روسيا تربط تمديد اتفاقية الحبوب بالسماح بتصدير منتجاتها الزراعية

أعلنت الخارجية الروسية أن مسألة تمديد صفقة الحبوب لم يتم حلها بعد، وذلك قبل أسبوع من انتهاء الاتفاقية التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا بين موسكو وكييف.
وقالت الخارجية الروسية إن العامل الحاسم لتمديد صفقة الحبوب هو تنفيذ الاتفاقية الموقعة مع الأمم المتحدة بشأن تصدير المنتجات الزراعية الروسية.
وكشفت الخارجية الروسية أن نحو 280 ألف طن من الأسمدة الروسية محتجزة في الموانئ الأوروبية، مؤكدة أن روسيا تسعى لإعادة ربط نظامها المصرفي بنظام السويفت لتيسير المعاملات المالية في قطاع الزراعة.
وأشار بيان لوزارة الخارجية الروسية إلى أن شحنات الحبوب الأوكرانية وتطبيع الصادرات الزراعية الروسية كانا جزءين غير قابليْن للتجزئة من حزمة تدابير واحدة تهدف لضمان الأمن الغذائي العالمي.
وتقول الأمم المتحدة إن الاتفاق الذي أبرم في يوليو/تموز الماضي أتاح تصدير 10 ملايين طن من الحبوب والأغذية الأخرى من أوكرانيا، مما ساعد على تجنب أزمة غذاء عالمية.
بيد أن روسيا شكت مرارا من أن شحناتها من الحبوب والأسمدة -رغم أنها غير مستهدفة بصورة مباشرة بعقوبات غربية- لا تصل فعليا إلى الأسواق العالمية بسبب العقوبات التي تقيد حصول شركات الشحن على التمويل والتأمين ودخول الموانئ.
وفي أنقرة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن روسيا تقاوم هجوما غير محدود من الغرب وخاصة من الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن تركيا ما زالت تسعى لحوار سلام بين روسيا وأوكرانيا.
وقال أردوغان إن وضع حد زمني لاتفاقية نقل الحبوب التي وقّع عليها في إسطنبول سيكون خاطئا، مؤكدا أهمية استفادة الدول المحتاجة من هذه الاتفاقية بدلا من الدول الغنية. وأشار إلى إمكانية تأسيس طريق سلام من ممر الحبوب ورسم حدود له، والعمل عليه بشكل جيد.
ومن المقرر أن ينتهي موعد اتفاقية تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، الموقعة برعاية تركيا والأمم المتحدة، الأحد المقبل الموافق 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وقد أكد مسؤولان كبيران من الأمم المتحدة ونائب وزير الخارجية الروسي في جنيف أمس الجمعة التزام الطرفين بتطبيق اتفاق تصدير الأسمدة الروسية الأساسية لمكافحة الأزمة الغذائية.
وأكد بيان صدر في ختام اللقاء بين الأطراف الثلاثة أن "المشاركين يبقون ملتزمين بتطبيق هذا الاتفاق أيضا".
وتتهم أوكرانيا روسيا بالضغط على العالم بسلاح الجوع، في حين تنفي روسيا التي حالت سفنها الحربية دون الوصول إلى الموانئ الأوكرانية حتى دخل الاتفاق حيز التنفيذ.
وعلقت روسيا لفترة وجيزة مشاركتها في الاتفاق يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد هجوم على أسطولها في البحر الأسود، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعاد بلاده للاتفاق بعد 4 أيام فقط إثر وساطة قام بها نظيره التركي.
يشار إلى أنه تم توقيع وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية بإسطنبول يوم 22 يوليو/تموز الماضي بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة. وتضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود إلى العالم لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي التي تهدد بكارثة إنسانية.