وسط إغلاقات وإجراءات أمنية مشددة.. الإسرائيليون ينتخبون اليوم برلمانا جديدا للمرة الخامسة في 4 سنوات

يتوجه الناخبون في إسرائيل لصناديق الاقتراع للمرة الخامسة في 4 سنوات، اليوم الثلاثاء، في انتخابات يتطلع فيها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو للعودة إلى السلطة، لكن مساعيه ربما تعتمد على حزب يميني متطرف يدعو زعماؤه لطرد من يعتبرونهم مفتقرين للولاء لإسرائيل.

وتتزامن انتخابات الكنيست (البرلمان) في إسرائيل مع تصاعد حدة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والمستمر منذ عقود، وسط تحذيرات محللين إسرائيليين من مخاوف اندلاع انتفاضة ثالثة.

وقررت إسرائيل تعزيز إجراءاتها الأمنية اليوم ونشر أكثر من 18 ألف شرطي في أنحاء البلاد، في ظل مخاوف أمنية من وقوع هجمات، بحسب قناة عبرية مساء الاثنين.

ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في إسرائيل نحو 6.8 ملايين، وقد ارتفع هذا الرقم بمقدار 210 آلاف مقارنة بالانتخابات الماضية التي أجريت في مارس/آذار 2021، لكن مراقبين يتخوّفون من مشاركة ضعيفة خصوصا بسبب لا مبالاة الناخبين الساخطين من الجمود السياسي وخصوصا المواطنين العرب.

ويحاكم نتنياهو -زعيم المعارضة الحالي وصاحب أطول فترة رئاسة وزراء في إسرائيل- بتُهَم فساد ينفيها. ولا تزال التوقعات تشير إلى أن حزبه اليميني (ليكود) سيخرج من الانتخابات بأكبر عدد مقاعد في البرلمان منفردا، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كان من الممكن أن يشكل التحالف المؤيد له أغلبية.

فقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة، التي نشرت الأسبوع الماضي، أن نتنياهو لن يتمكن من الحصول على 61 مقعدا مطلوبة للأغلبية في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا بما يفتح الباب لمفاوضات ونقاشات قد تستمر أسابيع لتشكيل ائتلاف حاكم ولا تستبعد احتمال انتخابات جديدة.

وتصدر ملفا الأمن وارتفاع الأسعار قائمة ما يقلق الناخبين في حملة انتخابية بدأت بعد أن قرر رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد، المنتمي للوسط، الدعوة لانتخابات مبكرة بعد انشقاقات في ائتلافه الحاكم.

لكن الخلافات السياسية تضاءلت أمام تضخم شخصية نتنياهو الذي أججت معاركه القانونية حالة الجمود التي تعرقل النظام السياسي الإسرائيلي منذ أن وجهت له اتهامات الرشوة والتزوير وخيانة الأمانة في 2019.

وبعد جولات متكررة من الانتخابات التي فشل فيها في الحصول على أغلبية مستقرة، يعتمد نتنياهو الآن على الصهيونية الدينية، وهي مجموعة كانت هامشية في السابق لكن من المتوقع أن تحتل المرتبة الثالثة.

وفي تصويت اليوم الثلاثاء، من المتوقع أن يتوجه نتانياهو أيضا للحصول على دعم اليمين المتشدد بزعامة إيتمار بن غفير المعروف بخطابه المعادي للعرب ودعوته إلى ضم الضفة الغربية المحتلة بأكملها إلى إسرائيل.

وسعى نتنياهو خلال حملته الانتخابية إلى إيصال رسالة مفادها أن التحالف الذي أطاح به العام الماضي والذي ضم حزبا عربيا لأول مرة في تاريخ إسرائيل كان "خطيرا" على الدولة العبرية.

تشديد الإجراءات الأمنية في انتخابات "لن تأتي بشريك سلام"

على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في اجتماع المجلس الوزاري الأسبوعي إن "هذه الانتخابات لن تأتي بشريك للسلام". وطالب اشتية رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد أن "يقف ويعلن أنه جاهز لإنهاء الاحتلال وإنهاء الصراع والتزامه بحل الدولتين".

وتصاعد التوتر خلال الأشهر الأخيرة في شمال الضفة الغربية المحتلة، ولا سيما في منطقتي نابلس وجنين، وهما معقلان للمقاومة الفلسطينية المسلحة، حيث كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلية من مداهماتها وعملياتها العسكرية في أعقاب عمليات مقاومة ضد إسرائيليين في مارس/آذار وأبريل/نيسان.

هذه المداهمات التي غالبا ما تتخللها اشتباكات مع السكان الفلسطينيين، خلفت أكثر من 170 شهيدا فلسطينيا منذ بداية العام، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، وذلك في أكبر حصيلة في الضفة الغربية منذ ما يقرب من 7 سنوات.

واستشهد في الضفة الغربية منذ مطلع الشهر الماضي 29 فلسطينيا في حين قتل 3 إسرائيليين وفق حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية.

وخلال اليومين الماضيين، أسفرت عمليتا إطلاق نار ودهس في جنوبي وشرقي الضفة الغربية عن مقتل مستوطن إسرائيلي وإصابة 8 آخرين بينهم 5 جنود.

وقررت إسرائيل نشر أكثر من 18 ألف شرطي في أنحاء البلاد في ظل مخاوف أمنية من وقوع هجمات، بحسب قناة عبرية مساء أمس الاثنين.

وبحسب القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية، يأتي تأهب المؤسسة الأمنية بعد قرار السلطات أول أمس الأحد فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية المحتلة وإغلاق المعابر مع قطاع غزة يوم الانتخابات.

المصدر : وكالات