلا عن مصدرين- أن مستشار الأمن القومي الأميركي أوصى زيلينسكي وفريقه بالبدء في التفكير بمطالب واقعية، وأولويات التفاوض بما في ذلك إعادة النظر في هدفه المعلن المتمثل باستعادة أوكرانيا شبه جزيرة القرم.
لكن كبير المفاوضين الأوكرانيين ديفيد أراخاميا قال -من كييف- إن بلاده لن تجلس إلى طاولة المفاوضات مع موسكو قبل تحقيق شروطها.
وأشار الدبلوماسي الأوكراني إلى أن شروط التفاوض مع موسكو لم تتغير، وهي تشمل استعادة جميع الأراضي ومحاسبة مجرمي الحرب.
موقف أوروبا والناتو
من جهتها، قالت مفوضة السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين -في تصريحات للجزيرة- إن أوكرانيا هي من تحدد ما تفعله بخصوص فتح مفاوضات مع روسيا.
وأضافت دير لاين أن بإمكان روسيا وحدها إنهاء الحرب، وعليها التفاوض مع كييف لتحقيق ذلك.
كما قالت إن أوروبا ستقف مع أوكرانيا خلال الحرب بغض النظر عن مدة استمرارها، مشيرة إلى أنهم سيطلقون اليوم الاثنين مهمة التدريب للجيش الأوكراني في بولندا.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن حرب روسيا على أوكرانيا تنتهك ميثاق الأمم المتحدة وتخل بالنظام العالمي، ووصفت الحرب بأنها "وحشية" وقالت إن أوروبا تشعر بارتداداتها.
وعبرت عن تطلعاتها إلى أن يشمل بيان قمة مجموعة العشرين، التي ستنطلق غدا الثلاثاء في بالي بإندونيسيا، الحرب بأوكرانيا وأزمتي الطاقة والغذاء.
كما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ اليوم إن الأمر متروك لأوكرانيا لتقرير الشروط المقبولة للمفاوضات لإنهاء الحرب التي تشنها روسيا عليها، مضيفا أن دور الحلف يتمثل في دعم كييف.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده مع أعضاء بالحكومة الهولندية في لاهاي، أن "على أوكرانيا أن تقرر ما الشروط المقبولة. وعلينا أن ندعمها".
ومضى قائلا "يجب ألا نرتكب خطأ الاستخفاف بروسيا، فهم ما زالوا يسيطرون على أجزاء كبيرة من أوكرانيا… ما يجب أن نفعله هو دعم أوكرانيا".
الموقف الروسي
في المقابل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الشروط المسبقة للمفاوضات بشأن أوكرانيا "غير مقبولة" ويجب الأخذ في الاعتبار الوضع الميداني. وقال "لن نقبل شروطا مسبقة بشأن أوكرانيا بما في ذلك المطالبة بسحب قواتنا".
زيلينسكي يزور خيرسون
وفي تطورات حرب روسيا على أوكرانيا، وصل اليوم الرئيس الأوكراني لأول مرة إلى خيرسون بعد انسحاب القوات الروسية منها، وكان زيلينسكي قد قال إن سلطات بلاده وثقت أكثر من 400 جريمة حرب في مناطق خيرسون، محذرا المواطنين من مخاطر الألغام.
وأكد زيلينسكي أهمية وجوده في مدينة خيرسون التي دخلتها القوات الأوكرانية الجمعة الماضية عقب انسحاب القوات الروسية، وقال إن هذا الوجود يشكل دعما لسكانها، ويعطي رسالة مفادها استعداد الجميع للمخاطرة بأرواحهم في هذه الحرب، على حد تعبيره.
وكان زيلينسكي أشار -في خطابه المسائي أمس- إلى أن القوّات الروسيّة ارتكبت في الجزء الذي كانت تحتله من خيرسون "فظائع" سبق أن اقترفتها في مناطق أوكرانيّة أخرى كانت تحتلّها، حيث عُثر على جثث قتلى مدنيين وعسكريين.
وأضاف "الاستقرار واستعادة سيادة القانون" عادا إلى 226 مركزا سكانيا تضم أكثر من 100 ألف شخص، وأن عمليات اعتقال الجنود والمرتزقة الروس مستمرة.
من ناحية أخرى، قال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أولكسي دانيلوف إن الجنود الروس، الذين لم يتمكنوا من الانسحاب من منطقة خيرسون مع وحداتهم، ارتدوا ملابس مدنية في محاولة للتهرب من الاعتقال والمحاسبة على جرائم الحرب.
ونقلت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم) -اليوم- عن دانيلوف قوله في تصريحات للتلفزيون الوطني "في الواقع، يرتدي جزء معين (من العسكريين الروس) ملابس مدنية للاختباء وتجنب المحاسبة".
وأضاف أن (عناصر) جهاز الأمن والجيش الأوكرانيين يقومون بعمليات التفتيش اللازمة في المنطقة، بما في ذلك عند حواجز الطرق. كما أشار إلى أن مسؤولي جهاز الأمن تفاخروا بالفعل، خلال اجتماع ترأسه زيلينسكي أمس، ببعض الاعتقالات.
تدريب الجنود الأوكرانيين
من جهتها قالت نيوزيلندا اليوم إنها سترسل 66 فردا إضافيا من قوات الدفاع إلى بريطانيا للمساعدة في تدريب الجنود الأوكرانيين مع استمرار الحرب الروسية للشهر التاسع.
ولنيوزيلندا حاليا فريق مكون من 120 فردا من قوة الدفاع لتدريب الأوكرانيين في بريطانيا، ولكن كان من المقرر انتهاء هذه المهمة.
وقال بيان حكومي إن العملية الجديدة لإرسال أفراد قوات الدفاع ستستمر من 30 نوفمبر/تشرين الثاني حتى يوليو/تموز 2023.