بعد استعادة خيرسون.. كييف تتأهب لهجمات محتملة من روسيا وآليات إسرائيلية تظهر في الميدان

مع دخول القوات الأوكرانية مدينة خيرسون الرئيسية في جنوبي البلاد عقب اكتمال الانسحاب الروسي منها، أكد ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن بلاده لم تستخدم بعد ترسانتها الكاملة.
وأضاف ميدفيديف -في منشور عبر منصة تلغرام اليوم السبت- أن روسيا "لم تقصف جميع أهداف العدو المحتملة"، وقال إن "كل شيء في وقته".
اقرأ أيضا
list of 3 itemsمعهد دراسات الحرب الأميركي: الشتاء لن يردع الهجوم الأوكراني المضاد
خلال كلمة له في قمة منظمة الدول التركية.. أردوغان: نعمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا ومنع حدوث أزمة غذاء عالمية
ورأى المسؤول الروسي البارز أن روسيا تبني "نظاما عالميا متساويا" للمستقبل، وأنها تصارع وحدها في مواجهة حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) والغرب.
وفي إشارة على ما يبدو إلى التطورات في خيرسون، قال ميدفيديف إن روسيا هي التي تحمي مواطنيها وهي التي تستعيد أراضي روسية وليس العكس، مكررا موقف موسكو باعتبار مقاطعة خيرسون ومقاطعات دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا ضمن أراضي روسيا.
من جانبه، حذر المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية من هجمات صاروخية وجوية روسية محتملة على مناطق واسعة في البلاد.
في غضون ذلك، أعلنت إدارة المخابرات العامة الأوكرانية عودة خيرسون إلى سيطرة أوكرانيا، وقالت في بيان إن وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية وكتائب الاستطلاع دخلت المدينة.
ودعت إدارة المخابرات في بيانها من بقي من الروس في المدينة إلى الاستسلام.
استقبال حافل للجنود.. الأوكرانيون يحتفلون بعد استعادة قواتهم السيطرة على مدينة خيرسون pic.twitter.com/qw8OFVAi8h
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 12, 2022
وقد أظهرت صور من داخل مدينة خيرسون الأعلام الأوكرانية مرفوعة على مبان حكومية في المدينة، وقالت مصادر عسكرية أوكرانية للجزيرة إنه تمت السيطرة على ريف ميكولايف بالكامل، وإن كتائب الاستطلاع تتقدم بشكل حذر نحو مطار تشورنا بايفكا، قرب مدينة خيرسون.
وعُزف النشيد الوطني الأوكراني في خيرسون بعد انسحاب القوات الروسية أمس الجمعة من المدينة، وكانت خيرسون أول مدينة سقطت في بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
وقال مصدر في مكتب رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خيرسون للجزيرة إن السلطات بدأت إجراءات إرساء الاستقرار في المقاطعة، وإن أعمال إزالة الألغام في الأرياف المحررة قد بدأت بالفعل.
يوم تاريخي
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي على وسائل التواصل الاجتماعي استعادة المدينة "يوما تاريخيا"، قائلا إن قوات عسكرية خاصة أصبحت داخل مدينة خيرسون جنوبي البلاد بعد إعلان روسيا انسحاب قواتها منها، وكتب زيلينسكي على تلغرام "اليوم يوم تاريخي، نحن نستعيد خيرسون".
وأوضح "في الوقت الراهن مدافعونا موجودون في ضواحي المدينة، لكن قوات عسكرية خاصة موجودة في المدينة".
من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن قوات بلادها اكتشفت دبابات ومدافع ومعدات روسية أخرى في الأراضي التي استعادتها في الجنوب بعد فشل الروس في عبور نهر دنيبرو بها أثناء الانسحاب.
وأضافت هومينيوك أن المعدات هناك متروكة بشكل فوضوي، وأن الجيش الأوكراني يجمع ما يناسبه منها لاستخدامه في الهجوم المضاد.
كما أكدت هومينيوك أن الروس زرعوا مساحات كبيرة من الأراضي التي غادروها بالألغام، لذلك فإن العودة إلى الأراضي المحررة لا تزال محفوفة بالمخاطر، على حد تعبيرها.
وأظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية الأضرار التي لحقت بعدد من الجسور في منطقة خيرسون.
وتبين الصور الأضرار التي لحقت بجسر أنتونوفسكي على نهر دنيبرو، وجسر للسكك الحديدية بعد انسحاب القوات الروسية إلى الضفة الشرقية من النهر، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بسد محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية.
عاصمة مؤقتة
من جهتها، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة خيرسون أن مدينة غينيشيسك ستكون العاصمة المؤقتة لها في المقاطعة بدل مدينة خيرسون التي انسحب الجيش الروسي منها أمس الجمعة.
وتعد غينيشيسك إحدى كبرى مدن مقاطعة خيرسون، وتقع جنوبا على بحر آزوف، وتبعد عن خيرسون العاصمة نحو 200 كيلومتر.
