بمشاركة 17 رئيسا في قمة مجموعة العشرين.. لقاء مرتقب بين بايدن وشي جين بينغ وروسيا تدعو إلى وقف الحديث عن الأمن

تنطلق غدا الثلاثاء في جزيرة بالي الإندونيسية قمة مجموعة العشرين بمشاركة 17 رئيس دولة يسبقها لقاء مرتقب اليوم الاثنين بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ، وستكون أزمة الطاقة على رأس جدول أعمال القمة.
وتبحث قمة مجموعة العشرين أزمة الطاقة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، ويتوقع أن تتبنى اتفاقا يعزز مبادئ التحول إلى الطاقة النظيفة، وتقدم إندونيسيا -التي تستضيف القمة- مسودة لخريطة طريق ترسخ التعاون بين الدول في مجال تحويل الطاقة والاستجابة للتحديات التي تواجه الدول النامية.
وتأتي قمة بالي بعد ختام قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أمس الأحد في العاصمة الكمبودية بنوم بنه، وقد أكد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو -الذي تسلمت بلاده رئاسة دورة العام المقبل لرابطة آسيان من كمبوديا- على ضرورة ألا تصبح منطقة جنوب شرق آسيا مسرحا لصراعات دولية بالوكالة.
اللقاء المرتقب
ويعد اللقاء المرتقب بين الرئيسين الصيني والأميركي هو الحدث الأبرز قبل انطلاق قمة مجموعة العشرين، وذلك لأنه اللقاء الأول بالرئيس الصيني منذ تولي بايدن منصبه، في وقت تراجعت فيه العلاقات بين القوتين العظميين إلى أدنى مستوى لها منذ عقود.
وبهذا الصدد، أعلن البيت الأبيض أن بايدن يريد إعادة فتح حوار خلال اجتماعه اليوم الاثنين مع نظيره الصيني، ولكنه سيسعى أيضا إلى تحديد "ضمانات" في سياق التوتر المتزايد بين واشنطن وبكين.
وتحدث مسؤول كبير في البيت الأبيض لصحفيين عن "تصميم" أميركي على "تعزيز الاتصالات بشكل مسؤول"، وفي الوقت نفسه تحديد "ضمانات" و"قواعد واضحة" من أجل "ألا تتحول المنافسة إلى صراع" بين القوتين العظميين.
وبهذا الشأن، قال البيت الأبيض "نحن في منافسة، الرئيس بايدن يدرك ذلك، لكنه يريد التأكد من أن للمنافسة حدودا، وأننا نبني حواجز حماية، وأن لدينا قواعد واضحة للطريق، وأننا نفعل كل ذلك لضمان عدم تحول المنافسة إلى صراع".
وكان جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي أكد في تصريحات للصحفيين أمس الأحد أن بايدن أوضح -خلال قمة رابطة آسيان- أن واشنطن جاهزة لمنافسة قوية مع بكين، لكنها لا تسعى إلى النزاع معها، موضحا أن بايدن تشاور مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بشأن لقائه مع نظيره الصيني اليوم.

الموقف الروسي
وقبيل انطلاق أعمال قمة العشرين دعت روسيا المجموعة إلى وقف الحديث عن الأمن، والتركيز على المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الأكثر إلحاحا في العالم.
وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية إنه من المهم أن تركز مجموعة العشرين جهودها على التهديدات الحقيقية وليس الوهمية، حسب تعبير البيان.
وسيرأس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -الذي وصل إلى جزيرة بالي اليوم الاثنين- وفد بلاده في قمة مجموعة العشرين.
وكان لافروف انتقد انتهاء قمة رابطة آسيان دون إصدار بيان مشترك، واتهم واشنطن وحلفاءها بتقويض مصالح موسكو وبكين في المحيط الهادي.
هجوم مستتر لسوناك
بدوره، سيشارك رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في قمة مجموعة العشرين، إذ من المقرر أن يجتمع وجها لوجه للمرة الأولى مع الرئيس الأميركي.
وسيشدد سوناك على أهمية الوحدة الغربية بمواجهة روسيا في خضم الحرب على أوكرانيا، ويريد أيضا من حلفائه تعزيز النظام المالي الدولي، ولا سيما منظمة التجارة العالمية، وفقا لما ذكره داونينغ ستريت مساء أمس الأحد.
وسيتحدث سوناك خلال القمة عن ضرورة أن تتوافر للبلدان النامية إمكانية الحصول على قروض لضمان النمو الاقتصادي دون الاعتماد على مقرضين "استغلاليين"، مكررا بذلك انتقادات وجهتها مجموعة السبع للصين.
كما سيشدد خلال القمة على أهمية إصلاح منظمة التجارة العالمية للحد من "تلاعب جهات خبيثة بالأسواق العالمية"، في هجوم مبطن آخر على الصين.
ورغم غياب بوتين عن القمة فإن داونينغ ستريت أكد أن سوناك يعتزم "التنديد بالنظام الروسي" خلال كلمة أمام الجمعية العامة للقمة التي سيشارك فيها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
مشاركة أردوغان
وسيشارك في القمة أيضا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصل إلى جزيرة بالي اليوم الاثنين وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، وذلك غداة تفجير في إسطنبول أسفر عن 6 قتلى وأكثر من 80 جريحا.
واتهم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو اليوم حزب العمال الكردستاني بالمسؤولية عن الانفجار الذي وقع في شارع الاستقلال بإسطنبول أمس الأحد.
وقال صويلو "وفقا لاستنتاجاتنا، فإن منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية هي المسؤولة" عن الاعتداء، معلنا اعتقال شخص مشبه فيه بوضع قنبلة في شارع الاستقلال.