بعد اعتقالها.. الأمن التركي يكشف خريطة تحركات المتهمة بتفجير شارع الاستقلال ويبحث عن مساعدها

واصلت السلطات التركية الكشف عن آخر التفاصيل والصور ضمن تحقيقاتها في تفجير شارع الاستقلال بإسطنبول، وقد اتهم وزير الداخلية سليمان صويلو حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية بالمسؤولية عن التفجير، لكنهما نفيا ذلك.

وأعلنت مديرية الأمن التركية في إسطنبول، اليوم الاثنين، أن المشتبه فيها -التي ألقي القبض عليها فجرا مع أكثر من 40 آخرين- تحمل الجنسية السورية وتدعى أحلام البشير (23 عاما).

وأوضحت أنها اعترفت أثناء التحقيق بانتمائها لوحدات الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني، وأنها تلقت تدريبات لتصبح عنصر استخبارات على يد التنظيمين في شمالي سوريا.

ونشر الأمن التركي مشاهد لاعتقال المشتبه فيها فجر اليوم الاثنين أثناء وجودها في منزل بمنطقة كوتشوك شكمجه في الشق الأوروبي من مدينة إسطنبول، وذلك بعد ساعات من التحري وتحليل تسجيلات كاميرات المراقبة عقب التفجير الذي وقع عصر أمس الأحد.

وقالت السلطات التركية إن المشتبه فيهم كانوا يستعدون لتنفيذ هجمات أخرى في مناطق تركية مختلفة حسب اعترافاتهم.

اتهامات

من جهته، صرح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو بأن المتهمة دخلت الأراضي التركية بطريقة غير قانونية عبر منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا.

وأضاف أنه كان مقررا تهريبها إلى اليونان لو لم تتمكن أجهزة الأمن التركية من القبض عليها.

واتهم صويلو حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية بالمسؤولية عن التفجير، وقال إن الأمر بتنفيذه صدر في مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، حيث قامت القوات التركية بعمليات ضد تلك الوحدات خلال السنوات الأخيرة.

مخطط لتصفية المنفذة

وقال الوزير للصحفيين "من خلال مكالمة تعقبناها بعد التفجير، يظهر وبشكل واضح أن تعليمات التنظيم الإرهابي كانت تملي بقتل الإرهابية والتخلص منها تماما"، مشيرا إلى أن ذلك كان يهدف لمنع السلطات من معرفة ملابسات التفجير.

وأضاف أن الأجهزة الأمنية تمكنت أيضا من اعتقال الشخص الذي أمره التنظيم بقتل منفذة التفجير، وفق رواية السلطات التركية.

Turkish Interior Minister Suleyman Soylu visits family of Istanbul terror attack victims
وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في جولة لتعزية أهالي الضحايا (الأناضول)

انتقاد للموقف الأميركي

وانتقد وزير الداخلية التركي الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية، وقال إن بلاده لا تقبل التعزية التي وجهتها السفارة الأميركية.

وشبّه صويلو الموقف الأميركي بأنه مثل "القاتل الذي يكون بين أوائل الواصلين إلى مسرح الجريمة".

وقال "لا نقبل التعزية من السفارة الأميركية، نعرف من يدعم الإرهاب في شمال سوريا، ونعرف الرسالة التي أرادوا إيصالها لتركيا من خلال هذا الهجوم".

وشدد على أن "من يدعم المنظمات الإرهابية في شمال سوريا هو من نفذ الهجوم ضدنا".

من جهته، نفى حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن تفجير شارع الاستقلال، وقال في بيان نُشر على موقعه على الإنترنت اليوم الاثنين "ليس واردا بالنسبة لنا استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال".

وكذلك نفت ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية مكونها الرئيسي، أي علاقة لها بتفجير إسطنبول.

وأدى التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال السياحي الشهير وسط إسطنبول، في يوم عطلة أسبوعية إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 81 آخرين.

وأعلن والي إسطنبول علي يرلي قايا، اليوم الاثنين، أن 58 جريحا غادروا المستشفيات، ولا يزال 17 آخرون يتلقون العلاج، وهناك 6 جرحى في العناية المشددة، بينهم اثنان في حالة حرجة.

تحركات المتهمة

ونقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية عن مصادر أمنية أن المتهمة بتنفيذ التفجير جاءت إلى إسطنبول قبل 4 أشهر من الحادثة، وعملت في ورشة للنسيج بغرض التخفي والتمويه.

وحسب تحقيقات الأمن التركي، فإن المتهمة استقرت منذ وصولها إلى إسطنبول في حي أسانلار في الجانب الأوروبي من المدينة، برفقة 3 آخرين.

وخلال فترة وجودها في المدينة، تجنبت المتهمة استخدام وسائل الاتصال الرقمية، خشية رصدها من قبل الأمن التركي، واختارت إجراء اتصالاتها عبر المشتبه به الذي عرّفته أجهزة الأمن بالرمز "ب"، والذي كان مقيما معها في المنزل نفسه.

وقبيل موعد التفجير، انتقلت برفقة "ب" إلى شارع الاستقلال، ووضعت المواد المتفجرة التي يعتقد أنها كانت موقوتة بالقرب من أحد المقاعد في الساعة 4:13 عصرا، ثم غادرت المكان قبل دقائق من وقوع الانفجار الساعة 4:20.

وبعد ذلك توجهت المتهمة إلى منطقة أسانلار ومنها إلى منطقة كوتشوك شكمجه.

وقد اقتحمت قوات الأمن المنزل الذي اختبأت فيه بمنطقة كوتشوك شكمجه الساعة 2:50 فجر الاثنين حين كانت تستعد للتوجه إلى الحدود التركية اليونانية للتسلل إلى أراضي اليونان، وفقا لرواية السلطات التركية.

ويواصل الأمن التركي تحرياته للقبض على المشتبه به "ب" الذي يُعتقد أنه لاذ بالفرار عقب وقوع التفجير.

المصدر : الجزيرة + وكالات