روسيا تكمل انسحابها من خيرسون وزيلينسكي يصف استعادة المدينة باليوم التاريخي

Ukrainian soldier walks past captured Russian ammunition in the village of Blahodatne in Kherson region
جندي أوكراني بالقرب من ذخائر للجيش الروسي وجدت في قرية استعادتها كييف بمقاطعة خيرسون (رويترز)

قالت روسيا إنها أكملت سحب قواتها من خيرسون جنوبي أوكرانيا إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبرو المحاذي للمدينة، فيما وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دخول قوات بلاده إلى خيرسون باليوم التاريخي.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أنها نقلت أكثر من 30 ألف جندي و5 آلاف وحدة من الأسلحة والمعدات من خيرسون إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبرو.

وأشارت الوزارة إلى أن قواتها قصفت تجمعات للقوات الأوكرانية على الضفة اليمنى للنهر.

وتعليقا على الانسحاب الروسي من خيرسون، قال الكرملين إن الموقف من وضع خيرسون كجزء من روسيا لم يتغير، وذلك في إشارة إلى قرار روسيا في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي ضم مقاطعة خيرسون إلى الاتحاد الروسي، إلى جانب مقاطعات زاباروجيا ودونيتسك ولوغانسك، وكلها تقع في الجنوب الشرقي لأوكرانيا.

بالمقابل، أعلن الرئيس الأوكراني استعادة المدينة، ووصف هذا اليوم بالتاريخي، وأضاف زيلينسكي أن الوحدات الخاصة في الجيش الأوكراني موجودة حاليا داخل مدينة خيرسون، موضحا أن أهالي خيرسون يقومون حاليا بتطهير المدينة مما وصفه بالرموز الروسية وأي آثار للمحتلين.

دعوة للاستسلام

ودعا الرئيس الأوكراني الجنود الروس الذين تبقوا في مناطق جنوب أوكرانيا إلى الاستسلام.

وقالت إدارة المخابرات العامة الأوكرانية -في بيان- إن خيرسون عادت إلى سيطرة أوكرانيا، وأضافت أن وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية وكتائب الاستطلاع دخلت المدينة، ودعت الروس الذين بقوا في المدينة إلى الاستسلام.

وذكر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة على حسابه في تويتر أن "أوكرانيا تسطر نصرا مهما آخر في الوقت الحالي، وتثبت أنه مهما تقول روسيا أو تفعل، فإن أوكرانيا ستنتصر".

وأظهرت صور من داخل مدينة خيرسون الأعلام مرفوعة على مبنى الإدارة الإقليمية للمدينة، في حين أظهرت صور أخرى بثتها صفحات محلية رفع الأعلام الأوكرانية في منطقة بيلازوركا على المشارف الشمالية لمدينة خيرسون.

وأظهرت صور التقطتها أقمار صناعية الأضرار التي لحقت بعدد من الجسور في منطقة خيرسون.

وأظهرت الصور الأضرار التي لحقت بجسر أنتونوفسكي على نهر دنيبرو، إضافة إلى جسر أنتونوفسكي للسكك الحديدية بعد انسحاب القوات الروسية إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبرو. كما أظهرت الصور أضرارا جسيمة لحقت بسد محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية.

احتفال بالانسحاب

وأظهرت مشاهد احتفالات أهالي خيرسون ليلا بالانسحاب الروسي رغم انقطاع الكهرباء، وتجمهر سكان المدينة حول نيران أشعلوها ورقصوا حولها وهتفوا باسم القوات الأوكرانية.

كما تجمع العشرات من سكان خيرسون في ساحة ميدان وسط العاصمة كييف مساء أمس الجمعة للاحتفال باستعادة الجيش الأوكراني لمدينة خيرسون، والتي ظلت تحت السيطرة الروسية لمدة 9 أشهر.

وفي وقت سابق من أمس الجمعة، قالت مصادر عسكرية أوكرانية للجزيرة إنه تمت السيطرة على ريف ميكولايف بالكامل، وإن كتائب الاستطلاع تتقدم بشكل حذر نحو مطار "تشورنا بايفكا"، قرب مدينة خيرسون.

وقبل إعلان كييف دخول قواتها مدينة خيرسون، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن القوات الروسية ستحتاج أسبوعا على الأقل للانسحاب من المدينة، وإن ذلك لا يمكن أن يتم خلال يوم أو يومين.

التقاط الأنفاس

وأوضح ريزنيكوف أن فصل الشتاء سيبطئ العمليات العسكرية، ويمنح الطرفين فرصة لالتقاط الأنفاس، وفق تعبيره، وأضاف المسؤول العسكري الأوكراني أن هناك نحو 40 ألف عسكري روسي في عموم مقاطعة خيرسون.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن عودة خيرسون إلى أوكرانيا "خطوة مهمة على طريق الاستعادة الكاملة لحقوقها السيادية"، مشددا على استمرار باريس بدعم الأوكرانيين.

ويعد انسحاب الجيش الروسي من خيرسون الثالث من حيث الحجم منذ بدء الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، إذ اضطرت روسيا للتراجع في فصل الربيع في محاولة للسيطرة على كييف في مواجهة مقاومة شرسة من الأوكرانيين، قبل طردها من منطقة خاركيف بشكل شبه كامل في سبتمبر/أيلول الماضي.

منشأة خاركيف

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، إن فحصا لمنشأة أبحاث في مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا خلص إلى أنها تعرضت لأضرار بالغة، لكن لا توجد مؤشرات على انبعاث إشعاعات أو تحول مواد نووية.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، في بيان، إن فريقا من الوكالة زار معهد خاركيف للتكنولوجيا في الفترة من 8 – 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بعدما قالت أوكرانيا في يونيو/حزيران الماضي إن روسيا قصفت المنشأة.

وأضاف غروسي "على الرغم من أن مستويات الإشعاع كانت طبيعية، فإن مدى الضرر الذي لحق بمنشأة الأبحاث النووية وخيم وصادم، وأسوأ حتى مما كان متوقعا".

المصدر : الجزيرة + رويترز