أوكرانيا تشكك في الانسحاب الروسي من خيرسون والبنتاغون يعلن عن حزمة مساعدات جديدة لكييف

قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن القوات الروسية لم تنسحب من خيرسون ولا تزال في المدينة ومحيطها، بينما أعلنت واشنطن ودول غربية أخرى عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لكييف.
وأمس الخميس، أكد الجيش الروسي بدء السحب الجزئي لقواته من منطقة خيرسون (جنوبي أوكرانيا)، وإنشاء خط دفاع على يسار نهر دنيبرو.
لكن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف قال إن القوات الروسية لا تزال في المدينة، وإن انسحابها يحتاج لأسبوع على الأقل، معترفا بصعوبة التنبؤ بأفعال روسيا.
وأضاف أن فصل الشتاء سيبطئ العمليات في ساحة المعركة، مما يمنح الجانبين فرصة لإعادة تنظيم صفوفهما.
واستبعد احتمال تفجير موسكو سد كاخوفكا الجنوبي الكبير في أثناء انسحابها، واصفا الفكرة بأنها "جنون"، قائلا إن هذه الخطوة ستؤدي لغرق مناطق تسيطر عليها موسكو وتمنع وصولها إلى إمدادات المياه العذبة عبر قناة من دنيبرو إلى شبه جزيرة القرم.
وتابع بأن "الضفة الغربية هي أرض مرتفعة والضفة الشرقية منخفضة. وهذا يعني أن المياه ستتدفق شرقي هذه الضفة وسيكون هناك خطر على قواتهم".
وتبادل طرفا الحرب الاتهامات بالتخطيط لتدمير السد.
بدورها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها رصدت مؤشرات على تحرك روسي في خيرسون، مؤكدة أنها لا ترى أي استعداد من موسكو للتراجع عن المقاطعة الأوكرانية.
في المقابل، أفادت وسائل إعلام روسية بسماع دوي انفجارات عنيفة فجر الجمعة في محيط جسر أنطونوف وضواحي مدينة خيرسون.
من جهته، أعلن الجيش الأوكراني استعادة 12 بلدة في منطقة خيرسون التي تعرضت لضغط هجوم أوكراني مضاد قبل الانسحاب الروسي، حسب قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني.
وقال زالوجني عبر تليغرام "أمس، تقدّمت وحدات من قوات الدفاع 7 كيلومترات، مسيطرة على 6 بلدات في اتجاه بيتروبافليفكا-نوفورايسك".
وأشار إلى أن الجيش الأوكراني استعاد أيضا "السيطرة على 6 بلدات باتجاه بيرفومايسكي-خيرسون"، أي بما يزيد على 260 كيلومترا مربعا.
"مدينة للموت"
وقال أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني، الخميس، إن روسيا تريد تحويل خيرسون إلى "مدينة للموت".
واتهم ميخايلو بودولياك المستشار السياسي للرئيس الأوكراني روسيا بزرع الألغام في كل مكان؛ بدءا من الشقق السكنية وحتى الصرف الصحي، والتخطيط لقصف خيرسون من الجانب الآخر من نهر دنيبرو.
وكتب بودولياك على تويتر "تريد روسيا الاتحادية تحويل خيرسون إلى مدينة للموت؛ يزرع الجيش الروسي الألغام في كل مكان بوسعهم زرعها فيه؛ الشقق السكنية والصرف الصحي، وتخطط المدفعية على الضفة الغربية لتحويل المدينة إلى أثر بعد عين".
يذكر أن مدينة خيرسون تتحكم في الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 ومصب نهر دنيبرو الذي يشطر أوكرانيا.
ووفق محللين، فإن الخطوة تمثل انعطافا كبيرا في العمليات العسكرية الروسية؛ إذ إنها أول خطوة من نوعها منذ سيطرة القوات الروسية على مقاطعة خيرسون في مارس/آذار الماضي.
مساعدات غربية
وفي سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة عن مساعدة أمنية إضافية لأوكرانيا قيمتها 400 مليون دولار.
كما أعلن البنتاغون تزويد أوكرانيا بـ4 منظومات أفينجير للدفاع الجوي ومواصلة تقييم الحاجة لصواريخ ستينغر.
كما تعهد وزراء دفاع دول القوة الاستكشافية المشتركة لدول البلطيق، بدعم أوكرانيا عسكريا وماديا إلى حين انتهاء الحرب الروسية عليها.
وقال الوزراء إن روسيا خسرت الحرب في أوكرانيا إستراتيجيا لكنها ما زالت تشكل تهديدا لدول المجموعة.
من جانبها، قالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلس الخميس إن إسبانيا سترسل نظامي هوك للدفاع الجوي لأوكرانيا، إضافة إلى 4 وحدات من نفس المنظومة الأميركية الصنع تم شحنها الأسبوع الماضي، لمساعدتها في التصدي للغزو الروسي وحماية بنيتها التحتية التي تعرضت للقصف.