في غضون ذلك، قال الكرملين إن قرار الانسحاب من خيرسون اتُّخذ في أروقة وزارة الدفاع الروسية، مشددا في بيان له على أنه لم يطرأ أي تغيير على موقف موسكو باعتبار مقاطعة خيرسون جزءا من الأراضي الروسية.
وكان الجيش الروسي أعلن انسحاب أكثر من 30 ألف جندي روسي من منطقة خيرسون، تاركين الضفة الغربية لنهر دنيبرو للانتشار على ضفته الشرقية.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إلى "سحب أكثر من 30 ألف جندي روسي ونحو 5 آلاف وحدة تسليح ومركبة عسكرية" من الضفة الغربية للنهر.
معارك ضارية
في غضون ذلك، تشهد الجبهة الشرقية في أوكرانيا تطورات ميدانية متلاحقة، حيث تبادلت القوات الأوكرانية والروسية الإعلان عن صد هجمات في محاور عدة.
ففي مقاطعة دونيتسك، ذكرت قيادة الأركان الأوكرانية أنها صدت 8 محاولات تقدم للقوات الروسية على محاور القتال، بما في ذلك محور بيرفومايسك.
في المقابل، قال الانفصاليون الموالون لروسيا إنهم يواصلون التقدم في محور مطار دونيتسك الدولي، وإنهم على وشك السيطرة على بلدة بيرفومايسك شمالي غربي المقاطعة.
أما في لوغانسك، فقال الحاكم الأوكراني للمقاطعة إن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على 11 بلدة منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وإنها ما زالت تتقدم لكن ببطء بسبب الألغام التي زرعتها القوات الروسية.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت 4 هجمات أوكرانية في اتجاه كراسنو-ليمان، وهو ما أدى إلى مقتل أكثر من 190 جنديا أوكرانيا وإعطاب عدد من الآليات.
وذكرت الوزارة أيضا أن الجيش الروسي أحبط محاولات أوكرانية للتقدم على محور كوبيانسك، وأنه أوقع أكثر من 160 بين قتيل وجريح في صفوف المهاجمين.
كما أعلنت الوزارة إسقاط مروحية للقوات الأوكرانية من طراز "مي-8" (Mi-8) في مقاطعة زاباروجيا جنوبي أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إنه تم تدمير مستودعات ذخيرة تابعة للقوات الأوكرانية في زاباروجيا وكذلك في خاركيف (شمالي شرقي أوكرانيا).
آليات إسرائيلية
من ناحية أخرى، تحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن رصد آليات عسكرية مصفحة إسرائيلية الصنع في خدمة القوات الأوكرانية بمنطقة خيرسون جنوبي البلاد، وذلك بالتزامن مع تصريح لمسؤول أوكراني يتوقع فيه حصول تحول إستراتيجي مع وصول بنيامين نتنياهو لرئاسة الحكومة الإسرائيلية.
ونشر موقع هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن حساب في تويتر يُعنى بالأسلحة والمعدات المستخدمة في الحرب الراهنة، صورا لآليات من نوع "أمير" من إنتاج شركة "غايا" الإسرائيلية الخاصة.
وأشار الحساب إلى أن هذه أول مرة يشاهد فيها الجيش الأوكراني وهو يستخدم آليات من صنع إسرائيل.
وتحاول أوكرانيا منذ بدء الحرب إقناع إسرائيل بمدها بنظام الدفاع الجوي المعروف بالقبة الحديدية، لكن حكومة يائير لبيد امتنعت عن ذلك خوفا من إثارة غضب روسيا.
#Ukraine: For the first time in Ukraine, an Israeli 🇮🇱-made GAIA Amir MRAP vehicle was spotted in the service of the #Ukrainian army in #Kherson Oblast. There is not much information on how the vehicle ended up in Ukraine.#Kiev #Russia #Ukraina #Israeli #MRAP #UkraineWar #Kyiv pic.twitter.com/dE5XoKrZhb
— 🇺🇦Ukraine_Weapons Observer (@UW_Observer) November 12, 2022
غير أن صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) نقلت عن السفير الأوكراني في إسرائيل يفجين كورنيشوك قوله إنه يعتقد أن تحولا إستراتيجيا يلوح في الأفق مع عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة.
وذكر السفير الأوكراني أن نتنياهو سيفكر في تقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا، ورأى أن التعاون العسكري بين إيران وروسيا يدفع إسرائيل إلى تعاون أوثق مع كييف ضد عدو مشترك.
من جانب آخر، نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قلقهم من إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، خشية أن يعرقل ذلك الخط الساخن الذي رتبته إسرائيل مع الروس في سوريا، والذي يسمح لتل أبيب بشن ضربات ضد الوجود الإيراني هناك مع تجنب إيقاع خسائر لروسيا.