يشارك في قمتي آسيان بكمبوديا ومجموعة العشرين في إندونيسيا.. بايدن يلتقي نظيره الصيني لأول مرة
وصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى العاصمة الكمبودية بنوم بنه اليوم السبت، للمشاركة في اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وذلك في مستهل جولة تستمر 5 أيام في آسيا يشارك خلالها في سلسلة من القمم التي تشمل أول لقاء شخصي له مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة مجموعة العشرين بإندونيسيا.
وفي كلمته خلال القمة قال بايدن -الذي يعتبر أول رئيس أميركي منذ 2017 يشارك في اجتماعات آسيان- إن آسيان "في صميم إستراتيجيتنا، ونسعى لتطوير التعاون معها"، مضيفا أنه تم تخصيص مبالغ وإطلاق مبادرات من شأنها تعزيز منظمة آسيان.
كما قال إن الولايات المتحدة مستمرة في دعم مشاركتها لبناء آسيان قوية، معتبرا أن الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الولايات المتحدة والرابطة ستتعامل مع أكبر القضايا.
وبهذا الصدد، قال بايدن إنهم يسعون إلى حل قضايا تمتد من بحر جنوب الصين إلى ميانمار بالتعاون مع آسيان، كما صرح بأنه سيناقش مع قادة القمة "حرب روسيا الوحشية في أوكرانيا".
والتقى بايدن على هامش القمة برئيس وزراء كمبوديا سي هون، وقال البيت الأبيض إن بايدن شدد خلال اللقاء على أهمية الشفافية الكاملة بشأن أنشطة الجيش الصيني في قاعدة يرام البحرية الكمبودية، كما قال إن بايدن وهون أكدا مسؤولية المجتمع الدولي في تعزيز العودة إلى الديمقراطية في ميانمار.
ومن المقرر أن يلتقي بايدن أيضا رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ في قمة موازية لدول شرق آسيا تعقد غدا الأحد في كمبوديا أيضا.
ووصل بايدن إلى كمبوديا قادما من مصر بعد مشاركته في قمة المناخ "كوب 27" (COP 27)، وبعد المشاركة في قمة آسيان سيتوجه بايدن إلى جزيرة بالي الإندونيسية لحضور قمة مجموعة العشرين يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث سيعقد أول لقاء له منذ توليه السلطة مع نظيره الصيني شي جين بينغ.
ومن المتوقع أن تركز قمة آسيان على الحرب الروسية الأوكرانية والأنشطة العسكرية الصينية في المياه المتنازع عليها والاضطرابات في ميانمار بعد الانقلاب العسكري.
وتسعى واشنطن إلى تعزيز التعاون مع الدول الـ10 الأعضاء في رابطة آسيان، في ظل سعيها لمواجهة التأثير المتزايد للصين في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
وفي وقت سابق، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بايدن سيبحث مع قادة آسيان الحاجة إلى حرية الملاحة، وضمان أن الولايات المتحدة تلعب دورا بناء في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
وأضاف أن الرئيس الأميركي سيبحث مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي خلال قمة آسيان ما وصفها سوليفان بتهديدات كوريا الشمالية الصاروخية والنووية.
وسيحضر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعض الاجتماعات، في حين أن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا موجود أيضا في كمبوديا بعد توقيع معاهدة الصداقة والتعاون مع الآسيان مع سعي كييف إلى تعزيز العلاقات مع الكتلة.
كوريا الجنوبية تدعو للتحرك ضد جارتها الشمالية
من جهته، قال رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول خلال مؤتمر صحفي في كمبوديا على هامش القمة إن سلسلة الاستفزازات التي تقوم بها كوريا الشمالية ومحاولاتها لتعزيز قدراتها النووية والصاروخية تشكل تهديدا خطيرا للمجتمع الدولي.
وأضاف أنه إذا ما أجرت كوريا الشمالية تجارب صاروخية أو نووية جديدة فإن على المجتمع الدولي أن يرد بشكل موحد.
كما اقترح يون آلية لحوار ثلاثي مع الصين واليابان بما يشمل عقد قمة على مستوى الزعماء لمعالجة قضايا مثل الأمن وتغير المناخ.
ومن المتوقع أن يعقد يون اجتماعا مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا غدا الأحد على هامش قمة آسيان، كما سيعقد أيضا اجتماع مع الرئيس الأميركي بالإضافة إلى قمة ثلاثية مع بايدن وكيشيدا غدا، حسبما ذكرت وكالة يونهاب للأنباء نقلا عن المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية.
لقاء الرئيس الصيني
وبعد المشاركة في قمة آسيان سيتوجه بايدن إلى جزيرة بالي الإندونيسية، لحضور قمة مجموعة العشرين الثلاثاء والأربعاء المقبلين.
وبهذا الصدد، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بايدن سيطرح موضوع كوريا الشمالية خلال الاجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينغ على هامش اجتماعات تلك القمة عندما يلتقيان للمرة الأولى.
وقال سوليفان -الذي كان يتحدث على متن طائرة الرئاسة خلال توجهها إلى كمبوديا- إن بايدن لن يتقدم بطلب من الصين، بل سيعطي "وجهة نظره" لشي جين بينغ.
وتتمثل وجهة النظر هذه في أن "كوريا الشمالية لا تشكل تهديدا للولايات المتحدة فحسب، وليس لكوريا الجنوبية واليابان فقط، ولكن أيضا للسلام والاستقرار في كل أنحاء المنطقة".
وأضاف أن الصين "لديها مصلحة في تأدية دور بنّاء في كبح أسوأ ميول كوريا الشمالية"، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي سيخبر نظيره الصيني أنه إذا واصلت بيونغ يانغ مسارها فذلك يعني وجودا عسكريا أميركيا أكثر بالمنطقة، وأشار إلى أن اجتماع الرئيسين وجها لوجه سيسمح بتوضيح المواقف وتعزيز التفاهم.
من جانبها، عبرت الصين عن أملها أن تلتقي مع الولايات المتحدة في منتصف الطريق، وأعرب المتحدث باسم الخارجية الصينية جاو لي جيان عن أمله أن تدار الخلافات بين الجانبين بشكل صحيح، لتجنب سوء التقدير، على حد تعبيره.
وتحدث بايدن وشي (رئيسا أكبر اقتصادين في العالم) عبر الهاتف مرارا منذ أن أصبح الديمقراطي رئيسا في يناير/كانون الثاني 2021، لكن جائحة "كوفيد-19" وامتناع شي عن السفر إلى الخارج أعاقا اجتماعهما شخصيا.
غوتيريش يوجه نداء لميانمار
وفي إطار آخر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -اليوم السبت من بنوم بنه حيث التقى قادة جنوب شرق آسيا- المجلس العسكري في ميانمار إلى "العودة إلى طريق التحول الديمقراطي فورا".
ووصف غوتيريش الوضع بأنه "كابوس لا نهاية له" في ميانمار التي تشهد منذ انقلاب فبراير/شباط 2021 نزاعا دمويا لم يتم التوصل إلى حل سلمي له حتى الآن.
وقال غوتيريش للصحفيين "أحث السلطات في ميانمار على الاستماع إلى شعبها والإفراج عن السجناء السياسيين والعودة إلى طريق التحول الديمقراطي فورا، هذا هو السبيل الوحيد للاستقرار والسلام".
واتفق زعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المجتمعون في قمة بكمبوديا -أمس الجمعة- على "إشراك" مجموعات المعارضة في عملية السلام في ميانمار، لكن إعلانهم هذا أثار غضب نايبيداو التي "أدانت" قرارهم التحاور مع "منظمات غير شرعية وإرهابية"، وفق وصفها.