إيران تستنكر تصريحات شولتز وماكرون الداعمة للاحتجاجات وتعتبرها "استفزازية" و"مدعاة للعار"

Emmanuel Macron - Olaf Scholz meeting in Paris
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) والمستشار الألماني أولاف شولتز خلال زيارة سابقة له إلى باريس (الأناضول)

اعتبرت الخارجية الإيرانية التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المستشار الألماني أولاف شولتز وتحدث فيها عن "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" في إيران، "تدخلا استفزازيا وغير دبلوماسي" من قبل المسؤول الألماني.

كما انتقدت تصريحات نقلت عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعم فيها ما وصفها بـ"الثورة في إيران"، ووصفت هذا الموقف بأنه "مدعاة للأسف والعار".

وتأتي تصريحات المسؤولين الألماني والفرنسي بعد يومين فقط من تصريحات مشابهة لدبلوماسيين أوروبيين، قالوا فيها إن دول الاتحاد الأوروبي تؤيد فرض عقوبات جديدة على إيران، على خلفية تعاطي السلطات الإيرانية مع الاحتجاجات الشعبية التي تفجرت في البلاد بعد وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها من قبل "شرطة الأخلاق" منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، بسبب مخالفتها قواعد اللباس.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني -تعليقا على تصريحات شولتز- إن ألمانيا تهرب من مسؤوليتها الدولية تجاه احترام سيادة الدول.

وأضاف "ننصح السلطات الألمانية بإعادة العقلانية إلى أجواء العلاقات، ومنع المزيد من الارتباك في العلاقات".

وكان شولتز قد وجّه انتقادات حادة إلى القيادة الإيرانية، وقال في رسالته الأسبوعية عبر الفيديو "ما نوع الحكومة التي تطلق النار على مواطنيها؟ من يتصرف بهذا الشكل يجب أن يتوقع مقاومتنا"، مضيفا "نريد مواصلة تكثيف الضغط على الحرس الثوري والقيادة السياسية".

تهديدات إيرانية

وجاءت تصريحات شولتز ردا على تهديدات إيرانية سابقة، حيث هدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مؤخرا بردود فعل تجاه ألمانيا، بعد انتقادات برلين لتصدي طهران العنيف للاحتجاجات.

وغرّد عبد اللهيان عبر تويتر الخميس الماضي قائلا إن "اتخاذ مواقف استفزازية وغير دبلوماسية لا يعد إشارة على الرقي أو الذكاء. يمكن لألمانيا أن تحسم أمرها باختيار المشاركة من أجل مواجهة تحديات مشتركة أو من أجل التصادم، وهنا سيكون ردنا مناسبا وحازما".

وبعد نشوب الاحتجاجات المنتقدة للنظام في إيران، اشتدت حدة الخطاب بين برلين وطهران مؤخرا، وناقش البرلمان الألماني "بوندستاغ" طلبا من الكتل البرلمانية لأحزاب الائتلاف الحاكم، دعت فيه إلى دعم الاحتجاج في إيران من خلال فرض عقوبات إضافية على طهران وتحسين حماية المعارضين الفارين من هناك.

من ناحية أخرى، اعتبر كنعاني التصريحات التي نقلت عن ماكرون وحديثه عن دعم "الثورة في إيران" تصرفات معادية ضد بلاده "ستنقش بلا شك في ذاكرة الشعب الإيراني العظيم".

كما استنكر لقاء الرئيس الفرنسي بأحد رموز المعارضة الإيرانية ورفاقه على هامش منتدى باريس للسلام، معتبرا أن اجتماعا كهذا يعد "انتهاكا صارخا لمسؤوليات فرنسا الدولية في مكافحة الإرهاب والعنف"، وفق تعبيره.

عقوبات جديدة

وتأتي تصريحات المسؤولين الألماني والفرنسي ورد الفعل الإيراني عليها، بعد يومين فقط من تأكيد دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي أن دول الاتحاد تؤيد فرض عقوبات إضافية على إيران، بسبب "حملة القمع" التي تشنّها على الاحتجاجات المناوئة للحكومة.

ومن المتوقع أن تطال الإجراءات العقابية 31 فردا وكيانا، من بينهم على سبيل المثال ممثلون كبار في الشرطة وقوات الباسيج شبه العسكرية، وسيتم منع الأفراد المستهدفين من السفر إلى الاتحاد الأوروبي وتجميد أي أصول لهم داخل التكتل.

وقال دبلوماسيون إن لجنة من الممثلين الدائمين للدول الأعضاء بالاتحاد في بروكسل، تبنّوا بالإجماع الخطط أول أمس الجمعة، ومن المنتظر صدور تأكيد نهائي من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غدا الاثنين.

المصدر : الجزيرة