قبل أيام من انتهائه.. أردوغان يعتبر تمديد اتفاق الحبوب خطوة "صائبة" والأمم المتحدة تبحث مع وفد روسي شكاوى موسكو

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لا ينبغي وضع حد زمني لاتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود، معتبرا أن تمديد الاتفاق سيكون قرارا "صائبا".
وأشار أردوغان -قبل أيام من انتهاء أجل الاتفاق- إلى إمكانية تأسيس "طريق سلام" من ممر الحبوب ورسم حدود له والعمل عليه بشكل جيد.
كما دعا المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تمديد العمل بالاتفاق، وأعلنت الأمم المتحدة أن مسؤولين أممين كبارا التقوا وفدا روسيا في جنيف لمناقشة شكاوى موسكو بشأن مبادرة تصدير الحبوب ومعالجة مسألة ضرورة تصدير المواد الغذائية والأسمدة بلا عوائق.
ومن المقرر أن ينتهي موعد اتفاقية تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، الموقعة برعاية تركيا والأمم المتحدة، الأحد المقبل 19 نوفمبر/تشرين الثاني.
وذكر بيان للحكومة الألمانية أن شولتز وزيلينسكي بحثا أيضا خلال اتصال هاتفي بينهما الوضع العسكري والسياسي والإنساني بأوكرانيا في ظل الهجوم الروسي.
وأوضح أن الجانبين أدانا استهداف الجيش الروسي للبنية التحتية المدنية، وبحثا تدابير تعزيز البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
كما دعوا إلى تمديد فترة اتفاقية شحن الحبوب التي تساهم في تحسين الوضع الغذائي على مستوى العالم.
لقاء في جنيف
من ناحية أخرى، أكد مسؤولان كبيران من الأمم المتحدة ونائب وزير الخارجية الروسي في جنيف أمس الجمعة التزام الطرفين بتطبيق اتفاق تصدير الأسمدة الروسية الأساسية لمكافحة الأزمة الغذائية.
وأكد بيان صدر في ختام اللقاء بين الأطراف الثلاثة أن "المشاركين يبقون ملتزمين بتطبيق هذا الاتفاق أيضا".
وشددوا على أن "العالم لا يمكنه أن يسمح بتحول المشاكل العالمية للحصول على الأسمدة، إلى نقص غذائي عالمي"، وأُقر مبدأ الصادرات الروسية من الأسمدة والمنتجات الغذائية في الوقت نفسه الذي أبرم فيه الاتفاق على الحبوب الأوكرانية.
وساعد الاتفاق في تفادي أزمة غذاء عالمية من خلال السماح بتصدير الأغذية والأسمدة من بضعة موانئ أوكرانية على البحر الأسود.
وأشارت روسيا في مرات سابقة إلى استعدادها للانسحاب من الاتفاق الذي قد ينتهي العمل به ما لم يتحقق تقدم في معالجة مخاوفها.
وعلّقت روسيا مشاركتها في الاتفاق أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي لمدة 4 أيام ردا على هجوم بطائرات مسيرة على أسطول موسكو في القرم والذي أنحت فيه باللوم على أوكرانيا.
ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن ذلك وتنفي استخدام الممر الأمني لبرنامج الحبوب لأغراض عسكرية.
وقالت الأمم المتحدة في بيان عقب المحادثات إن المسؤولين واصلوا المشاورات بشأن اتفاق يوليو/تموز الماضي مشيرة إلى أن المحادثات تضمنت تحديث آخر ما تم التوصل إليه من تقدم في تسهيل تصدير المواد الغذائية والأسمدة من روسيا بدون عوائق إلى الأسواق العالمية.
وأضافت أنها "ما زالت ملتزمة بمعالجة أزمة سوق الأسمدة العالمية، حيث يعجز المزارعون -ولا سيما أصحاب الحيازات الصغيرة من العالم النامي- عن تحمّل تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع تكاليف المدخلات".
كما أكدت أنه "لا يمكن للعالم أن يترك مشاكل إمكانية الوصول إلى الأسمدة العالمية لتصبح نقصا عالميا في الغذاء، ولذلك تدعو الأمم المتحدة جميع الجهات الفاعلة للإسراع بإزالة أي عوائق متبقية أمام تصدير ونقل الأسمدة إلى البلدان الأكثر احتياجا".
يشار إلى أنه تم توقيع وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية بإسطنبول في 22 يوليو/تموز الماضي، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة. وتضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود إلى العالم، لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي التي تهدد بكارثة إنسانية.